هولندا: فوز روته وتراجع الشعبوي المتشدّد في البرلمان الجديد

هولندا: فوز روته وتراجع الشعبوي المتشدّد في البرلمان الجديد

18 مارس 2021
تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات 82 في المائة (Getty)
+ الخط -

سجّلت النتائج شبه النهائية للانتخابات البرلمانية الهولندية انتصاراً لحزب رئيس الوزراء الليبرالي مارك روته، بنحو 23 في المائة، ليفوز بـ 36 مقعداً من أصل 150، وبتقدم 3 مقاعد عن انتخابات 2017. وأعلن روته فجر اليوم الخميس انتصار حزبه "الشعب لأجل الحرية والديمقراطية"، معتبراً نفسه "مستعداً لعشر سنوات مقبلة"، وهو الذي ترأس حكومة بلاده على مدى عقد سابق.

وأظهرت النتائج، بعد فرز نحو 92 في المائة من الأصوات حتى صباح الخميس، تراجع حزب "الحرية" اليميني المتشدد بزعامة غيرت فيلدزر، الذي تأسس في 2006، من المرتبة الثانية في البرلمان الهولندي إلى الثالثة، بتراجعه من 27 نائباً في 2017 إلى 19 نائباً. ومقابل هذا التراجع الذي مُني به "الحرية"، تقدم حزب يسار الوسط، "دي 66"، ليحتل المرتبة الثانية بتقدم كبير حقق فيه قفزة من 19 نائباً في 2017 إلى حوالى 27، وهو ما يمنحه فرصة كبيرة للمناورة في تشكيل الحكومة المقبلة مع روته، إذ يتطلب تشكيل حكومة حصول المكلّف بها على دعم 76 نائباً.

ووفقاً للمحطة التلفزيونية الهولندية "نوس"، فإن حزب الائتلاف السابق مع روته، المسيحي الديمقراطي "تس دي إيه" يتجه لخسارة 5 من مقاعده، من 19 مقعداً إلى 14، وهو ما سيمكن أحزاباً أخرى من يسار الوسط من مناورة روته لمنحه تأييداً لحكومة جديدة. وجاءت نتائج الانتخابات الأخيرة من دون تأثير سلبي على روته، على خلفية فضيحة اتهام 25 ألف أسرة بالاحتيال للحصول على دعم مبالغ مالية للأطفال، وهو ما تبيّن أنه حصل بسبب خلل فني.

وأدّت تلك الفضيحة إلى إعلان روته في يناير/ كانون الثاني الماضي الذهاب إلى انتخابات مبكرة، في أجواء مشحونة أيضاً بسبب طول الإجراءات المرافقة لانتشار جائحة كورونا، التي أدّت إلى مواجهات في الشارع بين المحتجين والشرطة. واضطرت البلاد إلى إجراء انتخاباتها موزعة على 3 أيام بسبب كورونا، بدأت الاثنين وانتهت مساء أمس الأربعاء، وهي المرة الأولى التي يشارك فيه المصوتون الهولنديون عبر البريد.

وأكدت السلطات المسؤولة عن الانتخابات أن نسبة المشاركة تجاوزت 82 في المائة من أصل 13 مليون ناخب، وهو ما جعلها أكبر نسبة مشاركة منذ 2017، وخصوصاً لجهة مشاركة جيل الشباب فيها، حيث سُجلت مشاركة 80 في المائة للفئة العمرية بين 18 و24 سنة، وهي زيادة بنحو 13 في المائة عن انتخابات 2017 (67 في المائة). وبيّنت أرقام تفصيلية نشرتها وسائل الإعلام المحلية صباح اليوم الخميس، أن مصوتي اليمين المتشدد أغلبهم من الرجال، فيما كان اليسار ويسار الوسط يحظيان بدعم الإناث أكثر. وأشارت الأرقام إلى أن متخرجي التعليم العالي كانوا أقل مشاركة من نظرائهم الذين لم يواصلوا تعليمهم. وكان هؤلاء المتعلمون أكثر ميلاً للتصويت ليسار الوسط و"الخضر"، وبنسبة 50 في المائة صوتوا للحزب الديمقراطي "دي 66" و"غرون لينك" (الخضر).

وعن مشاغل المصوتين، أكدت الأرقام أن نسبة 64 في المائة انصبّ اهتمامهم على الصحة، وفي مرتبة ثانية على قيم الأحزاب ومبادئهم، فيما في المرتبة الثالثة جاءت على مواقف الأحزاب من جائحة كورونا، وتلاها التصويت على أساس صدقية الطبقة السياسية. وأظهرت بعض نتائج سؤال المصوتين ليسار الوسط أن أغلبية الشباب الذين صوتوا ليسار الوسط اختاروا حزب "دي 66" (اجتماعي ديمقراطي) بناءً على مواقفه من قضايا التعليم بشكل أساسي، تلتها قضايا الصحة والبيئة والطاقة المستدامة. وعن سبب عدم مشاركة نحو 19 في المائة في الانتخابات، على الرغم من ارتفاع نسبة المشاركة، علّل هؤلاء عدم مشاركتهم بخوفهم من الاختلاط في أوقات كورونا.

وقطع روته بعد النتائج الأخيرة تعهداً بالتركيز خلال السنوات المقبلة، في حال تأمين الأغلبية البرلمانية، على إعادة الحياة للاقتصاد الهولندي الذي تأثر خلال الـ12 شهراً الماضية بسبب وباء كورونا.