اعتبرت هولندا، الأربعاء، أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، في عام 2007، "مساهمة جادة وذات مصداقية" في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لإيجاد حل لقضية الصحراء، وذلك في خطوة أوروبية أخرى تعزز الموقف المغربي.
وجاء الإعلان عن تأييد مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، في بيان مشترك صدر اليوم الأربعاء، عقب محادثات جمعت وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الهولندي، ووبك هوكسترا، على هامش الاجتماع الوزاري التاسع للتحالف الدولي ضد"داعش" المنعقد بمدينة مراكش المغربية.
وأعلنت هولندا أنها تنخرط بوضوح في الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي لإنهاء النزاع حول مغربية الصحراء بشكل نهائي، وفق البيان المشترك، الذي توج محادثات الوزيرين.
وجددت هولندا والمغرب دعمهما للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، وجهوده لاستئناف "عملية سياسية تهدف إلى التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف"، وفقا لقرارات مجلس الأمن، ولأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ويأتي الموقف الهولندي الجديد في وقت تعرف فيه قائمة الدول المؤيدة للمقترح المغربي بمنح الصحراء حكما ذاتيا توسعا لافتا خلال الأسابيع الماضية، بإعلان انضمام إسبانيا وألمانيا إلى الولايات المتحدة وفرنسا التي تعتبر المقترح المغربي "جديا وذا مصداقية"، فضلا عن الاتحاد الأوروبي الذي تربطه اتفاقيات اقتصادية هامة بالمغرب.
وفي 29 مارس/آذار الماضي، دعا بوريطة، بعد استقباله لنظيره الأميركي، أنتوني بلينكين، الذي كرر دعم الولايات المتحدة للمقترح المغربي، أوروبا إلى "الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها" وأن تحذو حذو إسبانيا بتأييد خطة الحكم الذاتي. واقترنت هذه الدعوة بتحذير "لمن يظهرون مواقف غامضة أو متناقضة".
وحذر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في خطاب إلى الأمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من أن "المغرب لن يدخل معهم في أي نهج اقتصادي أو تجاري من شأنه استبعاد الصحراء المغربية".
ومساء أمس، قال وزير الخارجية المغربي، إن "الدول الراغبة في حل نزاع الصحراء مُطالبة بالانخراط في مبادرة الحكم الذاتي بوصفها الحل الوحيد والممكن لقضية الصحراء من أجل إنهاء معاناة محتجزي مخيمات تندوف".
واعتبر بوريطة خلال مؤتمر صحافي عقده بمعية وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، بمدينة مراكش على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" المنعقد اليوم الأربعاء، أن موقف إسبانيا المؤيد للحكم الذاتي في الصحراء يتماشى مع مواقف العديد من الدول الأوروبية والعربية الأفريقية بشأن قضية الصحراء.
وأوضح رئيس الدبلوماسية المغربية أن بلاده تقدر موقف المملكة الإسبانية من قضية الصحراء، لافتاً إلى أن "الموقف الجديد لمدريد يندرج ضمن الحركية الدولية الهادفة إلى إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل".
ويأتي الموقف الهولندي المؤيد للحكم الذاتي كذلك في سياق يعرف عودة الدفء إلى العلاقات بين الرباط وأمستردام، التي عاشت لنحو ثلاث سنوات على إيقاع التوتر والخلاف جراء تقديم وزير الخارجية الهولندي السابق، ستيف بلوك، تقريرا حول احتجاجات "حراك الريف" أمام لجنة الخارجية في برلمان بلاده.
وكان المغرب وهولندا قد وقعا، أمس الثلاثاء، "خطاب نوايا"، يحدد مجالات وأشكال التعاون الأمني الثنائي لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وذلك في خطوة إلى توالي الانفراج في الأزمة التي مرت بها العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، على خلفية احتجاجات "حراك الريف" التي شهدتها منطقة الحسيمة بين عامي 2017 و2018.