هوكشتاين يعود إلى بيروت بمخطط "مردود عليه سلفاً" من حزب الله

20 أكتوبر 2024
عاموس هوكشتاين في لقاء مع نبيه بري في بيروت، 14 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يزور الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين بيروت لتهدئة التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، وسط دعوات لبنانية للضغط الدولي على إسرائيل لوقف عدوانها.
- تسعى الجهود الأميركية، بالتعاون مع فرنسا ودعم دولي، لوقف إطلاق النار، حيث يلتزم لبنان بالقرار 1701 شرط التزام إسرائيل، مع تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب.
- يعبر حزب الله عن عدم ثقته في زيارة هوكشتاين، معتبرًا أنها تخدم الأجندة الإسرائيلية، ويطالب بضغط أميركي جاد على إسرائيل لوقف عدوانها.

مصدر مقرب من بري: زيارة هوكشتاين تأتي في سياق جهود وقف النار

حديث عن تعديلات يحملها هوكشتاين للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن

تعد زيارة الوسيط الأميركي هي الأولى إلى بيروت منذ توسيع العدوان

أكد أكثر من مصدر رسمي في لبنان أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين سيزور بيروت يوم غد الاثنين، للقاء المسؤولين اللبنانيين وبحث سبل تخفيف التصعيد العسكري بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقالت أوساط حكومية لـ"العربي الجديد" إنها تبلغت بـ"زيارة مرتقبة لهوكشتاين إلى بيروت غداً الاثنين، وننتظر ما سيحمله من جديد في ما خصّ العمل على وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أنّ "المطلوب اليوم، قبل أيّ شيء آخر، الضغط الدولي الأميركي على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان، ويتم بحث الملفات الأخرى لاحقاً، فالأولوية الآن هي وقف جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو بحق الشعب اللبناني".

وعبّرت الأوساط عن إحباطها من أنه "حتى الساعة لم تنجح كل محاولات الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان، بل إن الضمانات الأميركية التي أعطيت للبنان لم تترجم ميدانياً، ورأينا تكثيفاً للغارات في اليومين الماضيين، خصوصاً على الضاحية الجنوبية لبيروت، ونحن قلنا إننا رغم الضمانات لا نثق فيها لأنها ترتبط بعدو لا يؤتمن له، من هنا سنواصل الدعوة والمطالبة بضغط جدي وفعّال على الإسرائيلي ليوقف عدوانه".

من جهته، قال مصدرٌ مقرّب من رئيس البرلمان نبيه بري لـ"العربي الجديد" إنّ "هوكشتاين سيزور لبنان غداً، وقد تواصل مع رئيس البرلمان لأجل ذلك"، وأضاف أن "الزيارة تأتي في سياق الجهود الأميركية التي تُبذل لوقف إطلاق النار، وانطلاقاً من المبادرة التي أعلن عنها مع فرنسا وحازت دعم وتأييد العديد من الدول، ووافق عليها لبنان باستثناء العدو الذي تلاعب وناور ورفض وواصل عدوانه ووحشيته".

ورداً على ما يتم التداول به حول حمل هوكشتاين تعديلات للقرار الدولي رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، أو ما بات يُعرف بـ1701 بلاس (+)، قال المصدر: "لبنان أكد التزامه بالقرار 1701 بكافة مندرجاته، شرط التزام إسرائيل به، وهذا هو موقف الدولة اللبنانية، ولا حديث آخر غير ذلك". ويؤكد لبنان في مواقفه الرسمية أن "لا أولوية تعلو على وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى"، مشدداً على التزامه "بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، وتعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)"، مؤكداً موافقته على المبادرة الأميركية - الفرنسية بهدنة مدتها 21 يوماً يصار خلالها إلى إطلاق مسار دبلوماسي لوقف إطلاق النار.

وقبيل زيارته إلى بيروت، أجرى هوكشتاين العديد من المقابلات الصحافية مع وسائل إعلام لبنانية أشار فيها إلى الأجندة التي يحملها، وترتكز على ضرورة تعديل القرار 1701، الذي يمثل الركيزة التي تضمن الأمن على الخط الأزرق والذي نجح في إنهاء الحرب عام 2006 لكن لم يتم تطبيقه، إلى جانب انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تضمن تنفيذ القرارات الدولية، مع ضرورة دعم الجيش اللبناني وتعزيز انتشاره ليكون المسؤول الوحيد عن أمن وسيادة البلاد.

في المقابل، يقول مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد" إن الحزب "لا يعول على زيارة هوكشتاين أو أيّ دور يقوم به، لأنه بكلّ بساطة يصبّ في تنفيذ الأجندة الإسرائيلية، ولكن الملف السياسي بيد رئيس البرلمان نبيه بري الذي يثق فيه الحزب، وكذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي"، مشيراً إلى أنّ "هوكشتاين يتحدث عن تعديلات للقرار 1701، في وقت تضغط إسرائيل لتغييره، باعتباره لم يعد كافياً، وإبعاد قوات اليونيفيل بالسلاح عن الحدود، عبر استهدافها المتواصل، وهذا دليل واضح على التعاون الأميركي الإسرائيلي".

ويلفت المصدر إلى أنهم "يطلبون من حزب الله ولبنان تطبيق القرارات الدولية بينما إسرائيل تنسفها، لا بل تعتدي عن قصد وعمد على قوات حفظ السلام، وإذا كان الأميركي وسيطاً غير منحاز وجادا في الحل فليضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان وغزة، بدل دعمها وتأييدها والوقوف إلى جانبها في كل المجالات"، مشيراً إلى أنّ "مخطط تعديل القرار 1701 موجود منذ ما قبل العدوان وحتى قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، ولكنهم يعتبرون اليوم الفرصة مناسبة لتحقيق ذلك، وواهمون إن اعتقدوا أن حزب الله في موقف ضعيف ليرضخ".

وتعد زيارة الوسيط الأميركي غداً هي الأولى إلى بيروت منذ تسارع التطورات العسكرية وبدء العدوان الموسّع على الأراضي اللبنانية في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي، علماً أنها السادسة له منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم يؤد أي حراك له إلى تحقيق نتائج عملية وميدانية.