هل يمكن إزاحة ترامب من الرئاسة بموجب التعديل الـ 25؟

يمكن إزاحة ترامب من الرئاسة بموجب التعديل الـ 25؟

08 يناير 2021
جمهوريون يجرون نقاشات أولية حول استخدام التعديل الـ25 (فرانس برس)
+ الخط -

قال مصدر في الحزب الجمهوري لشبكة "سي أن أن" إن بعض أعضاء إدارة الرئيس الأميركي الخاسر في انتخابات نوفمبر دونالد ترامب، والذي تنتهي ولايته في 20 يناير الجاري، أجروا نقاشات أولية حول استخدام التعديل الخامس والعشرين لإزاحة ترامب من منصبه، وهو التعديل الذي يستخدم كملاذ أخير لإزاحة رئيس مارق أو عاجز.

وأشارت "سي أن أن" إلى أن عملية اقتحام مثيري الشغب لمبنى الكونغرس بناءً على طلب الرئيس قد ينتهي بها الأمر لتكون أول حالة طارئة يُطبق عليها التعديل الخامس والعشرون في تاريخ الولايات المتحدة.

وطبقاً للتعديل الـ 25، فإنه سيتعيّن على نائب الرئيس مايك بنس، لكي يتم نزع السلطة من ترامب، أن يتفق مع أغلبية من مسؤولي إدارة ترامب على أن الرئيس لم تعد لديه القدرة على أداء سلطات وواجبات منصبه.

 

وأوضحت "سي أن أن" أنه في حال قام ترامب بتقديم رسالة اعتراض على ذلك إلى الكونغرس، فإنه سيكون أمام بنس ومجلس الوزراء أربعة أيام لمنازعته، ثم سيكون بإمكان الكونغرس إجراء تصويت على نزع السلطة من الرئيس، ويتطلب الأمر أغلبية، ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، عادةً 67 عضواً في مجلس الشيوخ و290 عضواً في مجلس النواب لإقالته نهائياً.

وبدأ المشرّعون الأميركيون بمعاينة مسألة نقل السلطة من الرئيس في أواخر خمسينيات القرن الماضي لدى اعتلال صحة الرئيس دوايت دي أيزنهاور.
وبات الأمر أكثر إلحاحاً بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963. ووافق الكونغرس على التعديل الخامس والعشرين في عام 1965 وصادقت عليه بعد ذلك بعامين ثلاثة أرباع الولايات الأميركية الخمسين كما هو مطلوب. ويتناول القسم 3 من التعديل الخامس والعشرين نقل السلطات الرئاسية إلى نائب الرئيس عندما يعلن الرئيس أنّه غير قادر على تحمّل أعباء منصبه.
ويتناول القسم 4 موقفاً يقرّر فيه نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء أنّ الرئيس لم يعد قادراً على أداء واجباته. ولم يسبق أن تمت الاستعانة بهذا القسم. 
 

ثلاث مناسبات
استخدم القسم 3 ثلاث مرات. الأولى في يوليو/ تموز 1985 عندما خضع الرئيس رونالد ريغان لعملية جراحية تحت التخدير العام لإزالة ورم سرطاني من أمعائه الغليظة. ويومها عُيّن نائب الرئيس جورج بوش الأب رئيساً بالوكالة لثماني ساعات بينما خضع ريغان للعملية الجراحية. نقل الرئيس جورج دبليو بوش السلطة مؤقتًا إلى نائبه ديك تشيني في يونيو/ حزيران 2002 وفي يوليو/ تموز 2007 أثناء خضوعه لتنظير روتيني للقولون تحت التخدير.
وبعد إصابة ريغان بجروح خطيرة في محاولة اغتيال عام 1981، تم إعداد خطاب يستحضر القسم 3 لكنّه لم يُرسل إلى الكونغرس. بموجب القسم 3، فإنّ الرئيس يبلغ الرئيس الذي سيتولى السلطة مؤقتاً، أو الرئيس الآني لمجلس الشيوخ - وهو حالياً الجمهوري تشاك غراسلي - ورئيس مجلس النواب - وهي حاليًا الديموقراطية نانسي بيلوسي - خطياً بأنه غير قادر على ممارسة مهام منصبه وأنه سينقل السلطة مؤقتاً إلى نائب الرئيس. 
بموجب المادة 4، يقوم نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء بإبلاغ قادة مجلسي الشيوخ والنواب بأنّ الرئيس غير قادر على أداء واجباته وأنّ نائب الرئيس سيصبح رئيساً بالنيابة. 


وقال النائب الجمهوري آدم كينزينغر من إلينوي بعد الفوضى التي حدثت الأربعاء في واشنطن، "حان الوقت لاستحضار التعديل الخامس والعشرين وإنهاء هذا الكابوس". وأضاف "الرئيس غير مؤهل. الرئيس مريض".
وإذا اعترض الرئيس على وصفه بأنه غير قادر على القيام بمهامه، يُناط مصيره بالكونغرس الذي يتعيّن عليه التصويت بأغلبية الثلثين في كلا مجلسي النواب والشيوخ لإعلان أن الرئيس غير أهل للبقاء في منصبه. وادّعى النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي أندرو مكابي أنّ نائب المدّعي العام السابق رود روزنستاين أثار إمكانية استحضار القسم 4 ضدّ ترامب بعد أن أقال الأخير فجأة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي في مايو/ أيار 2017. لكنّ روزنستاين نفى هذا الادعاء.

وكان الكونغرس الأميركي قد صدّق على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية بعد جلسة ماراثونية بدأت الأربعاء وتوقفت 6 ساعات على خلفية اقتحام مؤيدين للرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس قبل أن تُستأنف.

 

وكان مئات من أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اقتحموا مبنى الكونغرس الأربعاء سعياً لإجبار المشرعين على تغيير خسارة الرئيس للانتخابات، ليحتلوا رمز الديمقراطية الأميركية ويجبروا الكونغرس على تأجيل جلسة للتصديق على فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، مؤقتاً.

وصدّق نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة الذي صبّ في مصلحة بايدن بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لدونالد ترامب، في ختام جلسة لمجلسي النواب والشيوخ قاطعها أنصار للرئيس المنتهية ولايته زرعوا الفوضى والذعر في مبنى الكابيتول.

المساهمون