هل يعود التنسيق عبر ضفتي الأطلسي بوصول بايدن إلى الرئاسة الأميركية؟

هل يعود التنسيق عبر ضفتي الأطلسي مع وصول بايدن إلى الرئاسة الأميركية؟

09 نوفمبر 2020
هنأت ميركل بايدن وهاريس على فوزهما بالانتخابات الأميركية (كريستوف ستاش/فرانس برس)
+ الخط -

في أول تعليق رسمي لها على فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، جدّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الاثنين، التهنئة للرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس، مؤكدة أهمية العلاقة بين ألمانيا والولايات المتحدة.

وفي تصريحات لها من مقرّ المستشارية، قالت ميركل إن الرئيس بايدن يعرف ألمانيا وأوروبا جيداً، "وأتذكر اللقاءات والمحادثات الجيدة معه"، واصفةً إياه بأنه شخصية لديها عقود من الخبرة في السياسة الداخلية والخارجية، قبل أن تضيف أن الصداقة بين البلدين أثبتت نفسها على مدى عقود، ووصفتها بأنها "كنز مشترك"، وعلينا أن نستمر في العمل عليها ونجمع أجيالاً جديدةً من الألمان والأميركيين والأوروبيين معاً.

وأعربت المستشارة عن سعادتها بوصول هاريس إلى هذا المنصب كابنة لأبوين من المهاجرين، وهي مصدر إلهام لكثير من الناس، مؤكدةً أنها تتطلع للتعرف إليها.

ولم تعلّق ميركل على مزاعم ترامب في ما خص التزوير في الانتخابات، ورفضه القبول بالهزيمة.

واعتبرت ميركل أن الدولتين تتشاركان في القيم والمصالح، وأن أميركا أهم حليف لنا، نحن الأوروبيين، وعلينا تحمل المزيد من المسؤولية في هذه الشراكة، وأن نبذل الجهود لضمان أمننا والدفاع عن قناعاتنا في العالم، قائلة: "نحن حليفان في حلف شمال الأطلسي، وعلى أميركا وألمانيا، كجزء من الاتحاد الأوروبي، الوقوف معاً من أجل مواجهة التحديات الكبرى لعالمنا"، ومنها كورونا والإرهاب والاحتباس الحراري، هذا عدا عن تضافر الجهود من أجل اقتصاد عالمي مفتوح وتجارة حرّة.

وفي خضم ذلك، برزت تعليقات صحافية تفيد بأن بايدن سيتعامل بخبرة وحنكة مع السياسة الخارجية الأميركية، وهو من أشد المؤيدين للتعددية والمنظمات الدولية وحلف شمال الأطلسي، على الرغم من أنه يتفق مع الجمهوريين إلى حد كبير في ما يتعلق بانسحاب قوات بلادهما من مناطق الأزمات والحروب، وبأن الرئيس الجديد لن يجعل من أميركا لاعباً يومياً على مسرح الدبلوماسية الدولية، وأن تلك الأيام قد ولّت.

ومن المؤكد أن بايدن لا يرى في دول الاتحاد الاوروبي "عدواً"، إنما لا ينبغي أن تعتقد أوروبا أنها تستطيع التراجع سياسياً، لأن بايدن قد يمثل مصالح بلاده بشكل أقوى وأكثر فعالية من ترامب، إنما بنبرة تحمل الكثير من الثقة والودّ، وعلى عكس شخصية ترامب وعنجهيته.

وفي السياق، رأى نائب رئيس كتلة "المسيحي الديمقراطي" يوهان فاديفول، أخيراً، أن على أوروبا أن تقدّم لأميركا شيئاً ما من أجل الحفاظ على العلاقة عبر الأطلسي، محذراً من اتباع أفكار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الحكم الذاتي لأوروبا، ليضيف أنه عدا عن المال، على أوروبا أن تتحمّل المخاطر أيضاً، لأن الادارة الجديدة في واشنطن ستكرّس اهتمامها بشكل أساسي للشؤون الداخلية خلال السنوات المقبلة، وعلى الأوروبيين أن يقدّموا مساهمة كبيرة في حل الصراعات السياسية في دول مجاورة، بينها الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، وفي شرق أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط، وبعدم الاستمرار بهذه اللامبالاة.

وعدا عن أن الجمهوريين سيحتفظون بمجلس الشيوخ، تساءلت "دي فيلت" عما إذا كان الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، وبعد الرغبة في الهدنة لهزيمة ترامب، سيطلب شيئاً في المقابل من بايدن، من موظفين أو مناصب مهمة داخل الإدارة الجديدة، وما إذا كان بيرني ساندرز يبحث عن منصب وزاري مثلاً، أو إليزابيث وارين السيناتورة من ماساتشوستس.

في هذا الوقت، على بايدن أن يكرّس المزيد من الوقت لمكافحة كورونا في خضم الركود الحاد الذي تعيشه الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن بلغ الدين مستويات قياسية. كذلك سيكون بايدن أمام رحمة الجمهوريين، ومن دون موافقة البعض منهم، لن يتمكن من الانطلاقة التي يطمح إليها، لكن لديه بصيص أمل في الانتخابات المقررة لمنصبين في مجلس الشيوخ خلال يناير/كانون الثاني من العام المقبل في جورجيا، وإذا ما فاز الديمقراطيون بالعضوين، فإن معجزة صغيرة ستتحقق وسيكون لهم نصف عدد مجلس الشيوخ.

وكان المرشح الأبرز لزعامة حزب ميركل "المسيحي الديمقراطي" فريدريش ميرز حذر، أمس الأحد، في حديث مع "فيلت ام زونتاغ، الألمان من الأوهام، مبرزاً أن أميركا لن تستأنف دورها السابق قوةً للنظام العالمي حتى في ظل عهد بايدن، وأنه يجب أن نستمر في أخذ مصيرنا بأيدينا، من دون أن ينفي ترحيبه بأن الديمقراطية الأميركية أثبتت قدرتها على التصحيح، معرباً عن أمله في أن تكون اللهجة تجاه الشركاء في العالم معتدلة مرة أخرى في المستقبل.

أما زميله في الحزب ومنافسه على قيادة الحزب نوربرت روتغن، فكان أكثر ارتياحاً، معتبراً أن العقلانية وروح الشراكة سيعودان وستنتعش العلاقة عبر الأطلسي، موضحاً أن نجاحها يعتمد بشكل حاسم على رغبتنا في تحمل المزيد من المسؤولية. ورأى أنه على ألمانيا، مع باقي الدول الأوروبية، أن تقدّم مقترحات محددة.

بدورها، اعتبرت زعيمة حزب "الخضر" أنالينا بربوك، أن على الاتحاد الأوروبي أن يحقق سيادته الاستراتيجية من أجل العمل شريكاً على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والصحة والرقمنة.

المساهمون