هل يجتمع شي وكيم وبوتين للمرة الأولى في يوم النصر الروسي؟

14 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 04:12 (توقيت القدس)
من احتفالات يوم النصر في موسكو، 9 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعت روسيا الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لحضور احتفالات يوم النصر بمرور 80 عاماً على انتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، مع تأكيد زيارة شي لموسكو في مايو.
- تجري الاستعدادات لزيارة كيم لروسيا، مما يثير تكهنات حول اجتماع محتمل مع شي وبوتين، وهو ما قد يشير إلى تضامنهم وتحدي الضغوط الأميركية، رغم تعقيد موقف الصين من بيونغ يانغ.
- رغم تحفظات بكين على سياسات كوريا الشمالية، تسعى الصين لإظهار جبهة موحدة مع روسيا وكوريا الشمالية، مع تعزيز علاقاتها التجارية مع موسكو ودورها الاقتصادي لبيونغ يانغ.

وجّهت روسيا دعوتين منفصلتين لكلّ من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، للمشاركة في احتفالات يوم النصر بمناسبة مرور 80 عاماً على انتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، والذي يصادف في 9 مايو/أيار من كلّ عام. وبحسب الكرملين، من المتوقع أن يزور كيم جونغ أون روسيا في شهر مايو/أيار المقبل، ما أثار تكهنات بأنّه قد ينضم إلى نظيريه الصيني والروسي في الساحة الحمراء في موسكو التي سوف تشهد عرضاً عسكرياً ضخماً احتفاءً بهذه المناسبة.

شي وكيم مدعوان لاحتفالات يوم النصر

وأكد الكرملين أن شي سيزور موسكو في أوائل مايو المقبل، لحضور فعاليات اليوم التاسع، بما في ذلك العرض العسكري، بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية. وفي الأول من إبريل/نيسان الحالي، استقبل بوتين وزير الخارجية الصيني وانغ يي في موسكو، حيث قال له إنه ينتظر زيارة نظيره الصيني إلى روسيا في مايو، وكشف عن إعداد برنامج حافل لاستقبال شي، وأعرب عن تقديره للعمل المشترك الناجح مع الصين على المنصات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.

لي تشونغ: الصين لا تريد أن تكون جزءاً من تحالف روسي كوري شمالي في مواجهة المجتمع الدولي

أما نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، فأشار، أواخر شهر مارس/آذار الماضي، إلى أن الاستعدادات لزيارة كيم المتوقعة إلى روسيا جارية بالفعل، وأنه ناقش القضية خلال زيارته إلى بيونغ يانع في وقت سابق من مارس. وكان بوتين دعا كيم لزيارة موسكو خلال زيارة نادرة إلى بيونغ يانغ في يونيو/حزيران 2024. كما التقى سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، كيم في بيونغ يانغ في 21 مارس الماضي، وسلّمه رسالة من الرئيس الروسي. وبعد ثلاثة أيام، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن كيم تلقى دعوة رسمية لزيارة روسيا، وأن التنسيق جارٍ عبر القنوات الدبلوماسية.
وإذا صعد كيم إلى المنصة مع الرئيسين شي جين بينغ وفلاديمير بوتين، فسوف تكون هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الزعماء الثلاثة معاً في العلن، وستكون إشارة قوية للتضامن وتحدي الضغوط الأميركية، بحسب وسائل إعلام صينية. لكنها، مع ذلك، أشارت إلى أن الرحلة، وإن كانت تشير إلى تعميق التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا، فإنها قد تشكل اختباراً للصين أيضاً، ما يزيد من تعقيد معضلة بكين بشأن بيونغ يانغ المسّلحة نووياً وتحولها المتسارع نحو موسكو.

إحراج أو تحالف متين

ومعلّقاً على القمة الثلاثية المحتملة وحسابات الصين، استبعد أستاذ العلاقات الدولية لي تشونغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تقدم موسكو على خطوة من هذا النوع (جمع شي وكيم على منصة واحدة) لأنها تدرك أن بكين لديها تحفظات على سياسات بيونغ يانغ الخارجية، سواء تحالفها العسكري مع روسيا وتورطها المباشر في الحرب على أوكرانيا، أو الاستفزازات الصاروخية في شبه الجزيرة الكورية. وبنظر لي تشونغ، فإن الصين لا تريد أن تكون جزءاً من تحالف روسي كوري شمالي في مواجهة المجتمع الدولي، في وقت تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الغرب والتصالح مع الاتحاد الأوروبي، في ظل حالة الإرباك التي خلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العالم.

ومن جانب آخر، وفق أستاذ العلاقات الدولية، لا توجد تأكيدات من جانب بيونغ يانغ بشأن مشاركة كيم في احتفالات يوم النصر الروسي، إذ لم يسبق أن شارك الزعيم الكوري الشمالي في فعاليات سياسية متعددة الأطراف، وهو يميل أكثر إلى القمم واللقاءات الثنائية، ربما لأنها تحظى بتغطية إعلامية أكبر يكون فيها مركز الاهتمام والأضواء. ولفت إلى أن الزعيم الكوري الشمالي زار روسيا في مناسبتين عامي 2019 و2023، بينما ستكون هذه أول مشاركة للرئيس الصيني في هذا الحدث منذ مشاركته في العرض العسكري بمناسبة الذكرى الـ70 ليوم النصر في عام 2015.

من جهته، خالف الباحث في الشأن الكوري بجامعة تايبيه الوطنية فيكتور وانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، وجهة نظر لي تشونغ، مشيراً إلى أن لدى بكين مصلحة في إظهار جبهة موحدة بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، بغض النظر عن حساسية موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية والانخراط الكوري الشمالي في المجهود الحربي لروسيا.

فيكتور وانغ: ليس لدى الصين أدنى خشية من أي تقارب روسي كوري شمالي على حسابها لأنها تدرك إمكاناتها

وأضاف أنه على الرغم من التزام بكين بموقف محايد تجاه حرب أوكرانيا، فإنها عزّزت علاقاتها التجارية مع موسكو، ولم تخضع للضغوط الغربية إزاء دعمها غير المباشر لروسيا من خلال تصدير مكونات عسكرية ذات استخدام مزدوج. كما أنها تُعتبر الشريان الاقتصادي لبيونغ يانغ في ظل العقوبات الدولية، وليس لديها أدنى خشية من أي تقارب روسي كوري شمالي على حسابها، لأنها تدرك إمكاناتها، وتعلم جيداً أن موسكو لا تستطيع أن تحل مكانها بحكم موقعها وتأثيرها الجيوسياسي. وتابع وانغ أنه بناء على ذلك، لن يكون هناك أي تحفظ صيني بشأن قمة مرتقبة مع كيم وبوتين في يوم النصر الروسي، فضلاً عن أن التطورات الأخيرة التي تسببت فيها إدارة ترامب، سواء ما يتعلق بفرض رسوم جمركية، أو قطع المساعدات الخارجية الأميركية، تستدعي إنشاء جبهة موحدة قادرة على إدارة العلاقات الدولية بما يخدم مصالح الحلفاء والدول المتضررة من سياسات ترامب الانتهازية.

يشار إلى أن احتفالات يوم النصر تعتبر حدثاً سنوياً هاماً في روسيا، يُخلّد ذكرى جهود الاتحاد السوفييتي في زمن الحرب، ويُمثّل في الوقت نفسه استعراضاً للقوة العسكرية. كان هذا الحدث يحضره في السابق قادة العالم، ولكن منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، قاطعه المسؤولون الغربيون على نطاق واسع. في العام الماضي، استضاف بوتين قادة وممثلين من كوبا ولاوس وغينيا بيساو. وفي هذا العام، وجّهت روسيا دعوات إلى الرئيس الصربي ألكسندر فوتيشيتش، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو.