هل فضّل الساعدي القذافي اللجوء في تركيا من بين 3 دول؟

هل فضّل الساعدي القذافي اللجوء في تركيا من بين 3 دول؟

06 سبتمبر 2021
أفرج عن الساعدي القذافي أمس الأحد (الأناضول)
+ الخط -

عقب 7 سنوات قضاها خلف جدران محبسه في العاصمة الليبية طرابلس، أُطلق سراح الساعدي، ثالث أبناء العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، فيما كشفت مصادر ليبية أن وجهته هي تركيا.
ونقل موقع "هبرلار"، أي "الأخبار"، التركي، اليوم الإثنين، عن المتحدث باسم آخر حكومة في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، موسى إبراهيم، قوله إن الساعدي القذافي اختار تركيا من بين 3 دول خيّر للانتقال إليها كشرط للإفراج عنه.
وفي ظل غياب التصريح الرسمي التركي عن الموضوع، أفاد الموقع فيما قال إنه أول تصريح حول وصول الساعدي القذافي إلى تركيا، بأنها تفاصيل وصول الساعدي إلى تركيا، ونقلها المتحدث السابق وهو مقرب من العائلة.

وأوضح إبراهيم أن "الساعدي كان يفترض أن يتم الإفراج عنه قبل عامين بعد إعلان براءته، ولكن كانت هناك عناصر عسكرية في طرابلس تمنع تطبيق قرار المحكمة وترفض إطلاق سراحه، حيث أدت ضغوط الشعب الليبي والقبائل إلى الإفراج عنه".
ونقل الموقع أيضاً عن إبراهيم قوله "كان هناك شرط من الحكومة الليبية لإطلاق سراحه، وهو مغادرة البلاد فور الإفراج عنه والاستقرار في دولة غير ليبيا، واختار الساعدي تركيا، واتفقت جميع الأطراف (لم يسمها) على تركيا كمكان للذهاب إليها".
وأضاف أن "الساعدي كان عليه أن يختار بين تركيا والسعودية ومصر، وهذه الدول الثلاث رحبت جميعها باستضافته، ولكنه اختار تركيا، وتم ترتيب وصوله عبر أحد الدبلوماسيين في وزارة الخارجية التركية، وبموافقة جميع الأطراف التي نسقت مع بعضها البعض، حيث طلب الساعدي القدوم لتركيا، وتم تنسيق الأمر".
ورداً على سؤال عن ماذا يفعل الساعدي في تركيا حالياً وخططه، قال إبراهيم "الساعدي حالياً مع عائلته، وهو يحاول استعادة حياته بعد في السجن في ظروف غير إنسانية، وهو بحاجة إلى الوقت ليستعيد نفسه بعد مصادرة حقوقه الإنسانية".
وكشف إبراهيم أن "الساعدي ذهب للنيجر وقدم طلب اللجوء السياسي، ولكن الحكومة الفاسدة أعادته إلى المليشيات في طرابلس في عام 2014 دون أي سند قانوني ودون توكيل محام، بشكل مخالف للحقوق الإنسانية، ولم يسمح له بلقاء عائلته وتعرّض للتعذيب ونشرت فيديوهات عديدة لتعذيبه".

وأردف "نحن سعداء بالإفراج عنه، وسيكون نموذجا للمعتقلين من دون حق في السجون، ونأمل أن يكون سببا في مداواة جراح الليبيين، والمخطط الآن أن يقيم الساعدي في تركيا، وإن كان يريد الإقامة في مكان آخر له الحق في ذلك، وهناك أفراد من عائلته في مصر وسلطنة عمان، وقد يذهب إلى هذه الدول، ولكن حالياً يريد أن يلتقط أنفاسه".
كما أوضح أن "ترتيبات القدوم إلى تركيا تمت عبر دبلوماسي في وزارة الخارجية التركية، رتب الأمور اللوجستية جميعها وكان على اتصال مع الساعدي، ولكن من غير الممكن حالياً الكشف عن اسمه من دون الحصول على إذنه، وأن أي تصريح من وزارة الخارجية التركية حول الموضوع، من المؤكد أنها ستكون محط ترحيب الساعدي".
وفي وقت سابق من اليوم، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إطلاق سراح الساعدي، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، مشيراً إلى أنه تم بناءً على قرار صادر عن النيابة العامة.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي، أوضح الدبيبة أن "بناء الدولة لا يمكن أن يتحقق من دون تحقيق المصالحة والعدل وإنفاذ القانون، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات"، مستطرداً بأنه "لا يمكن أن نتقدم للأمام من دون تحقيق المصالحة، ولا إقامة الدولة من دون تحقيق العدل وإنفاذ القانون، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات، واتباع الإجراءات والأحكام القضائية". 
وكانت مصادر ليبية متطابقة قد أكدت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إطلاق سراح الساعدي، ومدير المكتب الخاص لوالده أحمد رمضان الأصيبعي. 
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن إطلاق سراح الساعدي جرى، مساء أمس الأحد، قبل أن يغادرا ليبيا بعد الإفراج عنهما بساعات، مؤكدة أن القرار جاء وفقاً لتنسيق بين رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في إطار برنامج المصالحة الوطنية الذي تشرف عليه السلطة التنفيذية ضمن مهامها في المرحلة الحالية. 
كما أكدت المصادر أن السلطة التنفيذية ستشرف على إطلاق ثلاث شخصيات بارزة في منظومة حكم القذافي، ممن حصلوا على أحكام قضائية بالبراءة من التهم المنسوبة إليهم، خلال المدة المقبلة، ضمن سعي للدفع بملف المصالحة الوطنية الذي يعد من أهم الاستحقاقات المناطة بالمجلس الرئاسي، وفقاً لخريطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي.

المساهمون