هل ستنعكس عودة العلاقة بين طهران والرياض بالإيجاب على بغداد؟

هل ستنعكس عودة العلاقة بين طهران والرياض بالإيجاب على بغداد؟

13 مارس 2023
خلال لقاء السوداني السفير الإيراني في العراق أمس الأحد (مكتبه الإعلامي/ فيسبوك)
+ الخط -

ينظر عراقيون ومراقبون للشأن السياسي، إلى إعلان استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، على أنه حدث إيجابي من شأنه أن يسهم في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة، لكنهم في الوقت ذاته يشككون في إمكانية أن تكون له علاقة بنشاط الفصائل المسلحة الحليفة لإيران.

وأنهى الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية الصين سنوات من القطيعة الدبلوماسية، لكنه فتح مجالات البحث والتساؤل عن تداعيات هذه "المصالحة" على الملف العراقي.

جاء الموقف الرسمي العراقي، مباركاً لهذه المصالحة. واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، الجمعة، أنّ الاتفاق هو بداية "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، مشيرةً إلى "المساعي التي بذلتها الحكومة العراقية في هذا الإطار، حيث استضافت بغداد عدة جولات من المفاوضات بين الطرفين، ورسخت قاعدة رصينة من الحوار وصولاً إلى الاتفاق الذي يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة... يُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".

في السياق، يقول عضو مجلس النواب العراقي هادي السلامي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "العراق عانى كثيراً منذ عام 2003 من أهوال كبيرة وخطيرة أودت بحياة آلاف العراقيين، بسبب الصراع السعودي الإيراني والمعارك الأمنية والسياسية بالوكالة بين الطرفين على أرض العراق، بالتالي فإنّ عودة العلاقات هي أمر جيد".

وبيّن أنّ "من واجب الحكومة العراقية الحالية، أن تستثمر هذه الأجواء عبر الحصول على منافع للعراق الذي اجتهد وكان له دور مهم بالحوارات وصولاً إلى المصالحة بين البلدين".

وأجرى السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، لقاءين متتابعين مع رئيسي الجمهورية والوزراء العراقيين، ليلة أمس الأحد، مثنياً على جهود بغداد للتقريب بين بلاده والمملكة العربية السعودية.

ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، فإنه استقبل آل صادق، وتباحث معه في جوانب عدّة تخصّ العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وأكد السوداني، "موقف العراق المتوازن ومنهجه الداعم للغة الحوار، من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ودعم التنمية المستدامة لكل الشعوب الشقيقة والصديقة على طريق التقدّم والازدهار".

رسالة خطية من رئيسي إلى عبد اللطيف رشيد

إلى ذلك، سلّم السفير الإيراني، رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، رسالة خطية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تضمنت دعوته لزيارة طهران.

وذكرت رئاسة الجمهورية العراقية، في بيان، أنّ "رشيد استقبل في قصر بغداد، السفير الإيراني والوفد المرافق له"، فيما أعرب رشيد عن "شكره واعتزازه بالدعوة، مؤكداً تلبيتها في أقرب فرصة".

بدوره، أعرب السفير الإيراني عن "الشكر والتقدير لجهود العراق في استضافة جولات الحوار، وأهميتها في التوصل إلى الاتفاق المشترك على استئناف العلاقات بين إيران والسعودية"، مؤكداً حرص بلاده ورغبتها في "استمرار التعاون المشترك مع العراق وبما يؤمن الارتقاء بواقع العلاقات الثنائية خدمة للمصالح العليا للبلدين".

مواقف عراقية متباينة

النائب السابق حيدر الملا، قال في تغريدة له، إنّ "عودة العلاقات بين السعودية وإيران خطوة بالاتجاه الصحيح وستنعكس إيجاباً على واقع المنطقة"، مشدداً على أنّ "الدبلوماسية العراقية يجب أن تضع مصالح العراق أولاً، ولا نكون صدى للآخر".

أما النائب ظافر العاني، فقال في تغريدة له إنّ "التقارب السعودي الإيراني يرفع التوقعات بأمن واستقرار المنطقة للفترة القادمة، على أن يتضمن وقف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، واستخدام الورقة المذهبية ذريعة لتوسعها العدواني، وبعكسه فإنّ أية اتفاقات عربية مع نظام طهران تخلو من ذلك، فإنها لن تساوي ثمن الورق الذي تكتب عليه".

لكن الناشط السياسي عمر فاروق، أشار خلال حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "العلاقة بين طهران والرياض ستبقى حذرة وضمن سقف محدود"، مؤكداً أنّ "الفصائل المسلحة العراقية مرتبطة بإيران الحرس الثوري وليس بإيران الدولة التي تفاوضت مع السعودية، بالتالي فإنّ الفصائل لديها مساحة عملها الخاصة داخل العراق".

أما رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، فقد رأى أنّ "العلاقة السعودية الإيرانية ستنعكس إيجاباً على العراق، إذا ما تم استثمارها بشكلٍ صحيح، من قبل صانع القرار العراقي"، مشيراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "حاجة العراق إلى الانطلاق نحو السعودية بشكل أكبر، خصوصاً بالجانب الاقتصادي، لا سيما وأنّه خلال الفترات الماضية كان هناك فيتو من قبل حلفاء إيران على أي تقارب ما بين العراق والسعودية".

وتابع: "العراق بحاجة إلى تعويض النقص في العلاقة السعودية"، كاشفاً أنّ "هناك أطرافاً شيعية داخل تحالف قوى الإطار التنسيقي تسعى إلى تنمية العلاقة مع المملكة، لكن هناك فصائل قد تستمر بنهج العداء للسعودية ودول الخليج، لكن بصورة أقل من السابق".

المساهمون