تبدو قطر جاهزة أكثر من أي وقت مضى للدخول على خط الوساطة بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، إذ التقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، في الدوحة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإثيوبي رضوان حسين، في زيارة لم يُعلن عنها سابقاً.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، فإنه جرى خلال لقاء وزير الخارجية القطري بالمسؤول الإثيوبي استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وتطورات الأوضاع في القرن الأفريقي، وأهمية حل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية.
ويأتي هذا اللقاء عقب زيارة قام بها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أمس الثلاثاء، إلى القاهرة، ونقل خلالها رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
كما بحث وزير الخارجية القطري، أمس الثلاثاء، مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين الطرفين بعد التوقيع على بيان العلا في يناير/كانون الثاني الماضي، سبل دفع آليات العمل العربي المشترك في ظل رئاسة دولة قطر لمجلس جامعة الدول العربية، بالإضافة لمناقشة مواقف البلدين إزاء أهم القضايا الإقليمية خاصة تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم مع وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، في وقت سابق، أنه "كانت هناك فرصة للحديث عن القضايا الإقليمية، سواء التوتر الأخير مع إثيوبيا أو الوضع الإقليمي في ليبيا وتشاد، وكانت هناك فرصة لتبادل الآراء".
ولم يستبعد الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي، في حديثه مع "العربي الجديد"، دخول قطر على خط الوساطة، وقال، في رده على سؤال بهذا الشأن: "من غير المستبعد أن تقوم قطر بوساطة في موضوع سد النهضة بين كل من مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى".
وأضاف أن تطور العلاقات القطرية - المصرية، والأمر نفسه مع المجلس السيادي في السودان بعد فترة من الجمود، ووجود علاقات جيدة للدوحة مع إثيوبيا، مع سجل طويل من النجاحات على صعيد الوساطات، يؤهلها للقيام بدور إيجابي لتقريب وجهات النظر بين القاهرة والخرطوم من جهة، وبين أديس أبابا من جهة أخرى.
وزار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الدوحة في مارس/آذار 2019، إذ شكلت الزيارة نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين. كما استضافت الدوحة في العام نفسه "ملتقى الاستثمار في إثيوبيا"، حيث عرض الجانب الإثيوبي خلاله فرصا استثمارية أمام رجال الأعمال القطريين في قطاعات الزراعة والتصنيع والخدمات والأدوية ومواد البناء.