هل تتحضر واشنطن لضرب إيران؟ قاذفات B-2 في قاعدة دييغو غارسيا

29 مارس 2025   |  آخر تحديث: 16:48 (توقيت القدس)
قاذفة بي-2 الأميركية، 26 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود خمس قاذفات "B-2" على الأقل في قاعدة دييغو غارسيا، مما يشير إلى تعزيز الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة، مع مغادرة حاملة الطائرات "كارل فينسون" إلى الشرق الأوسط.

- تُستخدم جزيرة دييغو غارسيا كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية الأمريكية، حيث تُعتبر قاذفات "B-2" من الأكثر تقدمًا بقدرتها على التخفي وحمل قنابل خارقة للتحصينات، وقد استُخدمت مؤخرًا في اليمن.

- تأتي التحركات العسكرية الأمريكية في ظل توترات مع إيران، حيث حدد الرئيس ترامب مهلة للتوصل إلى اتفاق نووي، ويُعتبر وجود "B-2" جزءًا من هذه الاستراتيجية، مع انضمام "كارل فينسون" للعمليات ضد الحوثيين.

أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية، ونُشرت أمس الجمعة أن القاعدة الاستراتيجية للولايات المتحدة في المحيط الهندي تستضيف الآن خمس قاذفات "B-2" على الأقل، بموازاة تكثيف دائرة انتشار القوات الاميركية في المنطقة؛ حيث غادرت حاملة الطائرات الأميركية "كارل فينسون" جزيرة غوام الواقعة في المحيط الهادئ، وهي في طريقها إلى المنطقة.
هذه التطورات تأتي بعدما نُشرت يوم الخميس الماضي، صور أقمار صناعية تُظهر ثلاث قاذفات "B-2" الخارقة للتحصينات في القاعدة الأميركية-البريطانية في جزيرة دييغو غارسيا، الواقعة في المحيط الهندي، وذلك قبل أن تؤكد مدوّنات تهتم بمتابعة هذا الشأن أن القاعدة باتت تضم اليوم أربع قاذفات أخرى موجودة في المواقع المحصنّة.
إذا ما صحّت هذه المعلومات، سيكون عملياً ما يقرب من نصف أسطول قاذفات "B-2" موجوداً حالياً في الجزيرة. فضلاً عن هذه القنابل الاستراتيجية والخارقة للتحصينات، أشارت مواقع أخبارية عسكرية، ومدوّنات تتبع مصادر استخبارية مفتوحة إلى أن الولايات المتحدة نقلت إلى الجزيرة، وإلى المنطقة عموماً، طائرات تزوّد بالوقود ومرافقات إضافية ضرورية لدعم القاذفات في مهماتها العسكرية المتقدّمة.


اللافت في هذه التحركات، أن جزيرة دييغو غارسيا، التي تسيطر عليها بريطانيا في المحيط الهندي، وتضم القاعدة الأميركية-البريطانية المشتركة، تبعد فقط 3800 كم عن إيران التي تملك صواريخ بالستية تصل فقط إلى 2000 كم فحسب. وفي السابق، استخدمت القاعدة نقطةَ انطلاق للعمليات العسكرية المهمة، زمن ضمن ذلك، الحرب على أفغانستان (2001)، والعراق (2003).
وفي الإطار، تُعد قاذفات "B-2" الأكثر تقدماً بين الطائرات التي تملكها الولايات المتحدة، وتتميز بإمكانات التخفي وحمل قنابل خارقة للتحصينات، فضلاً عن قطع مسافات جوية بعيدة. يملك سلاح الجو الأميركي 20 طائرة من هذا النوع، وهي موجودة في قاعدة ميزوري. وقد انطلقت الطائرات من هذه الأخيرة ونفذت عدّة هجمات على اليمن، في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن تعود إلى "بيتها".

في السياق الإيراني، يصبح هذا النوع من الطائرات مهماً بالذات لقدراته على حمل قنابل "MOP" الخارقة للتحصينات، حيث تزن كل واحدة من هذه القنابل 14 طنّاً، وقد طوّرت خصيصاً لمهاجمة المخابئ المُحصنة التحت أرضية.
على المقلب الآخر، فإن حاملة الطائرات "كارل فينسون" غادرت جزيرة غوام، وبدأت رحلتها إلى الشرق الأوسط، وفقاً لما أفاد به موقع معهد الأسطول الأميركي ومواقع إضافية تتبع هذه التحركات، التي تأتي بناءً على أوامر أصدرها وزير الدفاع الأميركي بيت هغسيث نهاية الأسبوع الأخير، وفق ما أفادت وكالة أسوشييتد برس. وعملياً، ستنضم "كارل فينسون" إلى حاملة الطائرات "هاري ترومان" التي تقود منذ 15 مارس/آذار الجاري العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
وعلى الرغم من أن هذه التحركات يُقدر أنها في إطار العدوان على اليمن عموماً، والحوثيين خصوصاً، فإن الأمر غير منفصل عن التهديدات التي توعد بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران. ففي الرسالة التي بعثها ترامب للمرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، حدد الأول مهلة زمنية من شهرين للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي. وتعليقاً على ما تقدّم، نقل موقع "إكسيوس" عن مسؤول أميركي إقراره بأن "قاذفات البي-2، في دييغو غارسيا ليست منفصلة عن مهلة الشهرين التي حددها ترامب".