هكذا قتل رصاص الاحتلال امرأة وجنينها في أزقة مخيم نور شمس

09 فبراير 2025
جنود إسرائيليون يوقفون امرأة فلسطينية في الضفة الغربية (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استشهدت سندس جمال شلبي وطفلها المنتظر بعد إطلاق النار على مركبتها من قبل جنود الاحتلال عند مدخل مخيم نور شمس، وأصيب زوجها بجروح خطيرة واعتُقل شقيقه.
- شهد مخيم نور شمس اقتحاماً عنيفاً من قوات الاحتلال، مما أدى إلى نزوح السكان وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، في سياق سياسة القتل والتهجير القسري.
- تتزامن هذه الاعتداءات مع العدوان الإسرائيلي المستمر على المخيمات الفلسطينية، حيث بلغ عدد الشهداء 49 منذ بدء عملية "السور الحديدي".

بعدما حاول الشاب يزن محمد أبو شعلة (25 عاماً)، برفقة زوجته سندس جمال شلبي (23 عاماً) التي كانت حاملاً في شهرها الثامن، التوجه من منزله في مخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، إلى منزل والد زوجته في مدينة طولكرم، يرافقهما شقيقه بلال (19 عاماً)، لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة مع زوجته، وأن الاحتلال سيحرمه من عائلته إلى الأبد، فاستشهدت زوجته وطفلهما المنتظر، فيما أصيب هو بجروح بالغة الخطورة.

شهيدة النزوح

عند مدخل مخيم نور شمس، باغتت العائلة رصاصات الاحتلال الإسرائيلي التي اخترقت مركبتهم من دون أي إنذار، ما أدى إلى إصابة يزن الذي فقد السيطرة على السيارة فانحرفت عن الطريق، بحسب ما يؤكد والده لـ"العربي الجديد". وبعدها، خرجت سندس من السيارة محاولة اللجوء إلى أحد منازل الجيران، وبدأت تطرق الباب مستنجدة، لكن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليها وأصابوها في صدرها، وتركوها تنزف ثلاث ساعات حتى سمحوا لطواقم الإسعاف بنقلها إلى المستشفى، لكن بعد فوات الأوان.

والد زوجها، محمد أبو شعلة، يتحدث عن اللحظات القاسية التي عاشتها العائلة قائلاً: "بعد استهداف المركبة، داهمها جنود الاحتلال، حيث كان يزن ينزف داخلها، فيما قاموا باعتقال شقيقه بلال، من دون أن يوضحوا مكان احتجازه أو مصيره، وبقي يزن وزوجته ينزفان ثلاث ساعات كاملة، قبل أن تسمح قوات الاحتلال أخيراً لطواقم الإسعاف بالوصول إليهما". بعد ذلك، نقلت طواقم الإسعاف يزن وزوجته إلى المستشفى، وأُعلن عن استشهاد سندس وطفلها الجنين الذي لم ير النور، بينما حُوِّل يزن إلى المستشفى الاستشاري في رام الله بسبب خطورة حالته الصحية.

"وأدوا حلم العائلة"

يزن الذي تزوج منذ عام واحد فقط كان، وفقاً لوالده، ينتظر مولوده الأول بفارغ الصبر، لكن الاحتلال حول هذا الانتظار إلى ألم دائم، ويقول والده بحرقة: "لقد حرموه من زوجته وابنه الذي كان سيولد خلال أسابيع، لقد أنهوا حلم عائلته بالكامل". ومنذ اقتحام مخيم نور شمس، لم يتمكن محمد أبو شعلة من الخروج بسبب عدوان الاحتلال ولم يتمكن ووالدة يزن من الخروج من المنزل لرؤية ابنه وزوجته الشهيدة.

وبحسب الناشط في اللجان الشعبية في مخيم نور شمس ومدير نادي الأسير الفلسطيني إبراهيم النمر في حديث مع "العربي الجديد"، فإن الشاب يزن وزوجته سندس كانا يسيران مع موجة النازحين الذين حاولوا الخروج من المخيم، إلا أن الجنود تعمدوا استهداف المركبة التي كانا يستقلانها رغم أنه كان بالإمكان إيقافها بدلاً من إطلاق النار المباشر. ويرى النمر أن هذه الجريمة تأتي في سياق مسلسل القتل الممنهج الذي تمارسه حكومة الاحتلال، بهدف إرهاب الفلسطينيين ودفعهم إلى التهجير القسري، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات اقتحام للمخيمات من دون أي ضوابط أو مساءلة دولية، ما يكرس سياسة التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

العدوان على نور شمس 

ووفق النمر، فقد شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، باقتحام مخيم نور شمس شرق طولكرم، حيث طردت عدداً من العائلات من بنايات على مداخل المخيم، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، كما أجبرت عشرات العائلات على النزوح نحو المناطق الشرقية، ومنعتهم من دخول مدينة طولكرم، وفي ظل استمرار اقتحام مخيم نور شمس، اندلعت اشتباكات مسلحة متقطعة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، تخللتها أصوات إطلاق نار بين حين وآخر.

ووفق النمر، كان يعيش في مخيم نور شمس نحو 14 ألف نسمة، لكنه تعرض لموجة نزوح مستمرة منذ ثلاث سنوات بفعل الاجتياحات المتكررة وتدمير البنية التحتية. وتشير التقديرات، بحسب النمر، إلى أن عدد السكان المتبقين في المخيم لا يتجاوز النصف في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية بسبب التجريف والتدمير الممنهج للشوارع والمرافق الحيوية، علاوة على نزوح العشرات من العائلات فجر اليوم.

عدوان مستمر على المخيمات 

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع عشر على التوالي، كما يتواصل على مدينة ومخيم جنين لليوم العشرين على التوالي، ويستمر على مخيم الفارعة، جنوب طوباس، لليوم العاشر على التوالي، بينما جرى إجبار آلاف العائلات في تلك المخيمات على النزوح إلى خارجه وسط تدمير كبير.

49 شهيداً منذ بدء "السور الحديدي"

ومنذ بدء عملية "السور الحديدي" التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة ومخيم جنين في الحادي والعشرين من الشهر الماضي وحتى الآن، بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 49 شهيداً. وتشمل هذه الحصيلة: عشرة شهداء من بلدة طمون جنوب طوباس، وثمانية شهداء من طولكرم، بما فيهم الشهيدة سندس شلبي التي استشهدت مع جنينها، و25 شهيداً من مدينة جنين، وشهيدان من نابلس، وشهيد من مخيم قلنديا شمال القدس، وشهيدان من الخليل، والشهيد محمد دراغمة منفذ عملية تياسير.

المساهمون