هذه شروط واشنطن للاعتراف بحكومة "طالبان" المقبلة في أفغانستان

هذه شروط واشنطن للاعتراف بحكومة "طالبان" المقبلة في أفغانستان

17 اغسطس 2021
برايس: موقفنا من أيّ حكومة مقبلة في أفغانستان رهن بسلوك "طالبان" (كيفن لامارك/فرانس برس)
+ الخط -

أكّدت الولايات المتّحدة الأميركية، الاثنين، أنّها لن تعترف بأي حكومة تقودها حركة "طالبان" في أفغانستان إلا إذا احترمت الحركة الإسلامية المتشدّدة حقوق النساء، ورفضت توفير ملاذ للإرهابيين.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين غداة سقوط أفغانستان بأيدي الحركة، إنّه "في ما يتعلّق بموقفنا من أيّ حكومة مقبلة في أفغانستان، فإنّه رهن بسلوك هذه الحكومة. إنّه رهن بسلوك طالبان".

وأضاف أنّ الولايات المتّحدة تشترط للتعامل مع الحكومة الأفغانية المقبلة "أن تحافظ هذه الحكومة على الحقوق الأساسية لشعبها (...) بمن فيهم نصف شعبها - أي الزوجات والبنات (...) وأن لا توفّر ملاذاً للإرهابيين".

ولفت المتحدّث إلى أنّ المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، لا يزال في قطر، حيث تجري الولايات المتّحدة منذ أشهر محادثات مع "طالبان"، مؤكّداً استمرار المحادثات في الدولة الخليجية الصغيرة بين مسؤولين من حركة "طالبان" وآخرين أميركيين. وأضاف: "أودّ أن أقول إنّ بعض هذه المحادثات كان بنّاءً". لكنّ المتحدّث استدرك قائلاً: "لكن مرة أخرى، مع "طالبان"، سنراقب ما يفعلونه بدلاً من الاستماع إلى ما يقولونه".

بدوره، أعلن الجيش الأميركي أنّه على تواصل مع حركة "طالبان" بشأن الوضع في مطار كابول، الذي تتولّى قوات أميركية تأمينه في أثناء تنظيمها رحلات جوية عبره لإجلاء آلاف الأميركيين والأفغان الذين عملوا معها مترجمين وفي وظائف أخرى.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، فجر اليوم الثلاثاء، إنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث، بشكل منفصل، مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، ووزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ووزير خارجية المملكة المتحدة دومينيك راب حول أفغانستان.

وأوضحت أنّ المحادثات تناولت "الجهود لجلب المواطنين الأميركيين إلى بر الأمان ومساعدة الأفغان المستضعفين"، مشيرة إلى أنّ بلينكن أعرب عن تقديره العميق لجهود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وتركيا والمملكة المتحدة في أفغانستان.

من جهته، قال راب، إنه ناقش مع بلينكن، "ضرورة التنسيق الدولي لمنع استخدام أفغانستان قاعدة للجماعات الإرهابية"، مضيفاً عبر "تويتر": "بُحثَت ضرورة التنسيق الدولي لمنع استخدام أفغانستان قاعدة للجماعات الإرهابية"، قائلاً إن "هناك حاجة إلى نهج أوسع لتخفيف محنة الشعب الأفغاني".

وقال راب أيضاً إنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا فإن "الأولوية تتمثل بضمان سلامة مواطنينا، وأولئك الذين دعموا عملنا على مدار العشرين عاماً الماضية".

وأشارت الخارجية الأميركية، في بيان منفصل، إلى أنّ بلينكن تحدّث مع نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي، الاثنين، حول الوضع في أفغانستان، لافتة إلى أنّ بلينكن أجرى اتصالاً هاتفياً اليوم مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار أيضاً بشأن أفغانستان.

من جهتها، أعلنت الصين استعدادها لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة للعمل على استقرار الوضع في أفغانستان. وانتقدت بكين واشنطن بشدة، وطالبت إدارة الرئيس جو بايدن مرة أخرى بوقف انتقاداتها للصين.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في اتصال هاتفي الإثنين مع بلينكن، إنّ "الانسحاب العسكري الأمريكي المتسرع" هو السبب في الفوضى التي صاحبت استيلاء "طالبان" على السلطة في أفغانستان، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الصينية صادر بتاريخ الثلاثاء.

وأضاف وانغ أنّ "الصين مستعدة لإجراء اتصالات وإقامة حوار مع الولايات المتحدة لدعم استقرار الوضع في أفغانستان وتجنب حرب أهلية جديدة، أو كارثة إنسانية، وعدم السماح بأن تصبح أفغانستان أرضا خصبة للإرهاب مرة أخرى".

وذكر بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن ووانغ تحدثا عن التطورات في أفغانستان، وتضمن ذلك الوضع الأمني والجهود المعنية لإعادة مواطني البلدين إلى بر الأمان.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون