هذا ما يريده الأسرى في معركتهم ضدّ السجّان الإسرائيلي

هذا ما يريده الأسرى في معركتهم ضدّ السجّان الإسرائيلي

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
05 أكتوبر 2021
+ الخط -

اعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، اليوم الثلاثاء، أن الظروف التي يمر بها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بالغة التعقيد والخطورة، مؤكدًا أن الصراع الحالي مع إدارة السجون هو من أجل حماية الأسرى لإنجازاتهم التي حققوها على مدار عقود من الزمن وأهمها الهيئات والأطر والتشكيلات التنظيمية التي أدارت الصراع مع الاحتلال.
وقال فارس، خلال الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إن "الاحتلال يحاول من خلال الإجراءات الأخيرة التي تبعت عملية نفق الحرية وخصوصاً ضد أسرى حركة الجهاد الإسلامي، تقويض المؤسسة الاعتقالية والتنظيمية؛ وعليها يدور الصراع في السجون".
وأكد فارس أن "الحركة الأسيرة بلورت قبل يومين لجنة وطنية تمثل كل الفصائل وبدأت تأخذ مقاليد الأمور؛ بحيث لم يعد أسرى الجهاد أو حماس أو فتح لوحدهم، بل الجميع في إطار تلك اللجنة، وبدأت بمجموعة من الخطوات ومنها اعتصام أسرى الجهاد اليوم الثلاثاء، في الساحات، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصادم ومواجهة الأسرى مع إدارة السجون".
وأكد فارس أن "الأوضاع في السجون محتقنة بشكل كبير ويهدف الأسرى لاتخاذ مجموعة من الخطوات حتى الجمعة المقبلة، وإن لم تقد تلك الخطوات إلى حوار مسؤول مع إدارة السجون لإعادة الأمور إلى طبيعتها ما قبل عملية نفق الحرية فقد تؤدي إلى مزيد من الانفجار".
كذلك لفت فارس إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تأخذ طابع الانتقام من الأسرى بعد عملية الهروب من سجن جلبوع (نفق الحرية) وليس لأي سبب أمني، إضافة إلى محاولة تل أبيب استغلال اللحظة لتطبيق توصيات ما عرفت بـ"لجنة أردان" عام 2018، والتي تهدف إلى التضييق على الأسرى.
وخلال الاعتصام قال الأسير المحرر سعيد نخلة لـ"العربي الجديد" إن "إدارة السجون تسير في الطريق الخاطئ تجاه الأسرى، قد تؤدي إلى ثورة عارمة في كل المعتقلات الإسرائيلية، خصوصاً في ظل تحرك الحركة الأسيرة إسناداً لأسرى الجهاد"، وأكد أن "عدداً كبيراً من الأسرى قدموا طلبات لدى إدارة السجون لتحويل الانتماء إلى الجهاد، كنوع من التحدي للاحتلال، الذي فرق أسرى الحركة على أقسام الفصائل الأخرى وعزل عددًا منهم. ودعا إلى أن تكون تحركات الشارع المساندة للأسرى غير آنية، وشاملة لكل الفصائل والجغرافيا الفلسطينية.
في الأثناء، أكّد نادي الأسير، أنّ الأسرى في عدة سجون نفّذوا اليوم، أولى خطواتهم النضالية التي أعلنوا عنها، والتي تتمثل في الاعتصام في ساحات السجون أو ما تُسمى "بالفورة" مرتدين  لباس "الشاباص" والذي يعني أنهم مستعدون للمواجهة، وتم ذلك في سجون "نفحة، وإيشل، وريمون، ومجدو، وهداريم"، فيما أقدمت إدارة السجون على إغلاق سجن "عوفر" بالكامل بدعوى أن هناك معلومات حول نية بتنفيذ عملية طعن.
ولفت نادي الأسير، إلى أنّ هذه الخطوة تأتي في سياق رفض الأسرى لإجراءات إدارة السّجون التّنكيلية التي ضاعفتها بحقّهم بعد عملية "نفق الحرّيّة" وخاصة بحقّ أسرى الجهاد، حيث توافق الأسرى على برنامج نضالي تدريجي لمدة أسبوع، وتشكيل لجنة طوارئ وطنية من كافة الفصائل، لا سيما أنّ الحوارات التي استمرت بشأن مطالبهم طوال الفترة الماضية، لم تؤدِ إلى حلٍ جذريّ.

الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة

وأشار نادي الأسير، إلى أنّ يوم غد الأربعاء، سيواجه الأسرى ما يُسمى "بالفحص الأمنيّ" بدق الشبابيك، وذلك استكمالًا للخطوات التي أعلنوا عنها.
وكان نادي الأسير أعلن أمس بدء الحركة الأسيرة الفلسطينية خطوات نضالية رفضاً للإجراءات التنكيلية المستمرة وخاصة بحق أسرى الجهاد بعد هروب ستة أسرى من سجن جلبوع الشهر الماضي، قبل إعادة اعتقالهم.

وبدأت الخطوات التي تستمر حتى الجمعة القادم، بإرسال رسائل إلى كافة إدارات السجون، واعتصام أسرى الجهاد اليوم، في الساحات بدعم من أسرى الفصائل كافة؛ مطالبين بالخروج من الأقسام التي تم نقلهم وتوزيعهم عليها في محاولة لاستهداف البنية التنظيمية للحركة في السجون.
وسيخرج غداً الأربعاء، جميع الأسرى المتواجدين مع الجهاد من الأقسام مكبلي اليدين وهو الإجراء الذي تتخذه إدارات السجون ضد أسرى الحركة في الغرف دون باقي الأسرى، فيما سيغلق الأسرى أقسام السجون بشكل جزئي الخميس، وسيعتصم جميع الأسرى في الساحات الجمعة وقت صلاة الجمعة.
وكانت مؤسسات الأسرى وأهالي الأسرى نظموا قبل ظهر اليوم، الاعتصام الأسبوعي لإسناد الأسرى المضربين والحركة الأسيرة أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة رافعين صور المضربين عن الطعام وصور أسرى "نفق الحرية". ويواصل الإضراب عن الطعام ضد الاعتقال الإداري ستة أسرى انضم إليهم الأسير محمد العارضة وهو أحد الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد هروبهم من سجن جلبوع، معلناً الإضراب احتجاجاً على ظروف عزله السيئة.

ذات صلة

الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة

سياسة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، إن أكثر من 100 مجندة إسرائيلية رفضن العمل في وحدة المراقبة بجيش الاحتلال إثر صدمة عملية "طوفان الأقصى"
الصورة
حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في خانيونس كبير (ياسر قديح/ فرانس برس)

مجتمع

عاد بعض أهالي مدينة خانيونس ليرووا ما شاهدوه من فظائع ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابها منها. هؤلاء تحدثوا عن جثامين متحللة ودمار كبير في الممتلكات.

المساهمون