هدوء نسبي في كويا السورية بعد تصدي شبانها لمحاولة توغل إسرائيلية

شهدت قرية كويا في منطقة حوض اليرموك بريف محافظة درعا الغربي، جنوب سورية، اليوم الأربعاء، هدوءاً نسبياً بعد اشتباكات أمس بين شبان البلدة وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وكان جيش الاحتلال حاول صباح أمس التوغل في القرية ما دفع شباناً من البلدة للتصدي للقوات المتوغلة، ما أسفر عن استشهاد ستة شبان من البلدة ونزوح حوالي 350 عائلة بسبب القصف المدفعي والجوي لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال عطاء الله العودة، أحد أبناء بلدة كويا: "في الساعة السابعة والنصف من صباح البارحة، توغلت قوة إسرائيلية بينما كنا في الوادي نجمع محصول الكوسا، وفوجئنا أن الجيش الإسرائيلي كان قد نصب كميناً هناك. غادرنا المكان على الفور وصعدنا إلى القرية، حيث حاول بعض الشبان التصدي لقوات الاحتلال بما يملكون من أسلحة بسيطة وتمكنوا من صدّهم.

ويضيف العودة: "حاولت العودة إلى المنزل لأخذ ملابس الأطفال، وأثناء ذلك سقطت قذائف على البلدة ما أدى الى إصابة ثلاث من شقيقاتي وابن جارنا. واحدة منهن بُترت قدمها، والثانية أُصيبت في ظهرها، والثالثة أُصيبت في كلتا قدميها. نحن نسكن على أطراف القرية، وخططنا للانتقال إلى داخلها، ولكن بينما كنا نحاول جلب ملابس الأطفال، سقطت قذيفتان بالقرب منا، وتضررت أسلاك الكهرباء وتعرض المنزل المجاور للشظايا وأصيبت النساء".

تقارير عربية

التحديثات الحية

كويا السورية.. بلدة حدودية بموقع استراتيجي حساس عند الجولان المحتل

بدوره، قال القاضي عبدالله المحمد، في حديث لـ"العربي الجديد": "في الساعة السابعة والنصف من صباح البارحة، وكما هو معتاد، نزل مزارعونا إلى مشاريعهم في الوادي، حيث تشتهر قريتنا بإنتاج الخضار البقولية. عند نزولهم، تفاجؤوا بوجود قوة إسرائيلية مؤلفة من ثلاث سيارات تقل أكثر من ثلاثين عنصراً. وبمجرد أن شاهد المزارعون الجيش الإسرائيلي، أخبروا أهالي القرية الذين حضر بعضهم وحاولوا التصدي لقوات الاحتلال التي قدمت إلى القرية من منطقة الجزيرة الواقعة على تل مقابل للقرية، وهي منطقة كانت تضم قاعدة سورية تابعة لمحافظة درعا".

وأضاف المحمد أن المواجهات "استمرت حتى عصر أمس واستخدمت خلالها قوات الاحتلال جميع أنواع الأسلحة من قذائف دبابات ورشاشات ومروحيات وسيارات، ما أدى في المحصلة إلى مقتل ستة من خيرة شبابنا ونحسبهم عند الله شهداء، وأُصيب حوالي 35 شخصاً من النساء والأطفال، بينهم من بُترت أقدامهم".

وشدد المحمد: "سنبقى صامدين في وجه أي عدوان إسرائيلي، وسندافع عن أرضنا بكل ما نملك من قوة. نحن متمسكون بأرضنا بعد أن انتهينا من نظام مستبد، ولن نقبل باحتلال مستبد آخر. أهلنا متماسكون في القرية، وشعبنا متماسك بالوحدة الوطنية، وكلنا نقف مع ثوارنا. لقد قمنا بتأمين أطفالنا ونسائنا في القرى المجاورة لتجنب وقوع خسائر كبيرة، وسنبقى متماسكين على قلب رجل واحد لصد أي هجوم أو اعتداء على قريتنا".

وكان أحد وجهاء قرية كويا ويدعى ماجد محمود مسلم، قال في تسجيل مصور إن الفلاحين في القرية المزودين ببنادق صيد لحراسة محاصيلهم هم من تصدوا لجنود الاحتلال فقتل اثنان منهم، بينما قتل أربعة أشخاص آخرين نتيجة القصف المدفعي الإسرائيلي.