هدوء في السويداء وتأكيد أردني تركي ضرورةَ تثبيت وقف إطلاق النار
استمع إلى الملخص
- أكد الأردن وتركيا على ضرورة تثبيت الهدنة ورفض التدخلات الإسرائيلية، مع دعم سورية لتحقيق الأمن والاستقرار.
- دعت اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل إلى مؤتمر صحافي لعرض نتائج تحقيقاتها، مع تأكيد الرئاسة السورية على فحص النتائج لضمان عدم تكرار الأحداث.
التزام بوقف إطلاق النار في مختلف جبهات محافظة السويداء صباح اليوم
الأمن الداخلي منتشر على الحدود الإدارية لضمان استمرار وقف النار
الأحداث أسفرت عن مقتل 558 سورياً بين 13 و21 يوليو/تموز
تشهد جبهات محافظة السويداء حالة من الهدوء، اليوم الثلاثاء، مع استمرار دعوات التهدئة والالتزام بوقف إطلاق النار من الأطراف كافّة، وأكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن قوى الأمن الداخلي تنتشر على الحدود الإدارية للمحافظة بهدف الحفاظ على وقف إطلاق النار، وقالت المصادر إن "مقاتلي العشائر" ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة، مؤكدة أن قوى الأمن الداخلي انتشرت فقط في المناطق التي دخلها مقاتلو العشائر بريف المحافظة.
ولفتت المصادر إلى أن الليلة الماضية شهدت مناوشات في بعض مناطق التماس ما بين مقاتلي العشائر والمجموعات المسلحة الموالية للشيخ حكمت الهجري، منها مناوشات على محور مدينة شهبا. وبدورها، أعلنت "حركة رجال الكرامة"، وهي فصيل موالٍ لزعيم الطائفة الروحية للموحدين الدروز في السويداء حكمت الهجري، عن مقتل 46 عنصراً منها خلال الأحداث التي شهدتها المحافظة.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها مساء أمس الاثنين، مقتل ما لا يقل عن 558 سورياً، بينهم 17 امرأة و11 طفلاً، وستة من الطواقم الطبية بينهم ثلاث نساء، واثنان من الطواقم الإعلامية، وإصابة ما يزيد عن 783 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء. وذكرت الشبكة أن القتلى سقطوا خلال الفترة ما بين 13 يوليو/تموز و21 من الشهر ذاته. وأوضح التقرير أنه بُني على معلومات تمكنت الشبكة من التحقق منها. وقال التقرير: "يأتي هذا التصعيد في سياق اشتباكات عنيفة وأعمال عنف متصاعدة، شملت عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفاً متبادلاً، إلى جانب هجمات جوية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي".
تأكيد أردني تركي ضرورةَ تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء
إلى ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلاله اتصال هاتفي بينهما اليوم الثلاثاء، ضرورةَ تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، بما يضمن سيادة الدولة والقانون وسلامة وأمن المواطنين. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، شدد الوزيران على رفض الأردن وتركيا المطلق للتدخّلات الإسرائيلية في الشأن السوري وإدانتها، باعتبارها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولسيادة سورية يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وبحث الوزيران نتائج الاجتماعات التي استضافتها المملكة، السبت الماضي، وشملت محادثات أردنية -سورية بين وزيري الخارجية في البلدَين، ومحادثات ثلاثية مع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الجمهورية التركية والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس برّاك، والتي اتفقوا خلالها على خطوات عملية تستهدف دعم سورية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما يضمن أمنها واستقرارها ويحمي المدنيين، ويضمن بسط سيادة الدولة وسيادة القانون على كل الأرض السورية.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان خلال جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في محافظة جرش شمال الأردن، اليوم الثلاثاء، إن الأردن لعب دوراً دبلوماسياً فاعلاً خلال الأيام الماضية للمساهمة في احتواء أزمة السويداء السورية، مشدداً على أن المملكة تقف إلى جانب الشعب السوري في سعيه لتحقيق الاستقرار والازدهار.
وأضاف أن "الأوضاع في السويداء تسير نحو الاستقرار، وكان لنا دور دبلوماسي كبير في تهدئة التوتر"، معرباً عن أمله بأن تواصل الأوضاع تحسنها، بما يحقق مصالح الجميع في المنطقة.
لجنة تقصي أحداث الساحل تدعو لمؤتمر صحافي
وفي سياق آخر، دعت اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل، وسائل الإعلام لمؤتمر صحافي من المقرّر عقده اليوم في تمام الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت دمشق. وأوضحت اللجنة أن المؤتمر يترأسه القاضي جمعة العنزي، رئيس اللجنة، وبمشاركة المحامي ياسر الفرحان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة. ووفق اللجنة، يهدف المؤتمر إلى تقديم إحاطة شاملة بشأن منهجية وآليات عمل اللجنة خلال فترة التحقيق، واستعراض أبرز النتائج التي توصلت إليها، إضافة إلى التوصيات النهائية التي خلصت إليها اللجنة بعد أشهر من العمل الميداني والمكتبي.
وأعلنت الرئاسة السورية، أول أمس الأحد، أن الرئيس أحمد الشرع تسلّم التقرير النهائي للجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، التي وقعت في مارس/آذار الماضي. وقال بيان الرئاسة إنه سيجري فحص نتائج التقرير بدقة لتأمين اتخاذ خطوات تضمن عدم تكرار ما حصل. وطلبت الرئاسة من اللجنة عقد مؤتمر صحافي لوضع الرأي العام في سورية في صورة نتائج أعمال التحقيق التي قامت بها، بما يضمن "كرامة الضحايا، وسلامة الإجراءات القضائية، وحماية الأدلة".