هدوء حذر في درعا وعرض جديد للتفاوض مع النظام السوري

هدوء حذر في درعا وعرض جديد للتفاوض مع النظام السوري

03 اغسطس 2021
النظام يتعنت في فرض شروطه (محمد ابازيد/ فرانس برس)
+ الخط -

يسود هدوء حذر وشبه تام، اليوم الثلاثاء، في محافظة درعا ومحيطها جنوبي سورية، تزامناً مع تقديم اللجان المركزية بدرعا مقترحاً جديداً للنظام السوري عن طريق حليفه الروسي بهدف إنهاء ملف التوتر في منطقة درعا البلد.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ حالة من الهدوء شبه التام والحذر تسود في درعا ومحيطها، مشيرة إلى أنّ هناك اتفاقاً على التهدئة غير معلن، بين النظام واللجان المركزية في درعا، لتقديم مقترحات جديدة حول عملية التفاوض بشأن درعا البلد.

وفي الشأن قال "تجمع أحرار حوران" الإعلامي إنّ اللجان المركزية بدرعا قدمت مقترحاً جديداً يقضي بنشر قوات عسكرية تابعة لـ"الفرقة 15" و"الأمن العسكري" إلى جانب عناصر من "اللواء الثامن" في عدة أحياء بدرعا البلد، إضافة لإجراء عمليات تفتيش محدودة بحضور أعضاء لجان التفاوض.

وأشار التجمع إلى احتمالية رد النظام السوري وروسيا على مقترح اللجان المركزية، مساء اليوم الثلاثاء، في ظل استمرار الهدوء.

وهاجم مسلحون من أبناء درعا، الليلة الماضية، مواقع لقوات النظام السوري في مدينتي درعا والحارة بريف المحافظة، وذلك رداً على انتهاكات نظام بشار الأسد.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجموعات من ثوار مدينة داعل بريف درعا هاجمت مواقع للنظام في المدينة، وقامت بنسف مبنى مفرزة المخابرات الجوية بعد انسحاب قوات النظام منه، مضيفاً أنّ ثواراً في الحارة أيضاً هاجموا بالأسلحة الرشاشة حاجزاً لفرع أمن الدولة ومفرزة الأمن العسكري جنوبي المدينة.

وأضاف الناشط أنّ الثوار هاجموا قوات النظام المتمركزة في الكتيبة الإلكترونية شمالي مدينة الحارة، بعد منتصف الليل، فيما لم يتضح حجم الخسائر التي منيت بها قوات النظام جراء تلك الهجمات التي تأتي بهدف تخفيف الضغط الذي يمارسه النظام على درعا البلد.

وكانت عشائر درعا قد أصدرت بياناً دعت فيه عناصر قوات النظام إلى الانشقاق عنه وعدم القتال ضد الأهالي، وذلك بعد عودة التصعيد العسكري من النظام على درعا البلد إثر فشل المفاوضات، يوم أمس الإثنين.

وجاء في بيان العشائر الموجه لعناصر قوات النظام: "حربنا ليست معكم، بل هي مع المليشيات التي جلبتها إيران لتَستبيح بيوتنا وأرضنا، عدونا واحد وقضيتنا واحدة، أنتم أبناؤنا ولا نرضى لكم الموت كما لا نرضاه لأنفسنا. نعلم أن غالبيّتكم قد أجبروا اليوم على حمل السلاح بوجه أهلكم في درعا، عودوا إلى مكانكم الطبيعي بين أبناء شعبكم، فهنا ندافع عن كرامتنا فقط، لا أجندات ولا مشاريع نخدمها".

وأكد البيان أن سورية للسوريين جميعاً وليست لـ"مرتزقة حزب الله (اللبناني) والحرس الثوري الإيراني، الذين يزجون بكم لتنفيذ مشاريعهم التوسعية في المنطقة"، وفق البيان.

وجاء ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي من قوات النظام على مناطق متفرقة من أحياء درعا البلد واشتباكات على عدة محاور بين أهالي المنطقة ومليشيات "الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة" في قوات النظام التي تتلقى الدعم من "الحرس الثوري" الإيراني، وفق تقارير محلية.

وقال "تجمع أحرار حوران" إنّ شباناً من أهالي درعا أغلقوا طريق دمشق عمان الدولي بين بلدتي صيدا والغارية الغربية في ريف درعا الشرقي دعماً لدرعا البلد في مواجهة هجمات قوات النظام.

وجاءت تلك التطورات عقب انتهاء الاجتماع بين الوفد الروسي ولجنة المفاوضات في درعا البلد، من دون التوصل إلى أي اتفاق، مساء أمس الإثنين، ورفض لجنة المفاوضات جميع المطالب الروسية التي كان أبرزها تسليم السلاح، وتهجير بعض الشبان إلى الشمال السوري، ونشر حواجز لـ "الفرقة الرابعة" داخل درعا البلد، ومنع نشر حواجز عسكرية داخل درعا البلد لـ "اللواء الثامن" الذي يقوده أحمد العودة، وهو من قيادات المعارضة السابقة، المدعوم روسياً.

من جانبها، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ الأخير مصرٌّ على تطبيق الشروط التي يطالب بها، مضيفة أنّ "اللجنة الأمنية في محافظة درعا واصلت التشديد على إصرار الدولة على قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه، وهو إعادة الأمن والأمان إلى كامل المنطقة الجنوبية، وأنها لن تقبل ببقاء الوضع على ما كان عليه خلال الفترة الماضية".

وزعمت الصحيفة أنّ المهلة التي منحتها اللجنة الأمنية في المحافظة، أول من أمس الأحد، لـ"اللجنة المركزية" في درعا البلد والأهالي لـ"إخراج المدعو محمد المسالمة الملقب بهفو ومجموعته الداعشية والمدعو مؤيد الحرفوش الملقب بأبو طعجة ومجموعته الداعشية من درعا البلد، انتهت صباح أمس من دون أن يخرج الدواعش"، بحسب قولها.

وينفي أهالي درعا البلد واللجنة المركزية وجود مجموعات تابعة لتنظيم "داعش"، ويقولون إنها ذرائع يضعها النظام بهدف اقتحام المنطقة وتهجير سكانها.

وقالت الصحيفة إنّ قوات النظام عززت من وجودها في الكتيبة العسكرية وكتيبة الرادار في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، بعشرات العناصر والمضادات الأرضية، تزامناً مع إرسال تعزيزات عسكرية إضافية تحتوي على دبابات وآليات ثقيلة إلى الحاجز الرباعي جنوبي بلدة الشيخ سعد في الريف الغربي، وكذلك وصول تعزيزات أخرى إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، تزامناً مع رفع للسواتر الترابية في المنطقة الحرّة داخل الحرم الجمركي.

وكانت كل جولات التفاوض بين اللجنة المركزية عن درعا البلد والنظام برعاية روسية قد انتهت بالفشل؛ بسبب تعنت النظام في شروطه وتهديده بتنفيذ عمل عسكري ضد المنطقة ومحاصرتها على غرار مدن كثيرة حاصرها وقتل وتهجير سكانها.

المساهمون