هدوء حذر في السويداء وإجراءات حكومية لمنع تدفق مقاتلي العشائر
استمع إلى الملخص
- أكد العميد أحمد الدالاتي أن الحكومة السورية تعمل على إخراج المحتجزين وتعزيز الأمن والخدمات في السويداء، مشيراً إلى تعقيد الوضع بسبب التدخل الإسرائيلي، ودعا لوقف تدفق المقاتلين.
- فرضت السلطات طوقاً أمنياً بين درعا والسويداء لتعزيز السلم الأهلي، مع نشر نقاط أمنية وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مما خفف التوتر في السويداء.
بعد إتمام عملية إجلاء نحو 1500 شخص من عائلات العشائر كانوا محاصرين داخل محافظة السويداء، فجر اليوم الاثنين، باتجاه محافظة درعا المجاورة، يسود محافظة السويداء هدوء عام على جميع المحاور مع استمرار استنفار الفصائل على الجبهات، خاصّة في بلدة عريقة بالريف الشمالي الغربي، فيما أكد مسؤولو الحكومة السورية المحليون اتخاذ إجراءات فعّالة لمنع تدفق مقاتلي العشائر إلى المحافظة، وتعزيز الأمن فيها.
وتفقد الأهالي في السويداء، صباح اليوم، المدينةَ وحجمَ الدمار الذي تعرضت له المدينة وقراها بعد نحو أسبوع من القتال، إذ تقول شبكات محلية إن نحو 20 قرية تعرضت للحرق خلال هذه المواجهات. وقال قائد قوى الأمن الداخلي في المحافظة العميد أحمد الدالاتي، إنّ "وزارة الداخلية تبذل جهوداً لإخراج جميع المحتجزين من داخل السويداء"، وأضاف "بعد إخراج عائلات العشائر المحاصرة في المحافظة، ستعمل الوزارة على تعزيز الإجراءات لمنع تدفق أي مسلحين باتجاهها، إضافة إلى تفعيل مسار إدخال الخدمات إلى المحافظة والقرى التي تأثرت بهذه الأحداث"، مشيراً إلى أن "الوضع صعب جداً"، وأن الحكومة مستنفرة بكل أجهزتها للتخفيف عن أهالي السويداء.
ولفت الدالاتي في حديثه مع قناة "الإخبارية السورية"، إلى أن الحكومة ستبذل جهدها لإخراج "كل شخص يشعر أنه مهدّد وستساعد كل شخص مدني يسعى لدخول منطقته في السويداء وصولاً إلى تخفيف الاحتقان والأجواء المشحونة"، للتمكّن من "فتح حوارات مع المعنيين للوصول إلى حلول دائمة لهذا الوضع"، كما أكد أن توجه الحكومة تجاه السويداء "كان وسيبقى إيجابياً، لكن التدخل الإسرائيلي الذي جاء بطلب من فئة محدودة في المحافظة، عقّد المشهد"، وخاطب الدالاتي مسلحي العشائر الذين حضروا إلى السويداء قائلاً "المسألة انتهت، ويجب أن يتوقف قدوم المقاتلين"، مشيراً إلى أن الحكومة طلبت من زعماء العشائر التقيّد بهذا التوجه الذي أعلنته الرئاسة السورية.
من جهته، أعلن العميد شاهر عمران مدير الأمن الداخلي في محافظة درعا، فرض طوق أمني بين حدود محافظتَي درعا والسويداء لتعزيز السلم الأهلي ومنع التعديات بعد "الفزعة التي حصلت من جانب العشائر لنصرة أهلهم المحاصرين"، وأكد نشر نقاط لقوى الأمن في الريف الغربي الشمالي من محافظة السويداء، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تخفيف التوتر داخل مدينة السويداء، إضافة إلى إخراج بعض طلاب الجامعات ممّن كانوا يقيمون في المحافظة من غير السوريين، إلى محافظة درعا.
وحثّ عمران مقاتلي العشائر على الالتزام بقرارات الدولة وتوجهاتها الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، لافتاً إلى أن "الأجواء يوم أمس كانت مشحونة، ما اضطر قوات الأمن إلى رفع سواتر ترابية من جهة بلدة بصر الحرير في ريف درعا الغربي وفي الريف الغربي الشمالي من محافظة السويداء باتجاه بلدة وولغا لمنع عبور مقاتلي العشائر باتجاه السويداء، إضافة إلى تقطيع المنطقة بالحواجز لإعاقة تقدم هؤلاء المقاتلين"، وحثّ العميد عمران الجميع على التحلي بالصبر للخروج من هذه الأزمة.