استمع إلى الملخص
- أظهر فيديو من الحادث رجلاً يهتف بشعارات معادية للصهيونية، مما زاد التوترات في "بيرل ستريت". يأتي الهجوم وسط تصاعد العنف المعادي للسامية في الولايات المتحدة.
- أدان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الهجوم ووصفه بالمعادي للسامية، داعياً لمحاسبة المنفذ، بينما أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من تصاعد التطرف.
أصيب ستة أشخاص بحروق في مدينة بولدر بولاية كولورادو الأميركية، أمس الأحد، إثر مهاجمة شخص مسيرة تضامنية مع المحتجزين الإسرائيليين في غزة. وقال ستيفن ريدفيرن، قائد شرطة بولدر، إن المعلومات المتعلقة بالهجوم هي "أولية للغاية"، لكنه أشار إلى القبض على مشتبه فيه بتنفيذ الهجوم.
وقال مارك ميكاليك، العميل الخاص المسؤول عن مكتب دنفر الميداني، إن المشتبه فيه الذي احتُجزه، وحُدّدت هويته بأنه محمد صبري سليمان (45 عاماً)، هتف قائلاً: "الحرية لفلسطين"، واستخدم قاذف لهب يدوي الصنع في الهجوم. ولم يُعلن عن توجيه أي تهم على الفور، لكن المسؤولين قالوا إنهم يتوقعون محاسبته "بشكل كامل"، ونُقل سليمان إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب إصابة لم تفصح السلطات عن طبيعتها.
وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث لشاهد يصرخ: "إنه هناك. إنه يلقي قنابل المولوتوف"، بينما كان عنصر من الشرطة يتقدم بمسدسه المشهر نحو مشتبه فيه عاري الصدر يحمل عبوات في كلتا يديه. ووقع الهجوم في ممر "بيرل ستريت" الشهير للمشاة، وهي منطقة تمتد على أربع كتل سكنية في وسط مدينة بولدر، حيث تجمع متظاهرون من مجموعة تطوعية تسمى "الركض من أجل حياتهم" لزيادة الوعي بشأن المحتجزين الذين ما زالوا في غزة، في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الإسرائيلية على غزة في تأجيج التوترات العالمية وساهمت في ارتفاع حاد في العنف المعادي للسامية في الولايات المتحدة.
وقال قادة مكتب التحقيقات الاتحادي في واشنطن إنهم يتعاملون مع هجوم بولدر باعتباره "عملاً إرهابياً"، ونددت وزارة العدل، التي تقود التحقيقات في أعمال العنف المدفوعة بدوافع دينية أو عرقية، بالهجوم ووصفته بأنه "عمل عنف لا مبرر له، يأتي بعد هجمات حديثة ضد أميركيين يهود".
من جهته، قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي كاش باتيل، الأحد، إن المكتب تلقى معلومات عن "هجوم إرهابي" في بولدر ويجري تحقيقاً شاملاً بشأنه. ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن رجلاً ألقى شيئاً يشبه زجاجة حارقة بدائية الصنع على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. وأظهر مقطع فيديو للاعتداء رجلاً عاري الصدر يحمل في يديه زجاجات رذاذ وهو يقول "أنهوا الصهاينة" و"فلسطين حرة" و"إنهم قتلة"، وأظهرت لقطات أخرى تصاعد دخان أسود من إحدى الحدائق.
من جهتها، قالت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي مجموعة ناشطة يهودية، على منصة إكس، إنها "على علم بتقارير عن هجوم على فعالية" في بولدر، وأضافت أن هذه الفعالية هي "لقاء أسبوعي لأعضاء الجالية اليهودية للركض/ المشي دعماً للرهائن".
ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن رئيس شرطة بولدر ستيف ريدفيرن قوله: "سيكون من غير المسؤول بالنسبة لي أن أتكهن بالدوافع في هذا الوقت المبكر". وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة أخلت كتلاً عدة من منطقة المشاة التي جرت فيها الحادثة ونقلت عنها قولها إن هناك "ضحايا عدة في الهجوم". وقال ريدفيرن للصحافيين إن "المتصلين الأوائل أشاروا إلى وجود رجل يحمل سلاحاً والنار أُضرمت بأشخاص"، مضيفا أن الشرطة وصلت "بسرعة كبيرة"، وأضاف: "عندما وصلنا، واجهنا العديد من الضحايا الذين أصيبوا بجروح"، مشيراً إلى حروق وإصابات أخرى.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من قيام شخص بإطلاق النار قرب متحف التراث اليهودي في واشنطن، ما أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وأثارت هذه الحادثة حالة من الاستقطاب في الولايات المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة بين مؤيدي إسرائيل ومتظاهرين مناصرين للفلسطينيين.
إسرائيل تصف الهجوم بـ"المعادي للسامية"
وتعليقاً على الحادثة، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "نصلّي، أنا وزوجتي وكل دولة إسرائيل، من أجل شفاء الجرحى الذين أُصيبوا في الهجوم الإرهابي الوحشي في بولدر (في كولورادو)"، على حد تعبيره. وأضاف في منشور على صفحته الرسمية في منصة إكس أن "الهجوم استهدف أشخاصاً مسالمين، رغبوا في التعبير عن تضامنهم مع المختطفين الذين تحتجزهم حماس"، عاداً سبب الهجوم "يهوديّة المهاجَمين"، على حد زعمه.
وتابع نتنياهو قائلاً إنه "اعتمد على السلطات في الولايات المتحدة لمحاسبة منفذ الهجوم بعقاب شديد، وأن تقوم بكل ما يلزم للحؤول دون وقوع هجمات مستقبلية ضد الأبرياء"، ورأى أن "الهجمات المعادية للسامية في أنحاء العالم هي نتيجة للافتراء ضد الدولة والشعب اليهوديين، وينبغي وقفها".
أمّا رئيس المعارضة الصهيونية، يئير لبيد، فكتب هو الآخر في حسابه على منصة إكس: "نشعر بالصدمة من الهجوم الإرهابي في كولورادو ضد المتظاهرين السلميين، الذين لم يطالبوا سوى بإطلاق سراح المختطفين". واعتبر أن "هذا عمل آخر من العنف المعادي للسامية، وهو نتيجة مباشرة للتطرف التحريضي. وهذا ما يقصده المتطرفون الذين يدعون إلى عولمة الانتفاضة". من جهته، ذهب القنصل الإسرائيلي في نيويورك أفير أكونيس إلى أبعد من ذلك، متهماً دولة قطر بالمسؤولية "عن تعاظم الخطاب المعادي للسامية في الولايات المتحدة".
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)