هجوم صاروخي على قاعدة للتحالف الدولي في أربيل ينذر بتصعيد جديد

هجوم صاروخي على قاعدة للتحالف الدولي في أربيل ينذر بتصعيد جديد

30 سبتمبر 2020
لم يصدر عن التحالف الدولي أي تعليق حتى الآن (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أعلن الجيش العراقي، في بيان اليوم الأربعاء، أن "مجموعة إرهابية" أطلقت صواريخ على أربيل من محافظة نينوى، وأن الهجوم الصاروخي لم يؤدِ إلى خسائر في الأرواح، في وقت احترقت المركبة التي استخدمت في إطلاقه.

وأعلن الجيش أن قائد المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ أوقف عن العمل وجرى فتح تحقيق فوري.

وندد رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، اليوم الأربعاء، بالهجوم الصاروخي على أربيل، ودعا رئيس وزراء العراق إلى محاسبة الجناة.

وقال بارزاني، في تغريدة عبر "تويتر": "أندد بشدة بالهجوم الصاروخي الذي وقع الليلة في أربيل. حكومة إقليم كردستان لن تتهاون مع أي محاولة لتقويض استقرار كردستان وردنا سيكون قوياً". وأضاف "تحدثت مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن أهمية محاسبة الجناة".

وكانت مصادر أمنية عراقية كردية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، قالت في وقت سابق، اليوم الأربعاء، أن هجوماً بواسطة صواريخ أرض ـ أرض جارٍ التأكد من نوعها، استهدف قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في منطقة "كردة جال"، شمال أربيل، في هجوم هو الأول من نوعه الذي يستهدف قوات التحالف الدولي بإقليم كردستان، والذي يُعتبر غير خاضع لأي نفوذ من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران.

ووفقاً لمسؤول كردي أمني في قوات الأسايش، فإن منظومة الصواريخ الموجودة في القاعدة الواقعة على مقربة من مطار أربيل الدولي تمكنت من إحباط الهجوم، وسقط أحدها بالقرب من القاعدة فعلاً وأدى إلى اشتعال نيران بالنباتات والحشائش القريبة، لافتاً إلى أنه جارٍ تقييم الأضرار.

وكشف عن أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم تم تنفيذه من منطقة جبل زرتك بين الموصل وأربيل، وهي منطقة خاضعة لنفوذ المليشيات المنضوية ضمن "الحشد الشعبي".

ولاحقاً ذكر بيان رسمي عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان أن ستة صواريخ انطلقت من محافظة نينوى سقطت قرب مطار أربيل الدولي.

وأضاف البيان أن الصواريخ وجهت في الساعة الثامنة والنصف مساءً من قرية شيخ أمير التابعة للموصل، والتي تقع تحت سيطرة "الحشد الشعبي"، صوب مطار أربيل الدولي، مبيناً أن تلك الصواريخ وقعت بعيداً عن المطار، واثنان منها لم ينفجرا، ولم يسفر الأمر عن أي أضرار بشرية.

في المقابل، نقلت وكالة أخبار كردية محلية بياناً مقتضباً لشرطة أربيل، قال إن صاروخاً وقع قرب قاعدة للقوات الأميركية الواقعة على مقربة من مطار أربيل، مؤكداً أن التحقيقات بدأت في الواقعة.

وتحدثت مصادر أخرى على أن الهجوم كان يستهدف مقر حزب كردي إيراني معارض في أربيل وليس القاعدة القريبة من مقر الحزب.

ولم يصدر عن التحالف الدولي أي تعليق لغاية الآن، لكن ضابطاً برتبة نقيب في البشمركة قال لـ"العربي الجديد" إن المنطقة المستهدفة فيها مقر للتحالف وأيضاً مقر لحزب كردي إيراني معارض، وجارٍ التحقيق بالهجوم.

بدوره، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني كاميران علي لـ"العربي الجديد"، إن المعلومات الأولية تؤكد أن الصواريخ انطلقت من منطقة تبعد نحو 60 كيلومتراً عن أربيل، تابعة لمحافظة نينوى على حدود الإقليم وتسيطر عليها مليشيا "حشد الشبك" بزعامة وعد القدو، الذي تفرض عليه واشنطن عقوبات دولية بتهم تتعلق بانتهاكات حقوقية وجرائم ضد الإنسانية. وأضاف أن الهجوم نقل التصعيد في العراق إلى مستوى خطير، من خلال الاعتداء على قاعدة عسكرية للتحالف يفترض أنها محصنة وداخل الإقليم.

واعتبر أن القصف قد يكون رسالة للأميركيين بأن المليشيات بإمكانها استهداف أي منطقة تريد داخل العراق.

أمّا الباحث العراقي والمختص بالشأن الكردي شاهو القرداغي، فقال في تعليق له عبر "تويتر" على الهجوم: "بعد التلويح بترك بغداد والتوجه إلى أربيل، قصفوا أربيل ليؤكدوا أن إرهابهم يصل إلى كل منطقة في العراق، وينشروا الرعب والخوف في كل مكان"، وذلك في إشارة إلى حديث إغلاق السفارة الأميركية في بغداد والانتقال إلى أربيل.