هجوم أوكراني بالمسيّرات على روسيا يغلق مطاراً وجسراً لساعات
استمع إلى الملخص
- في كورسك، أصيب مراسل حربي صيني بهجوم مسيّرة، مما دفع روسيا لدعوة الأمم المتحدة للرد، مؤكدة أن الهجوم يستهدف إسكات الإعلام الموضوعي.
- سياسياً، مدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا لستة أشهر، بينما لم تُقر حزمة عقوبات جديدة بسبب الفيتو السلوفاكي، وناقش الرئيسان الفرنسي والأميركي الأوضاع في أوكرانيا والشرق الأوسط.
تسبّب هجوم أوكراني بالطائرات المسيّرة، وصفته روسيا بـ"الضخم"، في تقييد حركة المرور فوق جسر على نهر الدون مؤقتاً، وإغلاق مطار فولغوغراد أكثر من ثلاث ساعات، في وقت أعلنت وحدات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الروسية أنها دمّرت 39 طائرة أوكرانية مسيّرة خلال ليل الخميس – الجمعة فوق الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، منها 13 مسيّرة فوق فولغوغراد.
وقالت إدارة حاكم منطقة فولغوغراد الروسية، اليوم الجمعة، إنه جرى تقييد حركة المرور فوق جسر على نهر الدون مؤقتاً لإزالة الحطام الناجم عن هجوم أوكراني "ضخم" بالطائرات المسيّرة. وفي منشور عبر تطبيق تليغرام، نقلت إدارة المنطقة عن حاكم فولغوغراد أندريه بوتشاروف قوله إن المهندسين العسكريين يعملون في الموقع، مضيفاً أنه لم تقع إصابات جراء الهجوم. ولم يتضح بعد ما إذا كان الجسر الواقع على نهر الدون، وهو خامس أطول جسر في أوروبا، قد تضرر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في منشور على "تليغرام" إن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها دمّرت 39 طائرة أوكرانية مسيّرة خلال الليل فوق الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، منها 13 مسيّرة فوق فولغوغراد. وذكرت هيئة الطيران المدني الروسية (روسافياتسيا) على "تليغرام" أن مطار فولغوغراد أُغلق أكثر من ثلاث ساعات، ثم استؤنفت الرحلات الجوية قبيل الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.
ميدانياً أيضاً، أعلنت السلطات الروسية في وقت متأخر من أمس الخميس أن هجوماً أوكرانياً بطائرة مسيّرة على منطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا أدى إلى إصابة مراسل حربي من قناة "فينيكس" التلفزيونية الصينية، وحثت الأمم المتحدة على الرد على الحادث. وقال القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك ألكسندر خينشتاين على تطبيق "تليغرام": "قصفت طائرة مسيّرة أوكرانية قرية كورينيفو في منطقة كورينيفسكي... أصيب المراسل لو يوقوانق وعمره 63 عاماً بجروح، وكان قد ذهب إلى المنطقة الحدودية بمفرده". وقال خينشتاين في منشور لاحق إن الصحافي يعاني من جروح في رأسه، وبعد العلاج، رفض البقاء في المستشفى.
ودعت وزارة الخارجية الروسية المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الأخرى إلى "الرد السريع وإجراء تقييم مناسب" للحادث. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في منشور على "تليغرام": "يشير الهجوم محدد الهدف... إلى نية نظام كييف إسكات ممثلي أي وسيلة إعلامية تسعى لنقل معلومات موضوعية". ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من التقارير بشكل مستقل. ولم تستجب وزارة الخارجية الأوكرانية ولا مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي لطلبات للتعليق خارج ساعات العمل. وأوردت قناة فينيكس التلفزيونية تقارير عن الحادث، لكنها لم تصدر بياناً منفصلاً. ووفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الروسية، فإن لو يغطي أخبار الحرب منذ أيامها الأولى.
إلى ذلك، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، اليوم الجمعة، عن وزارة الدفاع قولها إن قوات روسية سيطرت على قرية نوفا كروهلياكيفكا في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا. من جهته، قال سلاح الجو الأوكراني، اليوم، إنه أسقط 359 طائرة مسيّرة من أصل 363، وستة من ثمانية صواريخ أطلقتها روسيا في هجوم خلال الليل. وأضاف أن الهجوم استهدف بشكل رئيسي مدينة ستاروكوستيانتينيف الغربية الصغيرة، التي تضم قاعدة جوية مهمة وأصبحت هدفاً متكرراً للغارات الجوية الروسية. كما تحدث عن ثلاث ضربات مباشرة، وتضررت ثماني مناطق جراء الحطام المتساقط خلال الليل، من دون تحديد تلك المناطق المتضررة من جراء الهجوم. ولم يذكر ما إذا كانت القاعدة الجوية قد لحقت بها أضرار.
ويأتي هذا في وقت وافق قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال قمة في بروكسل الخميس، على تمديد عقوباتهم المفروضة على روسيا ستة أشهر إضافية، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية، وفق "فرانس برس". ومنذ غزت روسيا جارتها أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، فرض الاتحاد الأوروبي عليها 17 حزمة عقوبات تُجدَّد كلّ ستّة أشهر، في قرار يصدر بإجماع الأعضاء الـ27. ويعني هذا القرار أنّ العقوبات الشاملة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك تجميد أكثر من 200 مليار يورو (234 مليار دولار) من أصول البنك المركزي الروسي، ستظل سارية حتى مطلع 2026 على الأقلّ.
وناقش قادة الاتحاد الأوروبي في قمّتهم، الخميس، حزمة إضافية من العقوبات على روسيا كانت المفوضية الأوروبية اقترحتها قبل أسبوعين. لكنّ القادة لم يتّخذوا أيّ قرار بشأن هذه الحزمة الـ18، وذلك بسبب استخدام سلوفاكيا حق النقض (الفيتو). ورفض رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الموافقة على هذه الحزمة، في مسعى منه للضغط على المفوضية الأوروبية لضمان إمدادات بلاده من الغاز، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى وقف واردات الغاز الروسي تماماً بحلول 2027.
سياسياً أيضاً، ناقش الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون
والأميركي دونالد ترامب هاتفياً، الخميس، "الأوضاع في أوكرانيا والشرق الأوسط". وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ ترامب هو من بادر إلى الاتصال بنظيره الفرنسي "على هامش اجتماع المجلس الأوروبي" في بروكسل. وأضافت أنّ الرئيسين "قررا الحفاظ على تنسيق وثيق بشأن هذه القضايا".(رويترز، فرانس برس)