هجوم أميركي إسرائيلي على موظفي الأمم المتحدة بسبب موقفهم من حرب غزة
استمع إلى الملخص
- رفضت الأمم المتحدة وقفة احتجاجية في نيويورك، وأكد منظمو الاحتجاجات أنها غير سياسية، مما أثار استنكار إسرائيل ومطالبات باتخاذ إجراءات تأديبية.
- تشير بيانات الأمم المتحدة إلى مقتل 543 موظفًا في غزة، مما دفع المنظمة لتذكير موظفيها بالحياد وإصدار مذكرة تحذر من المخاطر المحتملة.
أظهرت وثائق أن الولايات المتحدة وإسرائيل بعثتا برسائل شكوى إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة تطعن في حياد موظفيها بشأن الحرب على غزة، في الوقت الذي تظاهر فيه مئات من موظفي المنظمة الدولية خارج مقرها الأوروبي، اليوم الخميس. وحمل موظفو الأمم المتحدة لافتات كتب عليها "السلام لغزة" و"لست هدفاً"، ووضعوا أكثر من 370 وردة بيضاء بجانب لوحة تذكارية في جنيف تمثيلاً لكل عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة قُتل في الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
وقالت ناتالي مينيت، رئيسة مجلس موظفي مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لوكالة "رويترز" في الاحتجاج: "اليوم، يتجمع موظفو الأمم المتحدة ليقولوا كفى، وإنه ينبغي ألا يمر قتل زملائنا في غزة دون عقاب، وليقولوا أوقفوا كل جرائم القتل هذه". وتسلط هذه الرسائل الضوء على التوتر المتزايد بين الأمم المتحدة وأكبر ممول لها، الولايات المتحدة، التي انسحبت بالفعل من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية، قائلة إنه يتبنى موقفاً معادياً لإسرائيل.
وأظهرت رسالة من المنظمين إلى موظفي الأمم المتحدة، اطلعت عليها "رويترز"، أن إدارة الأمم المتحدة رفضت السماح بوقفة احتجاجية موازية تُشعل خلالها الشموع عند مقر المنظمة في نيويورك. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "هناك قواعد ولوائح لمشاركة الموظفين في أنشطة بخلاف أنشطتهم العادية ويجب تطبيقها في بعض الأحيان".
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يستنكر الاحتجاج
بعث سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون، قبل المظاهرة، رسالة إلى المديرة العامة لمكتب المنظمة في جنيف تاتيانا فالوفايا يستنكر فيها هذا الإجراء الاحتجاجي. وجاء في رسالته المؤرخة في العاشر من سبتمبر/ أيلول: "موظفو الأمم المتحدة ليسوا ناشطين أو يضطلعون بدور سياسي... يجب أن يواجه المحرّضون على مثل هذه الأنشطة ذات الدوافع السياسية والمشاركون فيها إجراءات تأديبية، ومنها الإيقاف عن العمل".
ونفت سيفيرين ديبوس، وهي من منظمي هذه الاحتجاجات، أن يكون الغرض منها سياسياً، قائلة إن "الرسالة هي تأبين زملائنا (في غزة) وشكرهم". وتقول إسرائيل إنها تحرص على تجنّب سقوط شهداء مدنيين في حربها على قطاع غزة.
وانضم المئات إلى الاحتجاج ووقفوا دقيقة صمت تحت شمس جنيف الساطعة أمام مبنى الأمم المتحدة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، انضم ألف من موظفي الأمم المتحدة إلى اجتماع عبر الإنترنت مع فرانشيسكا ألبانيزي، المقرّرة الخاصة في المنظمة الدولية، التي أدى انتقادها إسرائيل إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها.
وشكا كل من المندوب الإسرائيلي ميرون وتريسا فينرتي القائمة بالأعمال للبعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف إلى فالوفايا بشأن الاجتماع. وذكرت الأخيرة في رسالة إلكترونية بتاريخ 16 سبتمبر/ أيلول أن الأمر سيُثار أيضاً مع الأمين العام أنطونيو غوتيريس. وذكرت فينرتي في رسالة بريد إلكتروني: "هذا انتهاك جسيم لمبدأ حياد الأمم المتحدة على مستويات متعددة".
وأضافت: "إذا شارك موظفون في الأمم المتحدة خلال يوم عمل لهم في هذا الاجتماع عبر تيمز، فلا مفر من اتهام الأمم المتحدة بمعاداة إسرائيل بشكل ممنهج وخاص، وبالتالي، بمعاداة السامية". وأكد عضو في نقابة للموظفين انعقاد الاجتماع مع ألبانيزي، لكنه أوضح أنه يتعلق بصلب عمل الأمم المتحدة. ورفضت البعثة الدبلوماسية الأميركية في جنيف التعليق.
عدد قتلى غير مسبوق من موظفي الأمم المتحدة في حرب غزة
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى مقتل نحو 543 من موظفي الإغاثة في قطاع غزة، منهم 373 من موظفي المنظمة الدولية وفرقها، منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما يجعل عدد القتلى غير مسبوق في تاريخ المنظمة الممتد لثمانين عاماً. وبموجب معايير السلوك الخاصة بالخدمة المدنية الدولية التي اعتمدتها الأمم المتحدة، يُنصح الموظفون بعدم الانحياز إلى أي طرف أو التعبير عن قناعاتهم علناً في المسائل المثيرة للجدل.
وأظهرت مذكرة سرية، اطلعت عليها "رويترز"، أن ممثلين لموظفي الأمم المتحدة تسلّموا مذكرة إدارية في 17 سبتمبر/ أيلول تطلب منهم التزام الحياد بشأن الصراع في قطاع غزة. وأقرت كاثرين بولارد، وكيلة الأمين العام لإدارة الاستراتيجيات والسياسات الإدارية ومسائل الامتثال، في 17 سبتمبر/ أيلول، بأن مقتل الزملاء تسبب في "معاناة مهولة"، مضيفة: "أود أن أذكركم بأنه ينبغي على جمعيات الموظفين عدم تنظيم أنشطة قد يُنظر إليها على أنها ذات طبيعة سياسية أو الترويج لها"، محذّرة من المخاطر التي قد تتعرض لها المنظمة.
(رويترز)