هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا وواشنطن تفحص جدية موسكو في السلام
استمع إلى الملخص
- شهدت منطقة خاركيف هجمات روسية بطائرات بلا طيار أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 35 آخرين، بينما تعرضت مناطق أخرى لهجمات مماثلة. من الجانب الروسي، قُتل شخص في بريانسك نتيجة ضربات أوكرانية.
- اتهمت فرنسا وبريطانيا روسيا بمواصلة استهداف منشآت الطاقة والمماطلة في جهود السلام، وأفاد مسؤول في الناتو بأن روسيا تكبدت خسائر بشرية كبيرة منذ بدء الغزو.
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة ستعرف في غضون أسابيع لا أشهر ما إذا كانت روسيا جادة بشأن السلام مع أوكرانيا. يأتي هذا في وقت تستمرّ الهجمات المتبادلة بين كييف وموسكو، وسط اتهام الطرفين بعضهما البعض بمواصلة استهداف منشآت الطاقة.
وقال روبيو في مؤتمر صحافي في بروكسل: "سنعرف من ردودهم قريباً جداً ما إذا كانوا جادين في المضي قدماً في السلام الحقيقي، أم أن الأمر مجرد أسلوب للمماطلة. (إذا) كان الأمر مجرد أسلوب للمماطلة، فإن الرئيس غير مهتم بذلك". وأضاف أنه إذا لم تكن روسيا جادة بشأن السلام، فستضطر الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم موقفها.
ميدانيا، قُتل أربعة أشخاص وأُصيب 35 آخرون في ضربات شنتها طائرات روسية بلا طيار في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا، حسب ما أعلنت السلطات ليل الخميس الجمعة. وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية في بيان إنها عثرت على جثث ثلاثة أشخاص تحت أنقاض مبانٍ سكنية وتجارية في أحد أحياء خاركيف، وأفادت في وقت لاحق بانتشال جثة رابعة من المكان.
كما أصيب 35 شخصاً، بينهم طفل، في هذه الغارات المنسوبة لهجمات بطائرات مسيّرة أطلقتها روسيا، تسببت في اندلاع حرائق في المنطقة. كذلك، أصيب خمسة أشخاص في مناطق دنيبرو وزابوريجيا وكييف، وفقاً للسلطات المحلية، التي وجهت أيضاً أصابع الاتهام إلى موسكو.
على الجانب الروسي، أدت ضربات بطائرات بلا طيار أوكرانية إلى مقتل شخص واحد في قرية بيلايا بيريوزكا في منطقة بريانسك الحدودية، حسب ما قال الحاكم ألكسندر بوغوماز، متهماً كييف بشن "ضربات موجهة ضد مدنيين". والأربعاء، دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات "المتعمدة" على منشآت الطاقة في جنوب أوكرانيا وشمال شرقها. وقال زيلينسكي على منصة إكس: "جولة أخرى من الضربات المتعمدة وإلحاق ضرر بمنشآت الطاقة" مشيراً إلى إطلاق 74 مسيرة روسية.
كما اتهمت روسيا أوكرانيا بمهاجمة منشآت الطاقة "عمداً" مرتين في منطقة كورسك الحدودية. وأكدت أوكرانيا وروسيا أنهما أبلغتا واشنطن بحدوث "انتهاك" من جانب الطرف الآخَر لاتفاق وقف استهداف منشآت الطاقة الذي أعلنته الولايات المتحدة بعد مفاوضات صعبة في السعودية. ويتبادل الطرفان الاتهامات على الرغم من عدم التوقيع رسمياً على اتفاق، وعدم الكشف عن مضمون ما تمّ التوافق عليه.
وفي السياق، اتهمت فرنسا وبريطانيا روسيا، اليوم الجمعة، بمواصلة استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا، والمماطلة في ملاقاة الجهود الأميركية للتوصل إلى تسوية للحرب بين موسكو وكييف. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في بروكسل: "على مدى ثلاثة أسابيع، كانت روسيا تبدّل مواقفها، وتواصل ضرباتها على منشآت الطاقة، وتستمر في ارتكاب جرائم حرب".
إلى ذلك، قال مسؤول رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أمس الخميس، إن روسيا تكبدت خسائر بشرية بلغت نحو 900 ألف جندي منذ أن شنت غزوها الشامل على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. وأفاد تقييم لحلف شمال الأطلسي بأن "الوضع في ساحة المعركة لا يزال صعباً للغاية".
وأضاف المسؤول على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وفق وكالة أسوشييتد برس التي لم تذكر اسمه: "بينما لا نتوقع انهياراً كبيراً لخطوط الدفاع الأوكرانية في الأشهر المقبلة حتى إذا واصلت موسكو التقدم، فإننا نعتقد أن روسيا ستواصل زيادة الضغط على طول خطوط الجبهة الأمامية وعلى أوكرانيا بشكل عام". وأشار المسؤول إلى أن روسيا تواصل استراتيجيتها القائمة على "خسائر كبيرة مقابل مكاسب بطيئة"، في معرض إشارته إلى المكاسب الإقليمية الأخيرة التي حققتها القوات الروسية في شرق أوكرانيا، بما في ذلك في توريتسك وقرب بوكروفسك. ووفقاً للمسؤول، فقد تكبدت روسيا 35 ألفاً و140 قتيلاً في شهر فبراير/ شباط من هذا العام وحده.
(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)