
استمع إلى الملخص
- أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن بوتين لا يرغب في وقف إطلاق النار، مشدداً على أهمية الضغط الدولي ودعم الولايات المتحدة، مع انتقاد تصريحات ترامب حول نوايا بوتين.
- صادق بوتين على استراتيجية جديدة لتطوير القوات البحرية الروسية حتى عام 2050، وأشار ريابكوف إلى أن النزاع في أوكرانيا سيكون اختباراً لجاهزية الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع روسيا.
أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، أنه ضرب طائرتين في مطار سافاسليكا الروسي خلال الليل، في وقت تعرّضت فيه العاصمة كييف مجدداً لهجمات روسية مكثفة بطائرات مسيّرة. وذكر الجيش في بيان عبر تطبيق "تليغرام" أنه "وفقا لمعلومات أولية، تم ضرب طائرتين للعدو (من المفترض أنهما من طرازي ميغ-31 وسو-30/34)".
وأعلن الجيش في بيان ثانٍ ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير 2022 إلى نحو 997 ألفاً و120 فرداً، من بينهم 970 قُتلوا أو أصيبوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبحسب البيان، دمّرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 10915 دبابة، منها أربع دبابات أمس الأحد، و22759 مركبة قتالية مدرعة، و28934 نظام مدفعية، و1411 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1183 من أنظمة الدفاع الجوي.
وأضاف البيان أنه تم أيضاً تدمير 414 طائرة حربية، و337 مروحية، و39818 طائرة مسيّرة، و3315 صواريخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و51348 من المركبات وخزانات الوقود، و3911 من وحدات المعدات الخاصة.
ويأتي هذا في وقت أعلنت فيه أوكرانيا أن العاصمة كييف تعرضت مجدداً، في وقت متأخر من مساء الأحد، لهجمات روسية مكثفة بطائرات مسيّرة. وإلى جانب كييف، تم إصدار إنذارات جوية في عدة مناطق أوكرانية أخرى، من بينها سومي وتشيرنيهيف وبولتافا وخاركيف ودنيبروبتروفسك.
وأفادت تقارير صادرة عن القوات الجوية الأوكرانية والإدارة العسكرية الإقليمية بأن الدفاعات الجوية كانت نشطة خلال الهجوم، وكانت صافرات الإنذار قد دوت في وقت مبكر بعد رصد أسراب من الطائرات المسيرة. ولم ترد معلومات مؤكدة بشأن وقوع أضرار أو إصابات.
ويأتي الهجوم بعد إعلان روسيا أنها سوف ترد على الهجوم الذي شنته أوكرانيا بمسيرات على مطارات داخل العمق الروسي، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وأسفر عن تدمير 40 طائرة عسكرية روسيا. وقال جهاز المخابرات الأوكراني وقتها إنه تم تدمير حوالي 34% من القاذفات الروسية القادرة على إطلاق صواريخ كروز. ووفقاً لتقديرات الجهاز فإن قيمة القاذفات التي تم تدميرها أو إلحاق الضرر بها بلغت نحو سبعة مليارات دولار.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت، الأحد، إن القوات الروسية وصلت إلى منطقة دنيبروبيتروفسك في أوكرانيا وواصلت التقدم هناك، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الجيش الروسي عبر تليغرام إن "وحدات من الفرقة 90 المدرعة (...) بلغت الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية وتواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك"، مستخدماً تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك بعد إعلان ضمها. كذلك، أعلنت موسكو السيطرة على قرية زوريا الصغيرة في منطقة دونيتسك.
ويشكل دخول الجيش الروسي لمنطقة دنيبروبتروفسك إخفاقاً رمزياً جديداً للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبات على الجبهة على صعيد العديد والعتاد. وفي المقابل قالت القوات التي تدافع عن جنوبي أوكرانيا، رداً على ذلك، إن قواتها "تتشبث بمواقعها على الجبهة" بينما تواجه وضعاً "متوتراً".
روسيا: دمّرنا 49 طائرة مسيّرة أوكرانية ليلاً
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في موسكو، اليوم، عن تدمير وسائط الدفاع الجوي المناوبة 49 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أراضي عدة مناطق روسية خلال الليل. وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء: "خلال ليلة التاسع من يونيو/ حزيران الماضية، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي العاملة ودمّرت 49 طائرة مسيرة أوكرانية". وأضاف البيان أنه تم تدمير 13 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أراضي كل من مقاطعتي كورسك ونيجني نوفغورود، وتم إسقاط تسع طائرات مسيّرة فوق أراضي كل من مقاطعتي فورونيغ وأوريول، وتحييد طائرتين مسيّرتين فوق أراضي كل من مقاطعة بريانسك وجمهورية تشوفاشيا، وطائرة مسيّرة واحدة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود.
زيلينسكي: بوتين لا يرغب بوقف إطلاق النار
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
لقناة إيه بي سي الأميركية، الأحد، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في وقف إطلاق النار، بل يريد "الهزيمة الكاملة" لأوكرانيا. وأضاف أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا فقط هو من يمكن أن يجبر بوتين على التراجع، وقال: "حينها سيتوقفون عن الحرب".وشدد زيلينسكي خلال المقابلة على أهمية دعم الولايات المتحدة، وحاول بحذر توضيح أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنفس القناة بأن بوتين يريد السلام غير دقيق، وقال زيلينسكي: "مع كل الاحترام للرئيس ترامب، أعتقد أنها مجرد وجهة نظر شخصية لديه"، وأضاف: "أنا أشعر بقوة أن بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب. في ذهنه، من المستحيل إنهاء هذه الحرب دون هزيمة كاملة لأوكرانيا".
وأضاف زيلينسكي: "ثق بي، نحن نفهم الروس وعقليتهم بشكل أفضل بكثير من الأميركيين لهم . نحن جيران منذ زمن طويل"، لكن الرئيس الأوكراني حرص على عدم إغضاب ترامب، مشيراً إلى أن علاقته مع الرئيس الأميركي، بعد اجتماع كارثي في المكتب البيضاوي في وقت سابق من هذا العام، قد تحسنت وخاصة بعد لقائهما وجهًاً لوجه في الفاتيكان في أبريل/نيسان الماضي ، على هامش جنازة البابا فرنسيس. وقال: "خمس عشرة دقيقة في الفاتيكان، وجهاً لوجه، فعلت أكثر لإقامة الثقة مما فعل الاجتماع مع وجود الكثير من الأشخاص في المكتب البيضاوي".
بوتين يصادق على استراتيجية جديدة لتطوير القوات البحرية
في هذه الأثناء، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استراتيجية جديدة لتطوير القوات البحرية، حيث تتضمن الاستراتيجية تحليلاً لتطورات الوضع العسكري والسياسي في العالم، واحتمال وقوع النزاعات المسلحة وطبيعتها، وقدرات القوى البحرية. وقال مساعد الرئيس الروسي نيكولاي باتروشيف في مقابلة له، اليوم الاثنين، إن بوتين صادق على وثيقة استراتيجية تطوير البحرية الروسية حتى عام 2050، مؤكداً أن الوثيقة الموافق عليها تُعد أول وثيقة من نوعها في التاريخ الحديث.
وأكد باتروشيف أن تطوير أسطول (بحري) قوي وحديث يُعدّ إحدى المهام ذات الأولوية لروسيا، حيث تتضمن الوثيقة تقييماً لحالة وقدرات البحرية، مع الأخذ في الاعتبار تجربة قوات الدفاع الجوي، وتصوغ متطلبات التكوين القتالي المستقبلي للأسطول. وأضاف أنه من المستحيل تطوير أسطول قوي وحديث دون رؤية بعيدة المدى لسيناريوهات تطور الوضع في المحيط العالمي، وتطور التحديات والتهديدات ودون تحديد الأهداف والمهام التي تواجه البحرية الروسية. وتشمل البحرية الروسية أساطيل البلطيق، والشمال، والبحر الأسود، والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى أسطول بحر قزوين.
ريابكوف: مستقبل النزاع في أوكرانيا اختبار لجاهزية واشنطن لتطبيع العلاقات
في سياق آخر، رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن مستقبل النزاع في أوكرانيا سيكشف مدى جدية عزم الولايات المتحدة على تدارك العلاقات مع روسيا. وشدد ريابكوف في حوار مع وكالة تاس الرسمية الروسية، نُشر نصه اليوم الاثنين، على أن "استئناف الحوار متكامل الأركان والبنّاء مع الولايات المتحدة، بما يشمل قضايا الرقابة على الأسلحة، يتطلب قاعدة سياسية عامة أو بالأحرى سياسية - عسكرية متينة، تتمثل بالدرجة الأولى في تطبيع مستديم للعلاقات الثنائية".
وأضاف أن "جاهزية واشنطن على أرض الواقع لإبداء الاحترام للمصالح الجذرية الروسية، يجب أن تكون عنصراً رئيسياً للتطبيع لا بديل عنه"، مستطرداً: "نظراً لطبيعة الأزمة الأوكرانية التي أثارتها السلطات الأميركية السابقة والغرب بشكل عام، من الطبيعي أن يشكل هذا النزاع اختباراً لمدى جدية عزم واشنطن على تدارك العلاقات" مع روسيا.
وحث ريابكوف واشنطن على الإقدام على خطوات عملية لإزالة ما اعتبره الأسباب الجذرية للخلافات في مجال الأمن، مضيفاً: "يتصدر توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) قائمة هذه الأسباب. من المستحيل تسوية الخلاف الراهن في الفضاء الأوروأطلنطي من دون حل هذه المشكلة المبدئية والأكثر حدة بالنسبة إلينا". ونفى تلقي روسيا مقترحات محددة من واشنطن بشأن الرقابة في مجال الأسلحة، قائلاً: "يبدو أن واشنطن تدرك الطابع المعقد للوضع الراهن، ولذلك لا تستعجل لطرح مبادرات غير ناضجة للرقابة على الأسلحة".
(رويترز، أسوشييتد برس، قنا، العربي الجديد)