هجمات جديدة بين باكستان وأفغانستان: مقتل 10 لاعبي كريكت أفغان

17 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 18 أكتوبر 2025 - 00:36 (توقيت القدس)
آثار قصف باكستاني على أفغانستان، 16 أكتوبر 2025 (وكيل كوهشار/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قُتل عشرة لاعبين شباب من فريق الكريكت الأفغاني نتيجة قصف جوي باكستاني في ولاية بكتيكا، مما أثار غضب وزارة الإعلام الأفغانية، وأدى إلى إصابة سبعة أشخاص آخرين.
- شهدت باكستان هجمات انتحارية في مدينتي بنو ومير علي، استهدفت مراكز للشرطة والجيش، وسط محاولات لتمديد وقف إطلاق النار بين البلدين، مع تهديدات من طالبان الأفغانية برد قاسٍ.
- تجري محادثات في الدوحة بين وفود من باكستان وأفغانستان لبحث تمديد وقف إطلاق النار، بينما تستعد القوات الأفغانية لأي تصعيد محتمل باستخدام تقنيات عسكرية متطورة.

أعلنت الحكومة الأفغانية، مساء الجمعة، أن عشرة من لاعبي لعبة كريكت الشباب لقوا حتفهم من جراء قصف لسلاح الجو الباكستاني في ولاية بكتيكا جنوبي أفغانستان. وقالت وزارة الإعلام الأفغانية، في بيان، إن لاعبي لعبة كريكت كانوا قد اجتمعوا في منزل وكانت لديهم مأدبة عشاء، وتعرّض المنزل للقصف الباكستاني، معربة عن قلقها وغضبها الشديدين حيال القضية. وأضاف بيان الوزارة أن القصف الجوي أدى أيضاً إلى إصابة سبعة أشخاص بينهم طفلان وامرأتان.

إلى ذلك، تستمر المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الأفغاني وقوات الجيش الباكستاني على الحدود بين الدولتين. وقال مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية إن عشرات من جنود الجيش الأفغاني عبروا إلى داخل الأراضي الباكستانية، ودُمر حتى الآن اثنان من مراكز الجيش الباكستاني.

كذلكن وقع هجوم انتحاري كبير على مدينة بنو شمال غربي باكستان، وبعد الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة، دخل الانتحاريون إلى مركز للشرطة، وتستمر المواجهات حالياً بين الطرفين. وكان هجوم انتحاري آخر قد استهدف قاعدة للجيش الباكستاني في مدينة مير علي في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية، واستمرت المواجهات بين الطرفين مدة سبع ساعات، فيما أعلن الجيش مقتل ستة من عناصره وإصابة آخرين. كما قتل ضابط في الشرطة الباكستانية في هجوم لمسلحين في منطقة خاران بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان

وجاء تبادل الهجمات الجديدة بين باكستان وأفغانستان رغم الحديث عن التوصل إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار 48 ساعة. وقصف سلاح الجو الباكستاني موقعين في ولاية بكتيكا جنوبي أفغانستان، ما استدعى هجوماً معاكساً على الجانب الباكستاني من قبل قوات حركة طالبان رداً على القصف الجوي الباكستاني. وقال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد: "أي اعتداء باكستاني على أراضينا ستكون له نتائج وخيمة والرد سيكون قاسياً للغاية".

وكان ثلاثة مسؤولين أمنيين في باكستان ومصدر من حركة طالبان الأفغانية قالوا في وقت سابق لوكالة رويترز، اليوم، إن باكستان وأفغانستان اتفقتا على تمديد وقف إطلاق النار مدة 48 ساعة، لحين اختتام محادثات مقررة في الدوحة. وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن وفداً باكستانياً وصل بالفعل إلى الدوحة، بينما من المتوقع وصول وفد أفغاني إلى العاصمة القطرية غداً السبت. وأدت هدنة مؤقتة بين الجارتين يوم الأربعاء إلى توقف قتال عنيف استمر لأيام، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات.

ورجح مراقبون في باكستان في وقت سابق أن تقوم القوات الباكستانية بردة فعل على الهجوم الدموي الذي حصل اليوم على قاعدة للجيش الباكستاني في مدينة ميرعلي بمقاطعة شمال وزيرستان القبلية، في وقت بدت قوات "طالبان" الأفغانية على حالة التأهب القصوى على امتداد الحدود بين باكستان وأفغانستان. وقال مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية لـ"العربي الجديد"، إن قواتنا في تأهب كامل لمواجهة أي عدوان، وسيكون الرد عنيفاً وقاسياً جداً، موضحاً أن الجانب الأفغاني، ومن خلال المكالمة بين رئيس الاستخبارات المولوي عبد الحق وثيق، ونظيره الباكستاني الفريق عاصم ملك، أوضح أن أفغانستان لن تساوم على سيادتها، محذراً باكستان من القيام بأي عدوان.

وأكد المصدر أنه في المواجهة الأخيرة، عاينت باكستان بعض قدراتنا العسكرية، وهي الآن تعرف أننا نستطيع أن نستهدف مدناً باكستانية مهمة، من هنا لا يكون الرد مقتصراً فقط على الحدود، بل سيطاول الأمر كل المدن الباكستانية. وأضاف المصدر أنه في المواجهات الأخيرة، تم استهداف مواقع استخبارية حساسة في كل من مدينتي بشاور وكويته الباكستانيتين بطائرات بلا طيار، وقد أصابت الأهداف بشكل دقيق، مشيراً إلى أن أفغانستان لديها أنواع من الطائرات بلا طيار، كما قامت بتجربة صواريخ مختلفة المدى.

وكانت وسائل إعلام أفغانية قد تحدثت في وقت صباح اليوم، أن القوات الأفغانية قامت بتجربة صاروخ مداه 400 كيلومتر، ولم تعلن وزارة الدفاع بشكل رسمي عن هذا التطور. وعلى الجانب الباكستاني، وفي وقت هناك دعوات لتجنب التصعيد، ترى وسائل الإعلام أن باكستان قد تقوم بردّ محدود على الهجوم الانتحاري في شمال وزيرستان اليوم، وذلك لأن الجيش قرر في الاجتماع الأخير لقادة الفيالق أن أي هجوم يقع في باكستان سيكون الرد عليه داخل الأراضي الأفغانية.

كذلك، يواجه الجيش الباكستاني ضغوطات كبيرة بسبب الظهور الأخير لزعيم حركة طالبان الباكستانية المفتي نور ولي محسود في مقاطعة خيبر القبلية الباكستانية، في وقت إن الجيش يبرر هجماته داخل أفغانستان بأن قيادة طالبان الباكستانية موجودة على الأراضي الأفغانية، وعلى رأسهم محسود.