تبادل هجمات بين روسيا وأوكرانيا... وتفاؤل حذر بنتائج اتصال بوتين وترامب

19 مارس 2025
عناصر من الجيش الأوكراني في خاركيف، 18 مارس 2025 (خوسيه كولون/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم الاتفاق بين بوتين وترامب على وقف الضربات لمواقع البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً، لكن الوضع الميداني لا يزال متوتراً مع هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا.
- المحلل فيودور لوكيانوف والمدون يوري بودولياكا أشارا إلى أن التركيز كان على حظر استهداف منشآت الطاقة، مع استمرار الحوار حول الوضع في أوكرانيا.
- زيلينسكي دعا الولايات المتحدة لمراقبة الهدنة الجزئية، واتهم الكرملين أوكرانيا بعرقلة الجهود الأميركية الروسية للتسوية.

غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، الذي أسفر عن الاتفاق على وقف الضربات لمواقع البنية التحتية العاملة في مجال الطاقة لمدة 30 يوماً، لا يزال الوضع ميدانياً بعيداً عن الهدوء، إذ أسفر سقوط حطام مسيّرات أوكرانية عن اشتعال حريق على مساحة 20 متراً مربعاً بمصفاة في إقليم كراسنودار، جنوبي روسيا، فيما تعرضت كييف ومقاطعات جيتومير، وأوديسا، وسومي الأوكرانية لهجمات بمسيّرات روسية.

ومع ذلك، هيمن التفاؤل الحذر على التعليقات الروسية الأولى على نتائج الاتصال الهاتفي، إذ اعتبرت صحيفة كوميرسانت، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن "الطرفين خطوَا خطوة في الحوار حول النزاع الأوكراني، وأظهرا استعداداً للتسوية طويلة الأجل"، لافتة إلى أن موقف موسكو الرافض لمقترح الهدنة الشاملة لمدة 30 يوماً لم يمنع الطرفين من الاتفاق على الدفع بالتعاون، بما في ذلك في مجالي الاقتصاد والطاقة. ومع ذلك، أقرّت الصحيفة بأن الاتصال لم تتمخض عنه قرارات اختراقية.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي المقرب من الكرملين، رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية" فيودور لوكيانوف، في منشور على قناة المجلة على "تليغرام"، أن نتائج الاتصال تبدو أقرب إلى "السيناريو الروسي"، مذكّراً بأن موسكو لم تكن مرحبة بفكرة إقامة هدنة فورية شاملة، وهو ما لم يتم. وتوقع لوكيانوف أن الحظر على استهداف منشآت الطاقة، في حال تفعيله، لن يغير بصورة مباشرة الوضع في ساحة المعركة التي تميل كفة الميزان فيها لصالح روسيا.

وبدوره، وصف المدون الحربي الروسي يوري بودولياكا، البالغ عدد متابعي قناته على "تليغرام" أكثر من 3 ملايين، نتائج الاتصال بأنها أقرب إلى "بروتوكول نِيّات"، باستثناء الحظر المحدد على استهداف منشآت الطاقة، واصفاً قدرة بوتين على تقديم عدد هام من الأسباب لعدم إبرام الهدنة الآن بأنه انتصار جديد في هذه الجولة من "المبارزة الدبلوماسية".

وعلى الصعيد الرسمي، أكد الكرملين، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب "يتبادلان الثقة" ويعتزمان العمل على "تطبيع" العلاقات بين موسكو وواشنطن. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة صحافية إن "الرئيسين بوتين وترامب يفهم أحدهما الآخر جيداً، ويتبادلان الثقة، ويعتزمان المضي تدريجياً نحو تطبيع العلاقات".

وكان الكرملين قد أصدر، مساء أمس الثلاثاء، بياناً في ختام الاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، أكد فيه أن الرئيسين "واصلا التبادل المفصل والصريح للآراء حول الوضع في أوكرانيا"، فيما أعرب بوتين عن امتنانه لترامب لحرصه على وقف أعمال القتال والخسائر في الأرواح. ومع ذلك، جدد بوتين خلال الاتصال تأكيده على ضرورة الطابع الشامل والمستديم للتسوية، متشبثاً بما اعتبره "مراعاة الضرورة غير المشروطة لإزالة الأسباب الجذرية للأزمة، والمصالح الروسية في مجال الأمن". وإلى جانب الاتفاق على وقف الضربات لمواقع البنية التحتية العاملة في مجال الطاقة، أسفر الاتصال عن الاتفاق على إجراء عملية واسعة النطاق لتبادل الأسرى، وإنشاء مجموعة عمل معنية بمواصلة جهود التسوية الأوكرانية.

زيلينسكي: لعدم تقديم تنازلات لروسيا

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة إلى مراقبة الهدنة الجزئية بين روسيا وأوكرانيا. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي في هلسنكي: "يتعيّن أن تكون الولايات المتحدة الكيان الرئيسي الذي يضبط" تنفيذ الاتفاق، ودعا أيضاً إلى عدم تقديم "أي تنازلات" لروسيا، التي تطالب بوقف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا قبل أي وقف إطلاق نار شامل. وأضاف: "لا أعتقد أنه يجب قبول أي تنازلات في ما يتعلّق بالمساعدات المقدّمة لأوكرانيا، بل على العكس، يجب تعزيزها".

وتمهل زيلينسكي، مساء أمس الثلاثاء، في قبول مقترح وقف الهجمات على منشآت الطاقة، مؤكداً أن كييف ستبت في القرار بعد حصولها على التفاصيل من واشنطن. وقال زيلينسكي: "بعد تلقينا التفاصيل من الرئيس الأميركي والجانب الأميركي، سنُعدّ رداً وسننطق به، وسيكون الفريق جاهزاً للمفاوضات الفنية".

إلى ذلك، اتّهم الكرملين أوكرانيا، اليوم، بالعمل على مواجهة الجهود الأميركية الروسية للتوصل إلى تسوية في الحرب، وبأنها استهدفت منشأة روسية للطاقة بعد اتفاق الرئيسين ترامب وبوتين. وقال بيسكوف "للأسف، لم نرَ إلى الآن معاملة بالمثل في هذا الشأن من قبل نظام كييف. جرت محاولات لاستهداف بنيتنا التحتية للطاقة"، معتبراً أن "هذه الهجمات تواجه جهودنا المشتركة" الروسية الأميركية.

المساهمون