هتافات ضدّ ظريف بعد زلزال "التسجيل المسرّب": "الموت لوزير الأجانب"

هتافات ضدّ ظريف بعد زلزال "التسجيل المسرّب": "الموت لوزير الأجانب"

30 ابريل 2021
ظريف في وضع لا يحسد عليه (Getty)
+ الخط -

ما تزال ارتدادات الزلزال الذي أحدثه "التسجيل المسرب" لمقابلة سرية لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مستمرة في البلاد من دون توقف، فبعد أيام من هجمات إعلامية نارية ضد ظريف من التيار المحافظ، وصلت إلى المطالبة بمحاكمته وإعدامه، نظم العشرات من المحافظين، اليوم الجمعة، تجمعا احتجاجيا أمام مكتب وزارة الخارجية في مدينة مشهد شرقي إيران، رفعت خلالها هتافات ضد ظريف، منها "الموت لوزير الأجانب".
وبعد نشر أنباء وفي وسائل إعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، حول قيام "الحرس الثوري" الإيراني بتفتيش مكتب الرئاسة والخارجية، نفى "مسؤول مطلع" في مكتب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية صحة هذه الأنباء.
وأضاف المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، وفق التلفزيون الإيراني أن "هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة"، معتبرا أنها "استكمال للعملية النفسية الكبيرة التي تشنها وسائل الإعلام المعادية بشأن سرقة حوارات مشروع تسجيل التاريخ الشفهي للحكومة".
وأكد المصدر أنه بناء على تعليمات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فإن "وزارة الاستخبارات هي الجهة المسؤولة عن متابعة الملف وأي إعلان عن هذا الأمر سيتم بكل شفافية".
وأمس الخميس، إثر اعتراضات محافظة شديدة، استقال حسام الدين آشنا، رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية" التابع للرئاسة الإيرانية، الذي أجرى المقابلة السرية مع ظريف، في إطار مشروع تسجيل التاريخ الشفهي لحكومتي روحاني الذي ستنتهي ولايته بعد 3 أشهر.
وذكرت وكالات أنباء محافظة أن آشنا وهو المستشار الإعلامي للرئيس أيضا قد أقيل من قبل روحاني، غير أن الحكومة تحدثت عن استقالته، فيما تم تعيين المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي خلفا لآشنا.
كما أفاد التلفزيون الإيراني بأن السلطة القضائية منعت 20 شخصا من الخروج من البلاد، في إطار التحقيقات بشأن تسريب التسجيل.
وكانت قناة "إيران انترنشنال"، المتهمة من قبل طهران بأنها ممولة من قبل السعودية، ومقرها لندن، قد نشرت هذا التسجيل الصوتي، يوم الأحد، وسرعان ما وصل إلى العالم الافتراضي وتداولته مختلف المنصات الإعلامية.
ويتهم المحافظون وزير الخارجية بالتقليل من أهمية دور القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، و"إهانته".
والتسجيل المسرب، مدته أكثر من ثلاث ساعات، وهو جزء من مقابلة مصورة مع ظريف، لسبع ساعات، أجراها معه الاقتصادي الإيراني، سعيد ليلاز، في فبراير/ شباط الماضي.
ويتناول ظريف، في المقابلة المسربة "السرية" التي يشدد فيها عدة مرات على عدم نشرها، مواضيع متعددة مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية، منذ استلام روحاني السلطة عام 2013 وتوليه الخارجية في ذلك العام. 
وكشف ظريف دوراً روسياً "تخريبياً" في المباحثات النووية التي توجت بالاتفاق النووي عام 2015 واتهمها بالسعي لإفشال هذه المباحثات، وتطرق لدور سليماني في السياسة الخارجية الإيرانية، وقضية مهاجمة السفارة السعودية في طهران عام 2016، والهجمات الإسرائيلية في سورية ضد مواقع إيرانية، فضلا عن قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية بالقرب من العاصمة طهران مطلع عام 2020.
وتحدث ظريف في المقابلة عن "الميدان" الذي كان يقوده سليماني في المنطقة، مؤكداً أن سليماني كانت له الكلمة الأولى في السياسة الخارجية.
وأوضح أن "الكثير من التكاليف الدبلوماسية التي تحملناها كانت بسبب أن الميدان كان له الأولوية للنظام، وإلى هذا المستوى تمت التضحية بالدبلوماسية لأجل الميدان، وهذا نتيجة أن يكون القرار بيد الميدان".
والأربعاء الماضي، تطرق روحاني إلى هذا الملف الساخن الذي ألقى بظلاله على الساحة السياسية في إيران، متهماً المسربين بالسعي لإفشال مباحثات فيينا النووية، والتسبب بالانقسام الداخلي من خلال هذه التسريبات. 
وأضاف روحاني أن التسجيل سُرّب "في وقت وصلت مباحثات فيينا إلى قمة النجاح"، متسائلاً عن عدم نشره قبل أسبوع، عازياً الهدف من وراء ذلك إلى "إيجاد الفرقة داخل البلاد وفي هذه الظروف بحثوا عن ذريعة أو قصة لإبرازها". 
ودعا الرئيس الإيراني وزارة الاستخبارات للوصول إلى المسربين ومحاكمة كل من ثبت تقصيره أو قصوره في الحادث، وقال إن ما حدث كان "سرقة". 

من جهته، نشر وزير الخارجية الإيراني، بيانا عبر "إنستغرام" رداً على الهجمات التي يتعرض لها، ليشير إلى صداقته لأكثر من عقدين مع سليماني الذي يسميه قائد "الميدان" العسكري في التسجيل.
غير أنه عبّر عن "أسف عميق" لتحول "مسألة نظرية سرية حول ضرورة التعاون بين الدبلوماسية والميدان إلى سجال داخلي وأنه تم تأطير نقد بعض المسارات بصدق على أنه انتقاد شخصي". 
وأكد ظريف أن "الدبلوماسية والميدان العسكري مكملان لبعضهما البعض وجناحا قوة الجمهورية الإسلامية"، داعياً إلى عدم إثارة ثنائية العسكريين والدبلوماسيين.

المساهمون