استمع إلى الملخص
- **مواجهة ترامب:** هاجمت هاريس ترامب شخصياً، مركزة على سجله كمدعية عامة، بينما وصفها ترامب بـ"اليسارية المتطرفة" وادعى كذباً أنها تؤيد "إعدام" الأطفال.
- **تحديات وصوغ الهوية:** تواجه هاريس تحدياً في صوغ هويتها السياسية بعيداً عن بايدن، وتخطط لإنفاق 100 مليون دولار لسرد قصتها الشخصية ومواجهة وصف الجمهوريين لها بأنها ليبرالية بعيدة عن الواقع.
أصدرت كامالا هاريس أول إعلان تلفزيوني للانتخابات الرئاسية الخميس قبل أن تتوجه إلى تكساس لإلقاء كلمة أمام نقابة معلمين، في ظل سعيها لإضفاء الزخم على انطلاقة حملتها لمواجهة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وحظيت نائبة الرئيس الأميركي بدعم كبير منذ إعلان ترشحها مكان الرئيس جو بايدن، إذ توحد الحزب الديمقراطي خلفها وحصلت على تأييد نقابات عمالية وناخبين سود ولاتينيين، إضافة إلى زيادة في جذب اهتمام الناخبين الشباب.
وستلقي السيناتورة السابقة البالغة 59 عاماً وأول نائبة للرئيس كلمة أمام المؤتمر الوطني للاتحاد الأميركي للمعلمين في هيوستن، وهو خطاب اعتبرته حملتها جزءاً من "جهودها المتواصلة للنضال من أجل العمال في جميع أنحاء أميركا". وستعود إلى واشنطن في وقت متأخر بعد الظهر للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والتحقت هاريس بالسباق الرئاسي بعد أسابيع من الغموض بشأن ترشح بايدن الذي أعلن انسحابه الأحد على وقع أدائه السيئ في المناظرة الرئاسية أمام ترامب، وما أثاره ذلك من مخاوف بشأن كفاءته واستمرار انخفاض أرقامه في استطلاعات الرأي. والثلاثاء، نجحت هاريس في جمع حشد متحمس في أول مهرجان انتخابي لها منذ نيلها ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، مواصلة هجومها على ترامب لمحاولته "إعادة البلاد إلى الوراء".
هاريس تتهم ترامب بإدارة "حملة انتقام"
وبينما دأب بايدن على استهداف ترامب باعتباره تهديدا للديمقراطية، اعتمدت هاريس نهجاً مختلفاً أكثر شخصانية بالتركيز على سجل الرئيس السابق باعتباره مجرما مدانا. وأشارت إلى وظيفتها السابقة كمدعية عامة في كاليفورنيا تعرف التعامل مع من قالت إنهم "مفترسون" و"محتالون"، قبل أن تضيف: "اسمعوني عندما أقول إنني أعرف نوع دونالد ترامب".
لكنها تواجه استهدافاً شرساً بشكل متزايد من قبل ترامب الذي وصفها الأربعاء بـ"اليسارية المتطرفة المجنونة"، مدعياً كذباً أنها تؤيد "إعدام" الأطفال الحديثي الولادة. وزعم ترامب (78 عاماً) أيضا على قناة "فوكس نيوز" الخميس أن هاريس استفادت من "انقلاب" الديمقراطيين على بايدن.
وقال ترامب: "أعتقد أنه كان انقلاباً. كانوا رافضين لترشحه وكان متراجعاً في استطلاعات الرأي واعتقدوا أنه سيخسر". وأضاف: "ذهبوا إليه وقالوا له لا يمكنك الفوز بالسباق (...) وأجبروه على الانسحاب (...) بيلوسي وأوباما وآخرون ترونهم على شاشة التلفزيون". وتواجه هاريس مهمة ملحة تتمثل بصوغ هويتها السياسية الخاصة قبل أن يتمكن ترامب من تعريفها على أنها لا يمكن فصلها عن بايدن.
وسيستدعي ذلك إنفاق بعض من التبرعات التي جمعتها في الأيام الأولى لترشحها وتبلغ نحو 100 مليون دولار من أجل سرد قصتها الشخصية ومواجهة وصف الجمهوريين لها بأنها ليبرالية بعيدة كل البعد عن الواقع ومسؤولة عن الهجرة غير الشرعية. وسعت حملة هاريس إلى تسليط الضوء على أول إعلان تلفزيوني لها الخميس يتضمن أغنية بيونسيه "حرية"، محذرة من أن ترامب يشكل تهديداً لحقوق الأميركيين.
وتحت شعار "نختار الحرية"، تدعو هاريس الناخبين الأميركيين إلى الاتحاد ضد "مشروع 2025" الذي أعده العديد من مساعدي ترامب الحاليين والسابقين بهدف الترويج لمركزية السلطة في الرئاسة. وحاول ترامب مؤخرا أن ينأى بنفسه عن البرنامج المؤلف من 900 صفحة والذي من شأنه إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية على صورته وإزالة الضوابط على سلطته وتطهير الإدارة بأكملها من المسؤولين غير الموالين له. لكن مع ذلك، فإن البرنامج يتوافق بشكل وثيق مع العديد من السياسات التي قال ترامب وأقرب مستشاريه إنهم يريدون اتباعها. وتتهم هاريس ترامب بإدارة "حملة انتقام" لنفسه، بدون أن يهتم بالضرر الذي يمكن أن يتسبب به للآخرين.
وأيد بايدن (81 عاماً) هاريس، وهي أول نائبة رئيس سوداء وجنوب آسيوية في تاريخ الولايات المتحدة، بعد انسحابه. وأعلنت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، الشخصية البارزة في الحزب الديمقراطي، دعمها ترشيح هاريس. وجاء التأييد أيضاً من الرئيس السابق بيل كلينتون ومجموعة من المشرعين، لكن الرئيس الأسبق باراك أوباما أحجم عن ذلك حتى الآن.
(فرانس برس، العربي الجديد)