"نيويورك تايمز" تكشف عن رسالة بخط يد ترامب إلى جيفري إبستين
استمع إلى الملخص
- أثار تقرير "وول ستريت جورنال" الجدل حول رسالة "فاحشة" من ترامب لإبستين، وكشف محامي إحدى الضحايا أن الكتاب لا يزال بحوزة المسؤولين عن تركة إبستين، فيما يسعى النائب رو خانا لاستدعاء من يحتفظ بالكتاب.
- التقى نائب وزير العدل الأميركي مع غيسلين ماكسويل لتهدئة الانتقادات بشأن وثائق إبستين، وتظل نظرية "الاغتيال لطمس الحقائق" حاضرة رغم إعلان وفاته كانتحار.
في تقرير جديد حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الأميركية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة لنسخة من كتاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ترامب.. فن العودة"، يظهر فيها إهداء بخط يده موجّه إلى رجل الأعمال المدان جيفري إبستين، كتب فيه: "إلى جيف... أنت الأعظم". وتعود النسخة إلى عام 1997، ما يلقي مزيداً من الضوء على طبيعة العلاقة القديمة بين ترامب وإبستين، التي لطالما كانت محط تدقيق واسع من الإعلام والرأي العام.
وفي القضية ذاتها، كشفت الصحيفة في تقريرها عن ظهور اسم ترامب أيضاً في قائمة المشاركين في كتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال إبستين عام 2003، وذلك بعد أن كان ترامب قد نفى كتابة أي رسائل إلى إبستين في هذه المناسبة، وهدّد بمقاضاة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الرسالة حينها، قائلة إنها تضمّنت إشارات "فاحشة" تُسيء إلى النساء.
وجاء اسم ترامب ضمن عشرات المساهمين في كتاب رسائل التهنئة، وضمت القائمة آنذاك مالكة "فيكتوريا سيكرت" ليزلي ويكسن، وآلان غرينبرغ مدير شركة "بير ستيرنز"، والعالم الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل موراي جيلمان، وآخرين، إضافة إلى مقدمة كتبَتها بخط يدها غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين.
وتعود علاقة ترامب بإبستين، وفق المعلن، إلى عام 1992، عندما التقيا في حفلة أقيمت في منتجع "مارآلاغو" الذي يملكه ترامب في فلوريدا. وتشير التقارير إلى أن العلاقة انقطعت عام 2004 بعد تنافسهما على شراء قطعة أرض في "بالم بيتش". وكان ترامب قد صرّح لمجلة "نيويورك" قائلاً: "إبستين كان رجلاً رائعاً. هو يحب النساء... لا شك أنه يستمتع بحياته الاجتماعية".
ورغم محاولات إدارة ترامب والجمهوريين إخماد القضية، ازداد الجدل حدةً بعد تقرير "وول ستريت جورنال" في 17 يوليو/ تموز، الذي تحدث عن رسالة "فاحشة" أرسلها ترامب إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، تضمّنت رسماً لامرأة عارية وُقّع على جسدها. كما كشف محامي إحدى الضحايا، براد إدواردز، في تصريحات لـ"MSNBC"، أن الكتاب في حوزة المسؤولين عن تركة إبستين، حيث تم تعيين حارس قضائي عليها عقب وفاته، ولا يزال الكتاب بحوزة هذا الحارس، وفق المحامي. وقد أعلن النائب الديمقراطي رو خانا عزمه على استدعاء كل من يحتفظ بالكتاب.
وفي سياق موازٍ، التقى نائب وزير العدل الأميركي تود بلانش شريكة إبستين السابقة غيسلين ماكسويل، التي تقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة المشاركة في الاتجار الجنسي بالقاصرين، وذلك بحسب ما كُتب على منصات التواصل الاجتماعي. وقال محاميها ديفيد ماركوس، في تصريحات خارج المحكمة الفيدرالية، إن "ماكسويل أجابت عن كل سؤال، ولم ترفض الإجابة عن أي من الأسئلة، بل أجابت بصدق وأمانة". وكتب نائب المدعي العام تود بلانش، عبر وسائل التواصل، أنه "سيلتقيها مجدداً يوم الجمعة"، مشيراً إلى أن الوزارة "ستُعلن في الوقت المناسب معلومات إضافية حول ما توصلنا إليه".
وتُعد هذه المقابلة جزءاً من جهود وزارة العدل لتهدئة الانتقادات الموجهة إلى المسؤولين الفيدراليين وإدارة ترامب بشأن عدم نشر وثائق إبستين، وهي قضية تحظى بأهمية كبيرة لدى قاعدة ترامب ومناصريه في حركة "ماجا" (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى). ويوم الأربعاء، صوّتت لجنة فرعية للرقابة في مجلس النواب على استدعاء الوزارة للإفصاح عن جميع الوثائق المتبقية غير المنشورة.
وتكمن أهمية ملف إبستين في علاقاته بالنخبة الحاكمة في واشنطن، وقد كشفت الصور والمعلومات المنشورة سابقاً عن صلاته بكل من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ودونالد ترامب، والأمير البريطاني أندرو (دوق يورك)، وغيرهم، إضافة إلى ظروف وفاته داخل السجن. ورغم أن التحقيقات خلُصت إلى انتحاره، لا تزال نظرية "الاغتيال لطمس الحقائق" حاضرة بقوة، خاصة بعد الفيديو الذي نشرته وزارة العدل الأسبوع الماضي من داخل السجن، والذي اختفت منه ثلاث دقائق يُعتقد أنها توثق لحظاته الأخيرة.
وكان إبستين قد اعترف عام 2008 بتهم تتعلق بالتحرش بالقاصرات، وأُدرج على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، لكنه قضى فقط 13 شهراً في السجن، معظمها خارج الزنزانة ضمن برنامج "الإفراج للعمل". وقد أُلقي القبض عليه للمرة الأولى في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وخضع للمحاكمة خلال فترة باراك أوباما. وفي عام 2019، أُلقي القبض عليه مجدداً خلال ولاية ترامب الأولى، وتوفي بعد 36 يوماً في السجن. وقد أعلنت إدارة بايدن لاحقاً أن وفاته كانت "انتحاراً"، بينما يشكك مؤيدو ترامب في ذلك، ويرجّحون أنه قُتل لإخفاء تورط أثرياء ومشاهير في قضايا جنسية.