نواف سلام يجول في البقاع: ضبط الحدود مع سورية وتعزيز حضور الدولة

08 مايو 2025
نواف سلام في معبر المصنع الحدودي مع سورية (رئاسة الوزراء اللبنانية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قام رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بجولة في محافظة البقاع لتعزيز السيادة وضبط الحدود الشرقية، في ظل جهود سعودية وفرنسية لحل القضايا العالقة بين بيروت ودمشق، خاصة ملف ترسيم الحدود.
- زار سلام معبر المصنع الحدودي واطلع على التدابير الأمنية، مشيداً بدور الجيش اللبناني في حماية الحدود، وذلك بعد لقائه مع الرئيس السوري لمناقشة أمن الحدود المشتركة.
- تهدف الخطة الحكومية إلى فرض هيبة الدولة على الحدود الشرقية، مكافحة الفلتان الأمني، وتعزيز التنمية الاقتصادية عبر مشاريع إنمائية وتحسين الربط بين المناطق.

تندرج الجولة الميدانية التي أجراها رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الخميس، في محافظة البقاع، وشملت بعلبك وجرودها، وصولًا إلى الحدود اللبنانية السورية، في سياق خطة حكومية لإعادة ضبط الحدود الشرقية، وفرض حضور الدولة في منطقة لطالما عُدّت خاصرة رخوة للسيادة اللبنانية. كما تأتي زيارة سلام في وقت تعمل السعودية وفرنسا على المساهمة في حلحلة القضايا العالقة بين بيروت ودمشق، أبرزها ملف ترسيم الحدود الأكثر إلحاحا خصوصا بعد الأحداث الأخيرة على الحدود. في هذا السياق، تقول مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن من المتوقع أن تبدأ اللجنة التي انبثقت عن اجتماع وزيري الدفاع اللبناني ميشال منسى والسوري مرهف أبو قصرة في الرياض أواخر مارس/آذار الماضي لبحث قضايا الحدود عملها الأسبوع المقبل على أن تخصص اجتماعاتها لمتابعة ترسيم الحدود.

كذلك تتزامن الجولة مع تسليم السفير الفرنسي لدى لبنان، هيرفيه ماغرو، اليوم الخميس، وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناء لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون

خلال زيارته الأخيرة باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سورية.

وافتتح سلام جولته من مركز الشعيبة في جرود بعلبك، قبل أن ينتقل إلى مركز بو فارس الحدودي، حيث اطّلع على الإجراءات العسكرية والأمنية المتخذة لضبط الحدود ومنع التهريب. وخلال اجتماعه مع ضباط وعناصر من الجيش اللبناني في الموقع، أشاد سلام بدور المؤسسة العسكرية، مؤكداً أنها "سياج الوطن وعنوان التضحية والوفاء في سبيل حمايته وحماية أبنائه". وقد اطّلع على مجمل التدابير الأمنية الميدانية الهادفة إلى تعزيز الاستقرار والسيادة في واحدة من أكثر المناطق تعقيداً وحساسية على خريطة الحدود اللبنانية. مع العلم أن سلام كان زار دمشق في 14 إبريل/نيسان الماضي حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع

، وبحث معه جملة من القضايا، كان على رأسها أمن الحدود المشتركة بين البلدين، لا سيما بعد التوترات الحدودية وتسجيل تكرار للاشتباكات.

وبحسب مصادر حكومية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن زيارة نواف سلام تأتي بمثابة جزء من خطة حكومية أوسع لإعادة فرض هيبة الدولة على الحدود الشرقية، وضبط الفلتان الأمني المتنامي في البقاع، خصوصًا في ظل أعمال التهريب، وانتشار مصانع الكبتاغون، وعمليات الخطف في المناطق النائية.  وبحسب المصادر نفسها، تتضمن الخطة تعزيز الرقابة على الحدود اللبنانية-السورية، وخصوصاً عند معبر المصنع، عبر الإشراف المباشر على الإجراءات المتبعة في المعابر الشرعية، مع توصيات بضرورة تزويدها بأجهزة "سكانر" حديثة لضبط عمليات الانتقال بين البلدين والحد من التهريب.

كما تشمل الخطة خطوات صارمة لتفكيك مصانع الكبتاغون في المنطقة وملاحقة شبكات تصنيع المخدرات وتجارتها، إضافة إلى مكافحة تهريب الأسلحة، والحد من ظاهرة الخطف التي تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة. أما على المستوى الإنمائي الداخلي، فتسعى الحكومة إلى إعادة منطقة البقاع، وبعلبك تحديدًا، إلى خريطة السياحة والمهرجانات الثقافية، من خلال خلق بيئة آمنة ومستقرة تحفّز النشاط الاقتصادي والاجتماعي.

وتشير المصادر إلى أن الخطة تتضمن إطلاق مشاريع إنمائية لدعم القطاعين الزراعي والاقتصادي، إلى جانب تفعيل الهيئة الناظمة للقنّب الهندي بهدف استخدام هذه الزراعة لأغراض طبية، بعيدًا عن تحويلها إلى مصدر لإنتاج المخدرات أو التهريب. وفي الإطار الإنمائي أيضًا، تشمل الخطة الحكومية استكمال مشروع "الأوتوستراد العربي" الذي يُعد شريانًا حيويًا للبقاع، ومعالجة الأزمة المزمنة المرتبطة بطريق ضهر البيدر، لتحسين الربط بين البقاع وباقي المناطق اللبنانية، وتعزيز الحركة التجارية والاقتصادية في هذه المنطقة الحدودية.

المساهمون