نواف سلام يبُث أجواء إيجابية على الملف الحكومي اللبناني بعد "كسر مقاطعة بري"

17 يناير 2025
كلمة نواف سلام في قصر بعبدا الجمهوري، 17 يناير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدى نواف سلام تفاؤلاً بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مشيراً إلى أجواء إيجابية بعد اجتماعه مع نبيه بري، مع التركيز على اختيار وزراء أكفاء ونزيهين يمثلون القوى السياسية دون فيتو شعبي.
- أكد سلام على أهمية الدعم الدولي، خاصة من فرنسا، لتحقيق الاستقرار في لبنان، مطالباً ماكرون بالضغط للانسحاب الإسرائيلي ودعم إعادة بناء لبنان عبر مؤتمر باريس ومشاريع مثل "سيدر".
- أشار إلى إيجابية الاستشارات النيابية واستعداد الكتل للتعاون، مؤكداً عدم وجود عراقيل لتشكيل الحكومة وضرورة التفاهم وفقاً للدستور المعدل باتفاق الطائف.

بثّ رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام أجواء إيجابية على مسار مشاورات تأليف الحكومة محاولاً قطع الطريق أمام التسريبات التي تتحدث عن عراقيل أو صعوبات ستواجه مهامه، خصوصاً بعد اللقاء الذي عقده اليوم الجمعة مع رئيس البرلمان نبيه بري، الذي وصفه الأخير بـ"الواعد" و"كسر" مقاطعة كتلته وحليفه حزب الله البرلمانية للاستشارات النيابية غير الملزمة التي استمرّت يومين في مقرّ المجلس النيابي.

وحرص سلام بعد انتهاء مشاوراته، خصوصاً مع بري، على الانتقال إلى قصر بعبدا الجمهوري في ساعات المساء للاجتماع مطوّلاً مع الرئيس اللبناني جوزاف عون ووضعه في أجواء اللقاءات ورؤيته للتشكيلة الوزارية المنتظر أن تبصر النور أو تبدأ التسريبات بشأنها، أقلّه بنسختها الأولية، في الأيام المقبلة، لا سيما أن رئيس الوزراء المكلف أكد أنه يعمل طيلة اليوم للانتهاء منها. وشدد سلام على أن الأجواء أكثر من إيجابية، وسيصار إلى الانتهاء من مشروع التشكيلة الحكومية بأسرع وقت ممكن، مؤكداً أن ولادة الحكومة الجديدة لن تتأخر، أقلّه منه، فهو سيعمل 24 ساعة للخروج بالمسودة.

وبعد اجتماعه مساء اليوم الجمعة مع رئيس الجمهورية، قال نواف سلام إنه جرى التباحث بالخطوط العريضة للحكومة، سواء بعددها أو نوعيتها أو الثوابت التي يجب أن تعبّر عنها، من دون أن يكشف ما إذا كانت ستضمّ في عضويتها وزراء من حزب الله وحركة أمل، أو اختصاصيين أو من الطبقة السياسية، علماً أنه سبق أن أكد عند تكليفه أن لا إقصاء ولا إبعاد لأي فريق.

من ناحية ثانية، أشار نواف سلام إلى أنه "أصرّ على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه به اليوم الجمعة على عدم تأخر الانسحاب الإسرائيلي من لبنان ساعة واحدة، لأن أي تأخير من شأنه أن يهدّد استقرار البلاد، ومن المفترض أن يضغط كما المجتمع الدولي وتنصب جهودهم على إنجار الانسحاب في الموعد المطلوب، وقد وعد ماكرون بإقامة الجهود الدولية لتحقيق ذلك"، لافتاً إلى أنّ هذا الكلام نقله أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وسيكرره خلال اجتماعه به يوم غد السبت.

كذلك، شدد رئيس الوزراء المكلف على "أننا معتمدون على دعم فرنسا وليس فقط في مؤتمر باريس الذي أعلن عنه الرئيس ماكرون لإعادة البناء، بل أيضاً إحيائه من المشاريع التي كانت موجودة سابقاً مثل "سيدر" ولم تنفذ، وكذلك يهمنا المساعدة التقنية من فرنسا لتحديث القوانين وعمل المؤسسات لدينا".

كواليس لقاء نواف سلام وجوزاف عون

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ "اللقاء كان إيجابياً بين عون وسلام، وتطرق إلى الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء المكلف مع رئيس البرلمان ظهر اليوم الجمعة، الذي كان إيجابياً وجرى خلاله عرض رؤيته لشكل الحكومة وعناوينها العريضة، وكان تأكيد من سلام لعون بأنّه سينجز المسودة الوزارية بسرعة، ليعرضها عليه كما على بري، وأنها ستكون من أصحاب الكفاءة والنزاهة مع درس أن يمثل بعض الوزراء القوى السياسية، لكن في الوقت نفسه لا فيتو شعبياً عليهم، ويتمتعون بالمواصفات المطلوبة، وأن يكونوا قادرين على تولي زمام البلد في هذه الظروف الدقيقة".

وتبعاً للمعلومات نفسها، فإنّ "عون وسلام أكدا ضرورة أن يكون الوزراء في الحكومة الجديدة منسجمين مع خطاب القسم والتعهدات والمشاريع التي يطمحان لتنفيذها، خصوصاً على صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية والقضائية، لا سيما أن دعم الخارج للبنان يتوقف أيضاً على المسار الإصلاحي". وعلى وقع زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت، عقد اليوم الجمعة لقاء هام بين بري وسلام، وذلك بعد اختتامه أمس الخميس الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة التي قاطعتها كتلتا رئيس البرلمان "التنمية والتحرير" وحزب الله.

واستعرض الرئيسان الأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة التي استمرّت يومين، واكتفى بري بالقول إن اللقاء كان واعداً. من جهته، قال نواف سلام بعد اللقاء إن "الاستشارات لم تنتهِ أمس، بل انتهت اليوم بعد لقائي بري، لأجل ذلك لم ألق كلمة الخميس"، مشيراً بذلك إلى حسن العلاقات بين الرجلين وإلى إصراره على وضع رئيس البرلمان في أجواء مشاوراته.

وحول أجواء الاستشارات، قال: "في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية، بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي  سأتعهد بالعمل 24 ساعة على 24 وسبعة أيام على سبعة أيام لأجل تحقيقه، وشعوري أن جميع الكتل والنواب المستقلين مستعدون للتعاون الإيجابي".

وتابع: "أؤكد أنه لا يوجد عراقيل من أحد، وأمس رأيت في الإعلام مساءً كلاماً لأحد النواب، قال إننا أمام خيارين، وهما إما التفاهم أو التصادم، وأجبناه صحيح هناك خياران، إما التفاهم أو التفاهم، واليوم سأقول لكم إنهما ليسا بخيارين، لا التعطيل ولا الفشل، لا أحد سوف يعطل ولا أحد سوف يسمح بفشل تشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً، بل بالأمس". وشدد سلام: "أنا والرئيس بري نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب اتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع الرئيس بري من الآن حتى تشكيل الحكومة".