نهج قطر والكويت في مؤتمر استراتيجيات الدفاع للدول الصغيرة والقوى الأصغر
استمع إلى الملخص
- تناولت جلسة "الدفاع الذكي" استراتيجيات قطر والكويت في بناء التحالفات واستخدام القوة الناعمة، مثل الدبلوماسية والإعلام، لتعزيز مكانتهما، مع تحويل قوات الدرك في قطر إلى قوة عسكرية محترفة.
- اختتم المؤتمر بتحليل التطورات في منطقة القوقاز، بما في ذلك الحرب الروسية - الجورجية 2008، ودور التعاون الثلاثي في حرب كاراباخ، وتحولات أرمينيا الدفاعية بعد هزيمتها.
تواصلت اليوم الاثنين، أعمال مؤتمر "استراتيجيات الدفاع للدول الصغيرة والقوى الأصغر: التكيفات التكتيكية والابتكارات العملياتية"، الذي تنظّمه وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في الدوحة، وخصصت جلسات اليوم الثاني للمؤتمر لبحث تجارب أوكرانيا، وإستونيا، وقطر، والكويت، وجورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا.
وحملت الجلسة الصباحية للمؤتمر عنوان "جبهة شرقية؟. أوكرانيا ومعضلات القوات الأصغر"، ترأستها الأستاذة المساعدة في الصحافة في جامعة نورثويسترن في قطر كريستينيا باشين، بمشاركة أربعة باحثين، وقدم الأستاذ في الأكاديمية العسكرية الأوكرانية، فياتشيسلاف سيمينينكو، ورقة بعنوان "أوكرانيا: الحرب في المجالين البري والجوي"، تناول فيها استراتيجيات أوكرانيا في التقليل من التفوّق الروسي في العمليات البرية والجوية، بوصفها الدولة الأصغر حجماً والطرفَ المدافع في الحرب، مع التركيز على التكيّفات التكتيكية والابتكارات العملياتية التي نفّذتها وحدات النخبة في القوات المسلحة الأوكرانية، وتأثير الاستخدام واسع النطاق للمسيّرات.
وركزت هانا شيلست، مديرة دراسات الأمن وبرامج التواصل العالمي في مجلس السياسة الخارجية بأوكرانيا، في ورقتها على استراتيجيات الدفاع البحري المبتَكرة للدول الصغيرة، من خلال دراسة حالة الهجوم المضاد الناجح الذي شنّته أوكرانيا ضد القوات البحرية الروسية في البحر الأسود، على الرغم من عدم امتلاكها أسطولاً تقليدياً، بل باستخدام المسيّرات البحرية والمركبات السطحية والتكتيكات المبتَكرة للحرب غير المتناظرة، فيما عرض أوليكساندر بوغومولوف، أستاذ اللسانيات العربية في أوكرانيا، استراتيجية الدفاع الشامل التي اتبعتها أوكرانيا عقب الحرب الروسية، وكيفية تمكّن القوات الأوكرانية، بحلول نهاية عام 2022، من تحرير50% من أراضيها التي احتلتها روسيا بسبب نوعية قواتها، والدعم العسكري من الدول الشريكة.
وتطرّق الباحث في المركز الدولي للدفاع والأمن هنريك براكس في الورقة التي قدمها إلى حالة إستونيا، لافتاً إلى أن موقعها الجيوسياسي، يجعلها لا تستطيع بناء أمنها العسكري على أساس الردع التقليدي فحسب، بل يتعيّن عليها بوصفها دولة صغيرة أن تكون مستعدة لوقف العدوان على نحو حاسم، باستخدام موارد الدولة وحلفائها، بما في ذلك إشراك جميع مؤسسات الدولة والمواطنين.
نهج قطر والكويت في الدفاع والأمن
وكان عنوان الجلسة التالية "الدفاع الذكي: نهج قطر في الدفاع والأمن"، وترأسها رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوات المسلحة القطرية راشد حمد النعيمي، وشارك فيها ثلاثة باحثين. وعرض الدبلوماسي والأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية، خالد الخليفي ورقة عنوانها "القوة الذكية للدول الصغيرة: دراسة معمقة حول بناء التحالفات واستراتيجيات الردع لدولة قطر"، قال فيها إن "الفهم العقلاني للقوة الذكية للدول الصغيرة وإمكانية تطبيقها مسألة ضرورية لتعزيز الأمن والسلم الدوليَّين"، وتطرّق إلى دور قطر، بوصفها دولةً صغيرة، في بناء القدرات والتحالفات لإعادة السلام والاستقرار وتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي.
وقدمت الباحثة في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية دانة علي العنزي من الكويت، ورقة عنوانها "استراتيجية القوة الناعمة للدول الصغيرة: دراسة مقارنة بين الكويت وقطر"، ناقشت فيها كيفية توظيف الدول الصغيرة استراتيجيات القوة الناعمة، لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، في إطار التحديات الجيوسياسية التي تواجهها، مقارنةً بين أدوات القوة الناعمة التي تعتمدها الكويت وقطر، بما في ذلك الدبلوماسية، والإعلام، والتعليم، والرياضة، والمساعدات الإنسانية.
وخُتمت الجلسة بورقة قدّمها الباحث في الدراسات الأمنية النقدية في معهد الدوحة للدراسات العليا، عبد الرحمن سعيد الكواري، عنوانها "الدرك خياراً استراتيجياً: تعزيز القدرات الدفاعية القطرية في مواجهة تحديات الموارد البشرية"، حاول فيها الإجابة عن سؤال رئيس يتمحور حول كيفية تحوّيل دولة قطر قوات الدرك إلى قوة عسكرية محترفة، تعوّض نقص الموارد البشرية في سياستها الدفاعية، واستعرض الخيارات التي انتهجتها قطر لتعويض النقص في القوة البشرية، وركّز على تقديم استراتيجية مقترحة لاستخدام قوات الدرك بوصفها قوة احتياطية للقوات المسلحة القطرية من خلال تحليل تجارب دولية مماثلة.
وبحثت الجلسة الأخيرة للمؤتمر والتي ترأسها الأستاذ الباحث في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، شعبان كرداش، التطورات التكتيكية والدروس الاستراتيجية في سياقات مقارنة من منطقة القوقاز، إذ قدم رئيس قسم الأبحاث في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية، روبرت هاملتون، ورقة عنوانها "الحرب الروسية - الجورجية 2008"، تتبّع فيها سلسلة من التحركات الروسية قبل الحرب، إلى جانب أخطاء جورجيا وشركائها، وقال إن "الوحدات الجورجية ورغم أنها كانت أكثر تدريباً وتجهيزاً من عدوّها، وكانت تنتصر في العديد من الاشتباكات التكتيكية، فإنها لم تكن ندّاً لحجمِ القوة الروسية التي واجهتها وسرعتِها".
وفي ورقة عنوانها "ثلاثيّ أذربيجان وتركيا وباكستان وحرب كاراباخ"، حلل رئيس قسم الدراسات الغربية في باكو فاسيف حسينوف، دور التعاون الثلاثي بين أذربيجان وتركيا وباكستان في جهود أذربيجان في السيطرة على منطقة كاراباخ، وأثره في استراتيجية الدفاع والتسليح الأذربيجانية قبل حرب كاراباخ الثانية (2020) وأثناءها، أمّا الزميل الباحث في معهد أبحاث الدفاع في أرمينيا، ليونيد نرسيسيان، فقد أشار في ورقته "استراتيجية أرمينيا الدفاعية وحرب ناغورنو كاراباخ الثانية"، إلى أنّ القوات المسلحة الأرمنية خضعت لتحولات جذرية بعد الهزيمة العسكرية في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية، لإنشاء آلية ردع فعّالة ضد أذربيجان، نظراً لعدم إظهار روسيا والحلفاءِ الرئيسيين لأرمينيا أيّ دعم، ما دفع الأخيرة إلى تنويع مجالها الأمني، إذ أصبحت الهند وفرنسا شريكتَين دفاعيتَين رئيسيتين لها بعد عام 2022، كما ساعدتا في إمدادات الأسلحة وبناء القدرات الأرمنية.