نقل مشاهد احتجاجات تل أبيب إلى ترامب وتواصل الجدل الإسرائيلي

18 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 11:39 (توقيت القدس)
من تظاهرة حاشدة في تل أبيب، 17 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت تل أبيب مظاهرات حاشدة بمشاركة 400 ألف شخص، مطالبين بإنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، مما لفت انتباه المسؤولين الأميركيين ونقل الصور إلى الرئيس ترامب.
- زعيم المعارضة يائير لبيد دعا ترامب لدعم صفقة إعادة المختطفين، بينما قلل مسؤولون إسرائيليون من تأثير المظاهرات، مؤكدين على استمرار الضغط العسكري على حماس.
- انتقد وزراء إسرائيليون الاحتجاجات، معتبرينها محاولة لزعزعة الحكومة، وأكدوا على ضرورة استمرار العمليات العسكرية لتحقيق نصر حاسم.

أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، بأنّ مشاهد الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات، نُقلت للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتركت "انطباعاً جيداً" لدى مسؤولين أميركيين، فيما يستمر الانقسام الإسرائيلي الداخلي بشأنها. 

واحتشد الليلة الماضية في المظاهرة الختامية، في "ميدان المختطفين" في تل أبيب، والشوارع المجاورة، في ختام يوم الإضراب والاحتجاج من أجل المحتجزين، نحو 400 ألف شخص وفق تقديرات المنظّمين، بينما لم تصدر شرطة الاحتلال الاسرائيلي أرقاماً رسمية بعد.

وذكر موقع واينت العبري اليوم بأنّ مسؤولين أميركيين أعربوا عن إعجابهم الشديد بالمشاهد الواردة من المظاهرة في تل أبيب وبالأعداد اللافتة للمشاركين، وأن مسؤولاً في البيت الأبيض عبّر عند مشاهدته الصور بقوله: "واو". ونقل الموقع قول مصدر مطّلع (لم يسمّه) إنّ الصور نُقلت إلى الرئيس دونالد ترامب. وبحسب "واينت"، فإنّ الأميركيين أبدوا إعجاباً بالغاً، حتى إنّهم طلبوا إرسال صور ومقاطع فيديو إضافية، ليتسنى لهم رؤية التعبئة الشعبية اللافتة من الإسرائيليين دعماً للمحتجزين الـ50 الذين لا يزالون في الأسر منذ 681 يوماً.

من جانبه، توجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى الرئيس ترامب من خلال منشور على منصة إكس، صباح اليوم، إذ كتب: "لقد قال الشعب في إسرائيل كلمته الليلة الماضية. دعم إسرائيل يعني دعم صفقة لإعادة المختطفين".

في المقابل، قلّل مسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي من شأن المظاهرات والاحتجاجات والإضراب، التي سادت مختلف المناطق أمس، وعطّلت العديد من المرافق. ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله: "هل ستؤدي المظاهرات إلى إطلاق سراح المختطفين؟ للأسف لا. عليهم أن يتظاهروا ضد حماس"، وزعم المسؤول: "لقد وافقنا على صفقة، لكنّ حماس رأت أنّ الحملة الدولية تصبُّ في مصلحتها، مع حملة التجويع والدولة الفلسطينية، ولذلك بدأت تماطل. سنقلب كل حجر من أجل إعادة المختطفين. نحن نمارس ضغطاً عسكرياً على حماس. إعادة المختطفين هدف سنحرص على تحقيقه".

وتأتي هذه التصريحات رغم تحذير جهات إسرائيلية عديدة من أنّ توسيع حرب الإبادة، واحتلال مدينة غزة، وزيادة الضغط العسكري قد يؤدي إلى مقتل المحتجزين الأحياء الذين تقدّر دولة الاحتلال عددهم بنحو 20 محتجزاً على قيد الحياة، وإلى فقدان جثث محتجزين، وإلى قتلى في صفوف جنود الاحتلال، وخسائر أخرى.

وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قبل انطلاق المظاهرة الختامية، اللية الماضية، مستهتراً بمطالب المحتجّين، إنّ إسرائيل "لم تتوقف، ولا لدقيقة واحدة"، وأضاف: "بدأ اليوم بتصريحات حماسية من منظمات يسارية، سعت لتنظيم احتجاجات وشلّ الدولة. لكن ما الذي حدث فعلياً؟ لا شيء يُذكر. بضعة آلاف فقط من بين عشرة ملايين مواطن في دولة إسرائيل أغلقوا الطرقات في أنحاء البلاد"، وتابع: "شعب إسرائيل يُظهر تضامناً هائلاً مع المختطفين وعائلاتهم، لكنّه غير مستعد بأي حال من الأحوال لأن يكون أداة بيد منظمات احتجاج يسارية تسعى لإسقاط حكومة اليمين".

وزعم سموتريتش بأن نتنياهو ارتبك بسبب الانتقادات الموجهة إليه، وقال: "سيدي رئيس الوزراء، من المحتمل أنك شعرت بالخوف أكثر من اللازم في الفترة الأخيرة بسبب الحملة الإعلامية (ضد الحكومة). لقد أخذت الإعلام على محمل الجد، وشعرت أن الشعب ليس معك. لكن شعب إسرائيل يقف إلى جانبك، وعليك اتخاذ القرار الصحيح. أعلن بصوتك أنه لن يكون هناك أي توقف آخر (أي لحرب الإبادة) في منتصف الطريق، ولا صفقات جزئية بعد الآن. أعطِ الأمر للجيش الإسرائيلي بالهجوم على (مدينة) غزة وعلى مخيّمات الوسط. نصر مطلق بدفعة واحدة".

بدوره، زعم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أيضاً بأن الإضراب "فشل". واعتبر أن الإضراب هو "امتداد مباشر للإضرابات التي خرجت من (شارع) كابلان (في إشارة إلى الاحتجاجات ضدّ خطة الحكومة لتقويض القضاء). إنها نفس الإضرابات، والاحتجاجات، والإغلاقات التي كانت هنا قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023). هذه الإضرابات تُضعف دولة إسرائيل، ولا تُقرّبنا من إعادة المختطفين".

المساهمون