نقابة الأطباء الإسرائيلية تدعو لإدخال مساعدات لغزة... خوفاً من المقاطعة

22 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 14:45 (توقيت القدس)
مسعفون يحاولون الوصول لموقع قصفه الاحتلال في غزة، 21 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت جمعية الأطباء البريطانية بمقاطعة نظيرتها الإسرائيلية بسبب التوترات في غزة، مما أثار قلقًا في إسرائيل من توسع المقاطعة.
- طالبت "الهستدروت الصحية" الإسرائيلية بإدخال مساعدات طبية إلى غزة، مشيرة إلى تدهور الوضع الإنساني ومقتل مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات.
- أكد البروفيسور تسيون حغاي أن الخطوة جاءت بعد ضغوط دولية، وأن الهدف هو الاستيضاح وليس المواجهة، مع التأكيد على التزام الجيش الإسرائيلي بالمواثيق الدولية.

لم تأتِ رسالة النقابة الإسرائيلية بسبب "استفاقة الضمير"

رئيس النقابة نتلقى توجهات للحصول على توضيحات بشأن الأحداث الأخيرة

طالبت النقابة الإسرائيلية بإدخال مساعدات طبية وإنسانية إلى غزة

على خلفية مقاطعة جمعية الأطباء البريطانية لنظيرتها الإسرائيلية بسبب الحرب المستمرة على غزة، والخشية المتنامية في إسرائيل من أن تكرّ سُبحة المنظمات المُقاطِعة، قرّرت "الهستدروت الصحية" الإسرائيلية (نقابة الأطباء) التحرك أخيراً ومطالبة رئيس أركان جيش الاحتلال بإدخال مساعدات طبية إلى قطاع غزة.
وأتت مطالبة النقابة في رسالة بعثها رئيسها، البروفيسور تسيون حغاي، إلى رئيس الأركان، أيال زامير، وإلى ما يُسمى "منسق عمليات الحكومة في المناطق"، غسان عليان؛ وذلك عقب تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة على نحوٍ دراماتيكيّ، خصوصاً في الأيام الأخيرة، على خلفية الإبادة التي تمعن فيها إسرائيل فارضةً خلاها حصاراً وتجويعاً وقصفاً لا يتوقف على المرافق الصحية والمستشفيات التي دمّرت غالبيتها أصلاً. وهو ما دفع في وقتٍ سابق من الشهر الجاري جمعية الأطباء البريطانية إلى إعلان مقاطعتها نقابة الأطباء الإسرائيلية.
وذكر حغاي في رسالته، التي نقلها موقع "واينت"، اليوم الثلاثاء، أن "النقابة الإسرائيلية المسؤولة، من بين أمور أخرى، عن صحة الجمهور ومبادئ الأخلاقيات الطبية، ستواصل العمل لضمان ظروف إنسانية، إلى جانب دعوتها المستمرة للإفراج عن المختطفين، وذلك بناءً للأخلاقيات والقيم الطبية"، ولفت حغاي إلى أنه "نُشِر في وسائل الإعلام الإسرائيلية (أمس الاثنين) تقريرٌ صادرٌ عن وزارة الصحة الفلسطينية، يفيد بمقتل ما لا يقل عن 73 شخصاً كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في غزة. إذا كان هذا صحيحاً، فإنه يُعتبر انتهاكاً خطيراً للأخلاقيات الطبية وللقانون الدولي"، مطالباً المنسق ورئيس الأركان بتقديم رد مفصل يوضح الحقائق "من أجل الرّد على الادّعاءات التي تصلنا من جهات مختلفة". 

وفي وقت سابق أمس، أرسل رئيس النقابة الإسرائيلية رسالة مشابهة قال فيها إنه "في الأيام الأخيرة، وردت تقارير تُفيد بأن دولة إسرائيل تمنع دخول معدات إنسانية وطبية إلى غزة، بدعوى أنه يمكن استخدام هذه المعدات في تصنيع أسلحة أو بنية تحتية للإرهاب. نحن على دراية بالحسابات الأمنية التي تؤخذ بعين الاعتبار في كل قرار من هذا النوع"، واستدرك موضحاً: "مع ذلك، وبصفتنا منظمة تُعنى، من بين أمور أخرى، بمبادئ الأخلاقيات الطبية وبالصحة العامة، نودّ أن نؤكد ضرورة ضمان توفير المعدات الطبية والظروف الإنسانية الأساسية للسكان المدنيين في غزة... نرجو منكم تزويدنا بردّكم وتأكيدكم أن هذه المعدات تُنقل بالفعل إلى من هم بحاجة إليها في غزة، مع بذل الجهود اللازمة لضمان عدم وقوعها في أيدي التنظيمات الإرهابية"، على حدّ تعبيره.
وتعليقاً على الخطوة غير المسبوقة، نقل "واينت" عن مصدر في جهاز الصحة الإسرائيلي قوله إنّه "لفترة معيّنة، كانت نقابة الأطباء في حالة من الجمود. هناك جهات داخل نقابة الأطباء في إسرائيل مرتبطة جداً بالتيار اليميني، ولا تمثّل بالضرورة جميع الأطباء في البلاد. في الأسابيع الأخيرة، نشأ ضغط كبير من القاعدة، وقد وصل هذا الضغط إليهم".

ليست استفاقة ضمير وإنّما الخشية من المقاطعة

من جهته، قال رئيس النقابة في مقابلة مع الموقع إنه "نتلقى توجهات واستفسارات للحصول على توضيحات بشأن الأحداث الأخيرة. ما يراه الناس في أوروبا يفوق بكثير ما نراه هنا في وسائل الإعلام الإسرائيلية. هم يشاهدون دماراً ومصابين. نحن نطلب توضيحات من الجهات المسؤولة في إسرائيل، لكي نتمكّن من تقديم تفسيرات للعالم، إن كانت هذه الأمور صحيحة، أو إن لم تكن ناتجة عن نيران قواتنا. نحن لا نعرف شيئاً، ولا نملك أيّ معطيات"، على حدّ زعمه.
وأوضح البروفيسور أن هذه هي المرّة الأولى التي تتوجه فيها نقابته برسالة من هذا النوع، كاشفاً أن السبب يرجع إلى "تزايد التوجهات من الاتحاد العالمي للأطباء، في ظل التقارير التي تفيد بوقوع عدد كبير من المدنيين". ومع ذلك، شدّد على أن موقف نقابة الأطباء منذ بداية الحرب "كان واضحاً"، وهو "عدم المسّ بالمدنيين"، لافتاً إلى أنه "كرّرنا الموقف مراراً، ولم نهدف من خلال هذه الرسائل إلى التحدي أو المواجهة، وإنما إلى الاستيضاح".
في الواقع، لم تأتِ رسالة النقابة الإسرائيلية بسبب "استفاقة الضمير"، وإنما سبقتها خطوة من الجمعية الطبية البريطانية (BMA)، التي صوّتت قبل نحو شهر لصالح قطع علاقتها بنقابة الأطباء في إسرائيل. وقد طالب الأطباء البريطانيون بتعليق العلاقات مع نقابة الأطباء الإسرائيلية إلى حين إعلان الأخيرة التزامها بمبدأ الحياد الطبي وإدانتها للهجمات على النظام الصحي في غزة، كما دعا عدد من المشاركين في مؤتمر ليفربول للأطباء في بريطانيا إلى العمل من أجل تعليق عضوية نقابة الأطباء الإسرائيلية في الجمعية الطبية العالمية (WMA).
وتعليقاً على هذه الحقيقة، لفت بروفيسور حغاي إلى أن "النقابة البريطانية تطالب كل الوقت بفحص الوقائع الجارية، وإدانة إسرائيل، وهي تفعل ذلك من خلال نقابة الأطباء العالمية التي ترسل لنا التوجهات". 
إلى ذلك زعم حغاي أنه "لا يزعجني موضوع بريطانيا، أنا أريد توفير المعلومات فحسب. فالمعلومة قوة. نريد أن نفهم ما الذي حصل، وإذا توفرت لدينا المعطيات، سنتمكّن من توضيح ما حدث، وأنه لا علاقة لذلك بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار، وليس ناجماً عن استهداف متعمّد، وسننقل هذه الإجابات إلى الجمعية الطبية العالمية"، وشدد على أنّ جيش الاحتلال الذي يشنّ منذ نحو عامين إبادة ضد الفلسطينيين، وحرباً على لبنان، وعدواناً على سورية واليمن والضفة الغربية المحتلة "هو جيش أخلاقي"، يعمل بحسبه "وفقاً للمواثيق الدولية"، ولفت إلى أن "الأطباء في إسرائيل أيضاً يطالبون بالحصول على توضحيات من الجيش والتحقق من الحالات التي وقعت في الأيام الأخيرة".
المساهمون