نفي أممي للتورط بنقل سفير إيران لصنعاء

نفي أممي للتورط بنقل سفير إيران لصنعاء.. والحكومة تصفه بـ"الحاكم العسكري" 

18 أكتوبر 2020
وجه ناشطون اتهامات للأمم المتحدة بنقل الدبلوماسي الإيراني لصنعاء (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

نفى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الأحد، تورطه في نقل السفير الإيراني إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالتزامن مع تنديد من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التي وصفته بـ"الحاكم العسكري" الجديد للعاصمة اليمنية.

وقال مكتب المبعوث الأممي، في تدوينة مقتضبة على "تويتر"، إنه لا يوجد له "أي دور في نقل حسن ايرلو إلى صنعاء"، دون إيراد أي صفه للدبلوماسي، الذي أعلنت الخارجية الإيرانية أمس السبت أنه وصل إلى صنعاء كسفير مفوّض يمتلك كل الصلاحيات.

ووجه ناشطون يمنيون اتهامات للأمم المتحدة بنقل الدبلوماسي الإيراني إلى صنعاء، لكن أغلب الترجيحات اتفقت على أنه وصل، الأربعاء الماضي، على متن طائرة عمانية ضمن 240 جريحا وعالقا حوثيا كانوا في العاصمة العمانية مسقط، وتمت إعادتهم بناء على صفقة بضغوط أميركية، تم بموجبها إفراج الحوثيين عن رهينتين أميركيتين بعد 3 أعوام من احتجازهما بصنعاء.  

وعلى الرغم من الجلبة التي أثارها إعلان الخارجية الإيرانية لليوم الثاني على التوالي، إلا أن حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليا، لم تصدر أي تأكيدات على وصول الدبلوماسي الإيراني، أو تتسلم أوراق اعتماده حتى مساء الأحد.

وفي المقابل، اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تنصيب السفير الإيراني في صنعاء "تدخلا سافرا في شؤون اليمن الداخلية" ومخالفة صريحة للقوانين الدولية.  

وهذا هو أرفع تعليق رسمي من الحكومة اليمنية الشرعية، غداة إعلان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية،  سعيد خطيب زادة، أن السفير الإيراني الجديد، حسن إیرلو وصل إلى صنعاء، وفقا لتصريحات نقلتها وكالة أنباء "فارس" المقربة من دوائر القرار في طهران.  

وفيما أدانت ما قامت به إيران بأشد العبارات، اتهمت الخارجية، في بيان رسمي، النظام الإيراني بـ"تهريب أحد عناصره " إلى الجمهورية اليمنية وتنصيبه سفيرا، في تأكيد للروايات التي تقول إن الدبلوماسي الإيراني قد وصل صنعاء بوثائق مزورة ضمن طائرة أقلت 240 جريحا من مسقط إلى صنعاء، الأربعاء الماضي.  

ووصف بيان الخارجية اليمنية. الذي نشرته وكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية، ما يقدمه النظام الإيراني من دعم للحوثيين بالأسلحة والأفراد بأنه "انتهاج لسلوك العصابات والمنظمات الدولية"، وأنه يؤكد عدوانية هذا النظام ونواياه الخبيثة تجاه اليمنيين. 

ودعت الخارجية اليمنية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن لادانة هذه الممارسات والانتهاكات الإيرانية غير القانونية وتدخلها السافر والمستمر في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية. 

وف وقت سابق، أكد عبدالملك المخلافي، مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية السابق، أن إعلان الناطق باسم الخارجية الإيرانية عن وصول سفير إيراني لتقديم أوراق اعتماد للحوثيين مخالفة صريحة للقرار 2216. 

واعتبر المخلافي، في تدوينة على "تويتر"، أن التبادل الدبلوماسي بين طهران والحوثيين "دليل جديد على طبيعة العلاقة بين الطرفين والدعم المقدم من إيران للحوثي، بما في ذلك السلاح خلافا للقرار الأممي".

وكان وزير الإعلام بالحكومة اليمنية المعترف بها، معمر الإرياني، قد وصف، في وقت سابق الأحد، السفير الذي أعلنت طهران وصوله إلى صنعاء بـ"الحاكم العسكري الإيراني لصنعاء"، وقال إنه أحد ضباط القائد العسكري الإيراني الذي قتل بغارة أميركية مطلع العام الجاري بالعراق، قاسم سليماني.

وقال الوزير اليمني، في سلسلة تغريدات على تويتر: "إرسال طهران أحد ضباط قاسم سليماني حاكما عسكريا إيرانيا لصنعاء، إضافة لتصريحاتها الأخيرة عن نوايا لبيع السلاح للحوثيين، يكشف معالم المرحلة القادمة، وامتدادا للعدوان الايراني الذي يواصل قتل اليمنيين والتنكيل بهم منذ خمسة أعوام، والتآمر على أمن واستقرار المنطقة، وتهديد المصالح الدولية". 

وذكر الوزير اليمني أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن حسن ايرلو "مرشد ديني كبير وقائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في العام 1999، ومسؤول عن تدريب عدد من النشطاء الإرهابيين والعناصر التابعة لحزب الله اللبناني في معسكر يهونار الواقع في مدينة خرج شمالي طهران"، وفقا لقوله.

وأشار المسؤول اليمني إلى أن إعلان ما سماه بـ"نظام الملالي" في إيران تعيين سفير جديد لدى مليشيا الحوثي "لن يضيف جديدا يذكر في العلاقة بين الطرفين أو مجريات المعركة، سوى التأكيد الإيراني على المسؤولية والرعاية الكاملة للانقلاب الحوثي والوصاية على قرار المليشيا السياسي والعسكري، وانتداب حاكم عسكري إيراني لصنعاء".  

وتجنبت قيادات الحكومة اليمنية الشرعية التطرق إلى مسألة كيفية وصول السفير الإيراني إلى صنعاء، غداة تلميحات ضمنية من وزراء وبرلمانيين إلى مسؤولية التحالف السعودي الإماراتي عن إيصاله إلى صنعاء، باعتباره المسيطر على الأجواء اليمنية والمنافذ البحرية منذ 26 مارس/ آذار 2015. 

وأجمع مسؤولون وسياسيون وناشطون يمنيون على أن عملية إدخال السفير الإيراني إلى صنعاء تكشف بشكل واضح الطريقة التي تصل بها الأسلحة الإيرانية المتطورة لجماعة الحوثيين، وخصوصا الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار. 

المساهمون