نعيم قاسم: لن نتخلى عن السلاح ونحن نرمّم وحاضرون لأي دفاع
استمع إلى الملخص
- دعا قاسم الحكومة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، مثل إيقاف العدوان الإسرائيلي وإعادة الإعمار، وتطبيق اتفاق الطائف لتحرير الأراضي المحتلة وإجراء إصلاحات سياسية.
- في ذكرى استشهاد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، شدد قاسم على وحدة الصف بين حزب الله وحركة أمل، مؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي.
جدد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، مساء اليوم السبت، تمسك الحزب بعدم التخلي عن السلاح في كلمته بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وقال: "لن نترك الساحة ولن نتخلّى عن السلاح"، مشيراً إلى أن حزب الله تمكن خلال معركة 64 يوماً (من 23 سبتمبر/أيلول 2024 حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني)، من "منع تحقيق الهدف الإسرائيلي بإنهاء المقاومة". وأضاف: "حصل لدينا التعافي الجهادي ونحن نتقدّم ونرمّم وحاضرون لأي دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وأعلن قاسم أنّ حزب الله "قام بإنجازات وهي مستمرة ومتراكمة متصاعدة، وكانت هناك حالة تسابق مع المشروع الإسرائيلي ونحن سبقناهم، واستطعنا أن نبقى في الميدان، ولم يتمكنوا من تحقيق الهدف بالسياسة بإنهاء المقاومة بعدما عجزوا بالعسكر وبالحرب المباشرة. وحدد رؤية حزب الله في سبع نقاط: "
- الخطر الإسرائيلي الأميركي على لبنان هو خطر وجودي على المقاومة وعلى لبنان.
- نزع السلاح يعني نزع القوة تلبية لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها.
- لن نسمح بنزع السلاح وسنواجه مواجهة كربلائية لأننا في معركة وجودية وبإمكاننا تحقيق هذه المواجهة.
- المشكلة إسرائيل، هي لن تسمح باستقرار لبنان ونحن نرفض أي مشروع يصبّ في خدمة إسرائيل ولو ألقيَ عليه اللبوس الوطني، مشيراً إلى أنه أصبح واضحاً أن لبنان نفذ ما عليه من القرار 1701، فلتنفذ إسرائيل.
- الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تحقيق الأولويات الأربع جنباً إلى جنب، أي إيقاف العدوان وانسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى، وإطلاق عجلة الإعمار، فلتقم الحكومة... بواجبها وخاصة بإعادة الإعمار وأن تضع في الموازنة موازنة للإعمار مهما كانت قليلة وبسيطة، إذ يجب أن تفتح الباب وأن تنطلق، وبعدها من خلال التبرعات والدول ومن خلال وسائل مختلفة نستطيع أن نحقق الإعمار. وأضاف قاسم: "هنا على الحكومة أن تضع بند السيادة الوطنية على رأس جدول أعمالها وأن تسعى لتحقيقها، فلا سيادة وطنية ما دامت إسرائيل تحتل شبراً واحداً من الأرض وتعتدي علينا ليلاً ونهاراً، السيادة بمنع إسرائيل من البقاء في لبنان ونشر الجيش اللبناني على الحدود ومنع إسرائيل من العدوان أو الاحتلال بأي طريقة من الطرق.
- لبنان واحد لجميع أبنائه، ونحرص على الوحدة الوطنية الداخلية، لكن، هناك عنوان أساس وهو أن نكون في خندق واحد بمواجهة العدو ونحن حاضرون ونعمل من أجل نهضة لبنان في كل المجالات.
- يجب أن يكون لبنان قوياً والمقاومة أساس في قوته نترجم الاستفادة منها باستراتيجية الأمن الوطني".
أما عن كيفية ترجمة هذه النقاط بخطوات عملية، فتوقف قاسم عند أربع نقاط: "أولاً، يجب ألا نخضع للتهديدات بالعدوان، بل أن نواجهه بالدفاع لا بالاستسلام، ثانياً، يجب ألا نخضع للتهديد بالحرمان من المساعدات بل نواجه هذا التهديد بالاعتماد على إمكاناتنا ومواجهة الفساد بالداخل، فلنفسح المجال أمام الانتظام للمؤسسات وتوجيه القدرات إلى الداخل، ثالثاً، ندعو إلى تطبيق اتفاق الطائف
الذي يقول تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي من الاحتلال، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود المعترف بها دولياً".وأردف هنا قاسم "واضح أن المطلوب أولاً أن نحقق التحرير بالإجراءات كافة بما فيها الاستعانة بالمقاومة، فضلاً عن الدور الأساس للجيش اللبناني، فكفى تأخيراً لإصلاحات الطائف"، مطالباً كذلك بانتخاب "أول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي واستحداث مجلس شيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية، وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية". ودعا إلى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق القانون الحالي، متابعاً كلامه: "أما النقطة الرابعة فهي أن نبني بلدنا معاً فهو وطننا جميعاً".
وشدد قاسم على ألا فرق بين حركة أمل وحزب الله وكل المقاومين ونحن واحد في الميدان، مؤكداً أن العدوان هذا لن يحقق أهدافه، مشيراً إلى أنّه "مرّت عشرة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار، وخلال هذه الأشهر، كنّا في حالة تسابق مع العدو، فهو يسير مع من يؤيده بسرعة من أجل تحقيق هدفه مجدداً، والمقاومة وشعبها وجيشها والذين يؤيدونها تسير أيضاً بسرعة معينة من أجل أن تمنع إسرائيل من تحقيق هدفها ومن أجل أن ترمم وضعها".
وقال إن "إسرائيل استمرت بعدوانها ودعمتها أميركا واستخدمت كل الضغوطات السياسية من أجل تحقيق أهداف إسرائيل بالسياسة بعدما عجزت إسرائيل أن تحققها بالعسكر، ضغوطات لا تنتهي على مستوى الخارج والدولي، وضغط سياسي واجتماعي وبكل الوسائل، حتى عندما يتحدث معنا بعض من الدول الكبرى يقول لا خيار إلا أن تسلموا لإسرائيل لكننا لم نقبل ولم نرضخ".
واحتشد آلاف المناصرين لحزب الله لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في مرقد في بيروت، وبالتزامن في مرقد في دير قانون النهر، جنوباً، وفي مرقد في بلدة النبي شيت البقاعية. وحضر إحياء الذكرى في بيروت أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني على رأس وفدٍ من بلاده، وممثلون لقادة حركات المقاومة في المنطقة وشخصيات سياسية وحزبية لبنانية وعربية.
عون: لتكن هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي
في السياق، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون في الذكرى الأولى لاستشهاد نصر الله وصفي الدين: "الوفاء للتضحيات لا يكون إلا بوحدة الموقف والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة القوية والعادلة"، مضيفاً: "لتكن هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة وجيش واحد ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة".
من جهته، قال رئيس البرلمان نبيه بري: "في يوم ارتحالك، ومع كل الشهداء، لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من أجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هي أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل".