نعيم قاسم عشية زيارة الوفد الأميركي: لن نتخلى عن السلاح

25 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 20:27 (توقيت القدس)
قاسم يلقي خطاباً في حفل تأبين الموسوي، 25 أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا نعيم قاسم إلى استعادة السيادة اللبنانية عبر خريطة طريق تشمل إخراج العدو ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى، مؤكداً على أهمية السلاح لحماية لبنان ورفض التنازلات الخارجية، مشدداً على أن المقاومة جزء من الهوية الوطنية.

- انتقد قاسم قرار الحكومة بتجريد المقاومة من السلاح تحت ضغوط أمريكية وإسرائيلية، معتبراً أن ذلك يهدد السيادة، ودعا إلى خطة شاملة لاستعادتها، مشيراً إلى أن الاستقرار والتنمية يتطلبان سيادة حقيقية.

- أكد قاسم أن المقاومة ستظل سداً ضد التوسع الإسرائيلي، مشيراً إلى أنها داعمة للجيش اللبناني، وانتقد السياسات الأمريكية التي تهدف لزعزعة استقرار لبنان، مؤكداً استمرار المقاومة في الدفاع عن البلاد.

بيروت تنتظر الجواب الإسرائيلي النهائي على الورقة الأميركية

نعيم قاسم طالب الحكومة مجدداً بالتراجع عن نزع سلاح حزب الله

الحكومة كلفت الجيش بوضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري

رفع الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم شعار "استعادة السيادة الوطنية"، داعياً الحكومة اللبنانية إلى العمل وفقه لمدة أسبوع على الأقل، وعقد جلسات مناقشة مكثفة لأجل ذلك، طارحاً خريطة طريق وحيدة خارج إطار "الخطوة مقابل الخطوة والمسار الذي يدعو إلى التنازلات" وفق تعبيره، وتتمثّل بـ"إخراج العدو من أرضنا، ووقف العدوان، والافراج عن الأسرى والبدء بالإعمار، وبعد ذلك الذهاب إلى الاستراتيجية الدفاعية".

وشدّد قاسم في كلمة له خلال الحفل التأبيني للعلّامة عباس علي الموسوي، مساء اليوم الاثنين، على أنه "لن نتخلّى عن السلاح، الذي يحمينا من عدوّنا، ولن نترك إسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا وتقتل المواطنين وتصادر الجنوب"، مؤكداً أن "هذا السلاح هو روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا، ومن أراد أن ينزعه منّا يعني أنه يريد أن ينزع الروح منّا، وعندها سيرى العالم بأسنا وهيهات منّا الذلة".

وأشار قاسم إلى أن "الحكومة اتّخذت القرار الخطيئة بتجريد المقاومة وشعب المقاومة من السلاح أثناء وجود العدوان الإسرائيلي ونيّاته التوسعية بإشراف أميركي آثم، وقرارها غير ميثاقي واتُخذ تحت الإملاءات الأميركية الإسرائيلية"، معتبراً أنها "إذا استمرت بهذه الصيغة فهي ليست أمينة على سيادة لبنان إلّا إذا تراجعت عن قرارها والتراجع فضيلة"، كما قال نعيم قاسم إنّ "الحكومة اليوم هي المسؤولة عن وضع خطة سياسية، إعلامية، عسكرية، تعبوية، من أجل تحقيق السيادة، إذ لا يوجد ‏استقرار من دون سيادة، ولا تنمية من دون سيادة، ولا نهضة من دون سيادة. السيادة هي الأولوية على كل ما عداها، ‏ويجب أن تتصدى الحكومة لهذه المهمة وهذه المسؤولية".

ودعا الأمين العام لحزب الله، الحكومة إلى "جلسات مناقشة مكثفة لكيفيّة استعادة السيادة، ودراسة الخطط والبرامج"، وخاطبها بالقول: "فكّروا كيف ‏تستعيدونها بالدبلوماسية، وتسليح الجيش اللبناني، وقرار الحرب والسلم، واستراتيجية الأمن الوطني، والاستراتيجية ‏الدفاعية، وكل ما يساعد على أن تستعيد الحكومة سيادة هذا البلد"، داعياً الأحزاب والنخب والمؤثرين على مستوى لبنان إلى أن يساعدوا الحكومة في طريقة التفكير وفي إنجاز الخطط، كما إلى تخصيص هذا الأسبوع لتقديم مقترحات إلى الحكومة.

وعشية الجولة المرتقبة يوم غدٍ الثلاثاء للوفد الأميركي في بيروت، التي ينتظر فيها لبنان الجواب الإسرائيلي النهائي على ورقة واشنطن، وقيام إسرائيل بخطوتها، بعدما أقرّ من جهته أهدافها، وكلّف الجيش وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري، اعتبر نعيم قاسم أن "الحركة الأميركية هي لتخريب لبنان، ودعوة إلى الفتنة"، وأضاف "الولايات المتحدة إلى الآن تفرض عقوبات على لبنان وتحرمنا من الغاز وتعمل ليلاً نهاراً لتمنع الإعمار وإعادة الاعمار وتمنع مجيء المساعدات من الدول المختلفة التي أعلنت جهاراً بأنها حاضرة لدعم لبنان، كما أن أميركا تعطي سلاحاً للجيش اللبناني بمقدار يستطيع من خلاله أن يقاتل داخلياً، ولكن ممنوع من السلاح الذي يمكن أن يقاتل إسرائيل، وهي تمنع السلاح الذي يحمي الوطن".

وإذ شدّد قاسم على أن لا ثقة بأميركا ولا بإسرائيل، قال "لا خطوة خطوة، ولا كل هذا المسار الذي يدعو إلى التنازلات. فلينفذوا الاتفاق ويقوموا بما عليهم، ثم بعدها نناقش الاستراتيجية الدفاعية"، مضيفاً "التزموا بما اتفقنا عليه، أيتها الحكومة، ونحن نلتزم بما عهدتمونا. ألزموا إسرائيل، وقفوا، ولا تقولوا لا نستطيع وهم يضغطون علينا".

وتوقف قاسم عند قول عدد من المحللين والأحزاب بأن المقاومة قد أدت وظيفتها ولم يعد لديها وظيفة، مشيراً إلى أن "المقاومة هي إيمان وإرادة، هي عزة وصمود، هي حالة معاكسة تماماً للذل والاستسلام، والخضوع وقبول الإملاءات الأجنبية، وهي تضحيات بالدم والمال والجرح والأسر"، مضيفاً "المقاومة ليست جيشاً لدولة، بل هي نصير لجيش الدولة الوطني‎، وهي ليست بديلاً عن الجيش، لكنها تساند وتساعد، ويبقى الجيش هو المسؤول الأول عن الدفاع عن الوطن"، مشدداً على ضرورة تسليح الجيش ودعمه وتحميله المسؤولية "فهو يجب أن يحمي البلد"، مؤكداً أن المقاومة تواجه العدوان ولا تمنعه، وهي استطاعت على نحوٍ استثنائي عن كل مقاومات العالم أن تردع إسرائيل.

وأكد نعيم قاسم أن المقاومة ستبقى سداً منيعاً لمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها، ومن البقاء في لبنان، ومن تحقيق مشروعها التوسعي من خلال لبنان، مضيفاً "إسرائيل قد تحتل وتدمر وتقتل، لكننا سنواجهها دفاعاً وتضحية، كي لا تستقر ولا تحقق أهدافها، وهذا ‏بمقدورنا، وهذا مستمر‎، إذ لولا المقاومة، لوصلت إسرائيل إلى العاصمة بيروت كما وصلت إلى العاصمة دمشق، لولا المقاومة، لاحتلت ‏إسرائيل 600 كيلومتر مربع كما حصل في سورية، بينما هي واقفة على التلال بسبب المقاومة".

وسأل "هل تظنون أن إسرائيل مكتفية بالتلال الخمس، والتي صارت سبعاً، لأنه لديها خطة مستقبلية، ولأنها تمارس تكتيكاً ‏بكيفية الاحتلال. لا، هي موجودة على هذه التلال فقط لأن المقاومة الموجودة تردعها عن الأكثر، كما ردعتها عن ‏التقدم، وكما ردعتها من أن تتمكن من الاجتياح الواسع، وكما ردعتها من أن تستمر في عدوانها بالصيغة السابقة".

كذلك، أشار نعيم قاسم إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد منطقة اقتصادية في غزة ويطرد أهل غزة، والآن حسب موقع أكسيوس يريد منطقة اقتصادية في جنوب لبنان ‏ليطرد أهل جنوب لبنان ويعطي هذه المنطقة للكيان الإسرائيلي‎.‎ و(رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو يريد إسرائيل الكبرى التي تشمل لبنان وسورية والأردن والعراق ومصر، فضلاً عن فلسطين كل فلسطين"، سائلاً "ألا تسمعوا ما يقول هؤلاء؟ ألَمْ تَرَوا ماذا فعلوا خلال الفترات الماضية؟ ألم تعتبروا من النتائج التي تحصل؟ تريدون نزع السلاح الذي حرّر؟ أوقفوا العدوان. إذا كنتم تريدون بسط السيادة، أوقفوا العدوان".

تجدر الإشارة إلى أن حزب الله وحركة أمل أعلنا بعد ظهر اليوم تأجيل الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقرّرة يوم الأربعاء، استنكاراً لقرارات الحكومة في جلستَي 5 و7 أغسطس/آب الجاري، وذلك "انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبيةً لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا".

المساهمون