نصر الله: طريقان لتشكيل الحكومة والحديث عن استقالة عون مزايدة سياسية

نصر الله: يوجد طريقان لتشكيل الحكومة والحديث عن استقالة عون مزايدة سياسية

26 مايو 2021
نصر الله يعتبر أن الحديث عن استقالة عون يأتي في دائرة المزايدات السياسية (فيسبوك)
+ الخط -

قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنه يوجد "طريقان لا ثالث لهما" لحلّ الأزمة الحكومية، الأول يتمثل بتوجه رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، إلى قصر بعبدا الجمهوري للقاء الرئيس ميشال عون، والاجتماع لساعاتٍ وأيامٍ مكثفة حتى تشكيل الحكومة، والثاني، عبر رئيس البرلمان نبيه بري الذي وصفه بـ"الصديق الوحيد القادر على المبادرة والمساعدة".

في المقابل، وضع نصر الله الحديث عن استقالة عون في دائرة "المزايدات السياسية"، باعتبار أنه مستمرّ حتى نهاية عهده أي عام 2022، في حين استبعد طرح البعض تخلي الحريري عن التكليف، لكونه متمسّكاً به وهو ما حسم من نتائج جلسة مجلس النواب الأخيرة السبت الماضي، بينما حصر موضوع "استقالة عون – الحريري" المتبادلة بخانة "إضاعة الوقت".

ودعا نصر الله في كلمة تلفزيونية له مساء الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، 25 مايو/أيار 2000، الرئيس بري إلى المساعدة كما كل الأطراف السياسية لإنهاء الأزمة الحكومية، في ظل ما تعيشه البلاد من تردٍّ للأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وأزمات تطاول الأمن الغذائي والصحي وقطاع المحروقات. وبحسب منتقدين فإن أزمة الغذاء والدواء والمحروقات مرتبطة بالدرجة الأولى بعمليات التهريب إلى الخارج، وخصوصاً إلى سورية، التي يُتهم حزب الله بالوقوف وراءها.

وقال نصر الله أن رئيس البرلمان دائماً ما يُبادر ولم ولن يترك مبادرته الحكومية حتى الوصول إلى الخواتيم المرجوة، وتوافق مع بري بأن أساس المشكلة والعقد الحكومية داخلية بحتة لا خارجية.

وترتكز مبادرة الرئيس بري، التي يلاقيه فيها أيضاً البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، على توسيع الحكومة إلى 24 وزيراً، بدلاً من 18، وأن لا يُمنح الثلث المعطل لأي فريق سياسي، في ظلّ تأكيد الرئيس المكلف ومن خلفه معارضي العهد الرئاسي، أن الرئيس عون وصهره رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل، يضعان شرط حصول فريقهما على الثلث المعطل لتسهيل ولادة الحكومة.

وعلى وقع العد التنازلي لرفع دعم مصرف لبنان، أو ترشيده، عن مواد غذائية وأدوية ومحروقات وغيرها من الحاجات والسلع الأساسية، يستمرّ الخلاف السياسي في البلاد بين القوى السياسية التقليدية وعلى رأسها فريقا عون – الحريري في ظلّ غياب أفق الحلّ خصوصاً بعد جلسة السبت، التي اجّجت الصراع مع اتهام الحريري للرئيس عون بمحاولة التخلص منه وسحب التكليف من يده عبر رسالته الى مجلس النواب.

وردّ الحريري على خطوة رئيس الجمهورية بأنه لن يعتذر ولن يشكل حكومة كما يريدها رئيس الجمهورية أو أي فريق سياسي، في حين يتهم الرئيس عون الحريري باحتجاز التشكيلة الوزارية وإبقاء الحكومة رهينة عنده، ومحاولة إقصاء دوره الدستوري في الملف الحكومي، وهي دوامة اتهامات عجزت المبادرات الداخلية والحراك الخارجي عن كسرها.

وحذّر بري في كلمته، الاثنين، للمناسبة ذاتها من أن "البعض عن قصدٍ أو غير قصدٍ يتعمّد التفنّن في صناعة الأزمات التي إن استمرّت في التناسل ومن دون مبادرة سريعة وفورية لمعالجة الأزمات فسوف تطيح بلبنان"، مشدداً على أن "الواجب والمسؤولية يفرضان على الجميع أن يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة والمصيرية التي تهدد لبنان واللبنانيين في وجودهم".

ودعا المعنيين بتأليف الحكومة إلى "الاحتكام للدستور في مقاربة الملف الحكومي، والالتقاء الى كلمة سواء لإنقاذ لبنان، وتصفية النوايا وتفعيل الارادات الصادقة لتأليف حكومة قبل فوات الأوان، من دون وضع شروطٍ مسبقة أو تلكّؤ وإزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وحدة وطنية أعضاؤها من ذوي الاختصاص غير الحزبيين، لا أثلاث معطلة فيها".

وفي الملف الفلسطيني، شدد نصر الله على أنّ "التطور التاريخي في معركة سيف القدس هو أن أهل غزة ومقاومتها دخلا لحماية القدس وأهلها، وكانا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداءً للقدس والمسجد الأقصى"، مؤكداً أننا بتنا اليوم أمام معادلة جديدة هي "القدس مقابل حرب إقليمية"، واعتبر نصر الله أن "من أهم إنجازات المعركة شلّ أمن الكيان الإسرائيلي، ودخول أراضي 48 الذي أخاف الإسرائيليين".

وأشار نصر الله إلى أن "المقاومة في أحسن حال، وعلى العدو ألا يخطئ التقدير في لبنان وأن لا يدخل في حماقة جديدة"، مشدداً على أنّ "دم الشهيد محمد طحان، هو دماء صبرنا عليه ولكن ما تركناه ولن نتركه"، وكان طحان، المنتمي إلى حزب الله، استشهد بنيران جيش العدو الإسرائيلي خلال محاولات محتجين لبنانيين وفلسطينيين تجاوز الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وقال نصر الله أن "تحرير 2000 أسَّس لزمن الانتصارات، واليوم بتنا نحتفل في شهر مايو/أيار بانتصارَيْن عظيمَيْن 25 مايو (لبنانياً) و21 منه في غزة".

وسجلت أحداث أمنية عدة على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، خلال وقفات احتجاجية نظمت نصرةً للقدس واعتراضاً على مجازر جيش العدو في الأراضي الفلسطينية، تطورت إلى إطلاق سلسلة صواريخ مجهولة المصدر من جنوب لبنان، حيث سارعت مصادر "حزب الله" إلى نفي وقوفها وراءها، ورد للمدافع الإسرائيلية على الداخل اللبناني.

من جهتها، كثفت "اليونيفيل" اتصالاتها مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لضمان الاستقرار على الحدود وعودة الهدوء منعاً لأي تصعيدٍ، وفتحت تحقيقات بالحوادث المتتالية، وزادت من إجراءاتها الأمنية بالتعاون مع الجيش اللبناني في البلدات الجنوبية على الحدود.

وحرص أمين عام "حزب الله" خلال كلمته على توضيح أن أسباب عدم ظهوره للحديث في الفترة الماضية هي صحية، وقد بدت علامات المرض ظاهرة عليه بوضوح.

المساهمون