سورية: نشطاء من السويداء يتعرّضون لاعتداء على يد قوات الأمن خلال اعتقالهم
استمع إلى الملخص
- وساطات من محافظ السويداء ووجهاء المحافظة أدت إلى إطلاق سراح النشطاء، ووصفت إحدى الناشطات الاعتقال بأنه عمل تمثيلي لإيجاد حجة للتعذيب.
- أثارت الحادثة غضب الرأي العام في السويداء، حيث وعد المحافظ بمحاسبة الفاعلين، وأكدت عضو وفد الحوار الوطني أن ما حدث يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان.
أفرج عناصر الأمن العام في محافظة حمص، وسط سورية، عن مجموعة من النشطاء في حزب الانتماء القومي الديمقراطي، بعد يومين من اعتقالهم في محافظة الرقة شمال شرقي البلاد، خلال توجههم لحضور فعالية تشرف عليها "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وعلم "العربي الجديد"، أنّ قوى الأمن العام اعتقلت على حاجز في مدينة الرستن شمالي محافظة حمص، 21 ناشطاً، السبت الماضي، واقتادتهم إلى معتقل يقع في بلدة حارم شمال محافظة إدلب شمال غربي البلاد. وأشارت مصادر "العربي الجديد"، إلى أن النشطاء من محافظة السويداء جنوبي سورية والساحل السوري، وأنهم تعرضوا للتعذيب جميعاً بمن فيهم النساء، كما تعرّضوا لإهانات لفظية وطائفية. وقد حصل "العربي الجديد" على فيديوهات وصور للمعتقلين بعد الإفراج عنهم توثق الاعتداءات التي طاولتهم.
وأكد مصدر خاص في السويداء لـ"العربي الجديد"، أنّ وساطات قام بها المحافظ ووجهاء من المحافظة، استمرت حتى الساعة السادسة من صباح يوم أمس الأحد، أدت إلى إطلاق سراحهم وعودتهم مساء إلى المحافظة. وظهر رجا الدمقسي مؤسس حزب الانتماء القومي الديمقراطي، في فيديو مصور، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث فيه عن أسباب الزيارة ودوافع الاعتقال، مستعرضاً آثار الضرب والتعذيب على جسده، واصفاً التعامل الذي تعرض له النشطاء بـ"الوحشي المبني على حقد طائفي من جماعة متشددة دينياً تدعي أنها تحافظ على الأمن العام، وتستلم أهم الحواجز الأمنية في حمص"، على حدّ قوله.
وقالت إحدى الناشطات المُفرج عنهن، طالبة عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد": "جرى إيقافنا على حاجز للأمن العام في محافظة حمص، وعند فحص العناصر البطاقات الشخصية، كان أحد المشاركين لا يملك بطاقة، ويحمل مسدساً حربياً في أمتعته. فقاموا بإنزاله من الحافلة وطلبوا منه المغادرة ثم أطلق العناصر خلفه عدة أعيرة نارية في الهواء، في عمل تمثيلي واضح، كان المقصود منه إيجاد حجة للاعتقال والتعذيب".
وعمّا تعرّض له خلال النشطاء خلال اعتقالهم، قالت: "وضعت قوات الأمن العام أكياساً على رؤوسنا، وبدأت بالضرب المبرح دون تفريق بين النساء والرجال، بالإضافة لنعتنا بألقاب ومسميات طائفية، لا تختلف بشيء عما كنّا نسمعه من عناصر النظام البائد، وبعد ساعات قام العناصر بنقلنا إلى سجن حارم، حيث جرى التحقيق معنا وإجبارنا على تصوير فيديو ندعي فيه أننا لم نتعرض لأي إهانة".
وأثارت حادثة توقيف النشطاء الرأي العام في السويداء وخاصة بعدما شهدت المحافظة، في اليومين الماضيين، تقارباً ملحوظاً مع السلطات، تمثل في عدد من اللقاءات أبرزها زيارة وفود من المحافظة وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في دمشق، وزيارة محافظ السويداء مصطفى بكور إلى شيوخ عقل الموحدين الدروز الثلاثة.
وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع استقبل بكور، اليوم الاثنين، عدداً من النشطاء المفرج عنهم، واستمع منهم إلى تفاصيل ما حصل من لحظة اعتقالهم وحتى الإفراج عنهم، متحدثاً عن سعيه إلى الإفراج عنهم منذ علمه بالخبر. وقالت عضو وفد الحوار الوطني غادة الشعراني، للمحافظ خلال اللقاء، إنّ "هذا العمل المشين يخالف كل الأعراف والقوانين وهو خرق للإعلان الدستوري"، مضيفة: "إن ما حدث ويحدث بسورية هو انتهاك لحقوق الانسان ولا يبشر بالخير".
كما تحدثت أمام بكور، ووسائل الإعلام، عن "الاضطهاد والظلم الذي يتعرض له المعتقلون في سجون الدولة الحديثة"، مضيفة أنه "داخل سجن حارم يوجد طفل عمره أقل من سنتين مع والدته، وهذا الوضع لا يختلف عن زمن النظام البائد"، على حدّ قولها. وبعدما استمع محافظ السويداء لعدد من النشطاء المفرج عنهم، وعد بمحاسبة الفاعلين وعقابهم وفق القانون، مؤكداً رفضه الاعتداء على أي مواطن، رافضاً "التفرقة بين أبناء الوطن الواحد". وكرر بكور، أكثر من مرة وعده بـ"القصاص من الفاعلين"، مشدداً على أنه لن يقبل أن تتكرر هذه الحادثة، واعداً بأنه لن يبقى في السويداء "إذا لم يحصل هؤلاء على حقهم كاملاً".