نشطاء في الحراك الشعبي الجزائري ينضمون إلى أسطول كسر الحصار عن غزة

20 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:15 (توقيت القدس)
ناشطان جزائريان انضما إلى أسطول الصمود (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشارك وفد جزائري بارز في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة، يضم نشطاء من الحراك الشعبي الجزائري لعام 2019، موجهين جهودهم لدعم القضية الفلسطينية.
- الشاب شفيق مجاهد، أحد معتقلي الرأي السابقين، يشارك في الأسطول رغم التحديات، بعد انضمامه للسفينة الموريتانية "قمر"، معبراً عن دعمه للقضية الفلسطينية.
- الناشط محمد سلمان، الذي اعتقل سابقاً بسبب نشاطه، يشارك في تحضير الأسطول، مؤكداً على أهمية الجهود الإنسانية لكسر الحصار، مع مشاركة 30 ناشطاً جزائرياً.

يبرز ضمن الوفد الجزائري المشارك في أسطول الصمود العالمي المتوجه نحو كسر الحصار على قطاع غزة المحاصر، حضور لافت لمجموعة من النشطاء السابقين في الحراك الشعبي 2019، ممن بقيت مواقفهم وآراؤهم السياسية قيد الملاحقة من السلطات.

وقرّر الناشطون في الوقت الراهن الانخراط في حراك مرتبط بالقضية الفلسطينية، وتوجيه كل الجهد نحو الدعم والمشاركة في كل فعالية محلية وإقليمية تسند الشعب الفلسطيني، شاركوا في القافلة البرية التي توقفت عند مشارف سرت في يونيو/حزيران الماضي، وها هُم اليوم ينضمون إلى أسطول الصمود العالمي.

وحتى مساء أمس الجمعة، بقي الناشط السابق في الحراك الشعبي وأحد معتقلي الرأي السابقين في الجزائر، الشاب شفيق مجاهد متمسكاً بخيط الأمل الأخير للمشاركة في أسطول الصمود، وخيط الأمل الأخير هذا كان مرتبطاً بالسفينة الموريتانية "قمر"، بعدما كان قد فاته بوقت قصير، ركوب سفينة دير ياسين التي أقلعت الثلاثاء الماضي من تونس. ويقول شفيق، في اتصال مع "العربي الجديد" من على متن قمر: "بعد كل التعطيلات والمشكلات التي أخّرت إبحارنا، تمكنّنا من الإبحار نحو قطاع غزة، المشاركة في الأسطول موقف اتخذته برغم كل المخاطر القائمة".

ووصل بن علوان على متن سفينة دير ياسين الجزائرية إلى ميناء بورتوبالوا الإيطالي، ضمن أسطول الصمود العالمي، نحو قطاع غزة لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني. وكان بن علوان قد تعرض لمضايقات في الجزائر بسبب نشاطه المدني، وكان يمكن له، أن يفكر، مثل بعض أقرانه، في ركوب قوارب الهجرة غير النظامية، لكنّه اتخذ موقفاً مختلفاً.

ويقول لـ"العربي الجديد": "هناك من يفكر من الشباب المغاربي في الهجرة والدخول إلى أوروبا، لكن أنا وغيري من شباب أسطول الصمود المغاربي، نعتبر أن قضية شعبنا في فلسطين أهم من الهجرة أو التفكير فيها، وقد وصلنا إلى اليابسة في إيطاليا في ميناءِ بورتوبالوا مارزاميمي".

وأخفق بن علوان في المشاركة في قافلة الصمود البرية التي انطلقت من الجزائر، بسبب عدم تسوية وضعه إزاء الخدمة الوطنية، وقاد الشاب فعاليات طلابية في الجامعة وشارك في كل الفعاليات والتجمعات التي أقيمت لصالح القضية الفلسطينية، وكان أحد نشطاء التنسيقية الشعبية لدعم فلسطين، ونشط على نحوٍ خاص في مجال الدعوة لمقاطعة الشركات والمنتجات الداعمة لإسرائيل، وبحكم تخصّصه في التاريخ المعاصر، ودراسته لتجربة السجون والمعتقلات الفرنسية في الجزائر تعزّزت القناعات النضالية لدى هذا الناشط الشاب.

وبعد تجربة قافلة الصمود البرية التي أوقفتها قوات حفتر على مشارف سرت، انضم الناشط محمد سلمان والذي كان اعتقل سابقاً في الجزائر بسبب نشاطه في الحراك الشعبي، إلى الفريق العامل لتحضير أسطول الصمود، وهو جهد كبير استمر منذ ثلاثة أشهر، وشارك في الدورات التدريبية للمشاركين في الأسطول التي أقيمت لأجل ذلك في الجزائر وفي تونس، يدفعه إلى ذلك الشعور بالواجب وضرورة الموقف.

ويقول سلمان لـ"العربي الجديد": "في مثل هذا الوضع الذي يعيشه سكان غزة، كان من الضروري وضع كل شيء جانباً، وأن يتوجه كل الجهد الإنساني للقيام بعمل يكسر الحصار ويسند الشعب الفلسطيني، لقد بات كل جهدي ورفاقي في اتجاه فلسطين وتوفير كل شروط إبحار الأسطول، ونحن نطمح لأن نصل إلى شواطئ غزة، وهذا طموحنا وغايتنا".

وتمثل تجربة أسطول الصمود العالمي بالنسبة لهؤلاء، تجربة جديدة، ومساحة تسوعب دفقة نضالية تتجاوز الجزائر، إلى فعل نضالي نحو قضية عادلة، ويشاركون رفقة قرابة 30 ناشطاً جزائرياً في أسطول الصمود العالمي، موزعين على ثماني سفن، بينها أربع سفن جزائرية كانت وصلت جميعها إلى السواحل الإيطالية، قبل استكمال مسار الرحلة نحو سواحل قطاع غزة.