نشطاء أسطول الصمود عن تجربة احتجازهم: تعذيب وإهانات وحرمان من الماء
استمع إلى الملخص
- أظهرت محاضر محكمة مراجعة الاحتجاز الإسرائيلية منع معظم المعتقلين من استشارة محامٍ قبل جلسات الاستماع، ورفض القضاة حجج المحامين القلائل الحاضرين بشأن تطبيق قانون الدخول الإسرائيلي.
- أعرب ناشطون من دول مختلفة عن استيائهم من ظروف الاحتجاز غير الإنسانية، وأكدت عضوة البرلمان الأوروبي الإيطالية بنيديتا سكوديري أن احتجازهم كان انتهاكاً للقانون الدولي.
ناشطة يونانية: طلبت محامياً فقالوا لي أن أبحث عن محامٍ في غزة
وصلت الأحد إلى مطار مدريد مجموعة أولى تضم 21 من بين 49 إسبانياً
تقييد أيديهم لساعات وإجبارهم على الجلوس أو الركوع تحت أشعة الشمس
أفاد ناشطون مدنيون من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة بتعرّضهم لانتهاكات أثناء احتجازهم غير القانوني في إسرائيل، بينها تعذيب وحرمان من الماء ونزع الحجاب، ورفض تواصلهم مع محامين. وقالت صحيفة هآرتس إن "عشرات المحاضر لمعتقلين مَثلوا أمام محكمة مراجعة الاحتجاز الإسرائيلية تُظهر أن معظمهم قالوا إنهم مُنعوا من استشارة محامٍ قبل جلسات الاستماع، ورفضوا التحدّث مع القضاة". وتابعت: "اعترض المحامون القلائل الذين حضروا الجلسات من حيث المبدأ على تطبيق قانون الدخول الإسرائيلي على أفراد أُدخلوا إلى الأراضي الإسرائيلية رغماً عنهم من جانب القوات العسكرية، ولكن القضاة رفضوا هذه الحجة".
ونقلت الصحيفة عن ناشط نرويجي معتقل، لم تسمّه، قوله للقاضي إيتيل جيفاون: "وضعونا في حر شديد، وحرمونا من الماء". وأضاف: "حرصوا على أن نشعر بعدم الراحة، وعندما حاولنا النوم طلبوا (القائمون على السجن) من ضبّاط شرطة أن يصرخوا علينا. لقد عذّبونا".
كذلك "وصفت إحدى المحتجزات تعرّضها لشتائم من موظفي أمن السجن الذين نزعوا عنها حجابها بالقوة، كما شهدت أخرى بأنها أُجبرت على خلع حجابها". وقالت محتجزة ثالثة، وهي يونانية: "طلبتُ محامياً، فقالوا لي أن أبحث عن محامٍ في غزة، وحرموني من الماء، لقد عذّبوني، هذه ليست دولة ديمقراطية، أريد التحدث مع السفارة". وتابعت: "لا أستحق هذه المعاملة، لستُ مجرمة. في سالونيك (باليونان)، توجد جالية يهودية كبيرة عانت في ظل النازية، وقد شاركتُ في أنشطة مع جماعات يهودية".
كذلك تحدّث معتقلان آخران عن عنف الشرطة، فقال إيطالي، بحسب تقرير "هآرتس" الذي نقلته وكالة الأناضول، إنه تعرّض للضرب في ميناء أسدود على يد الشرطة، فيما أفاد ناشط صربي بتعرّضه للضرب أثناء نقله إلى حافلة. وبحسب "هآرتس"، "ظهرت في شهادات عديدة شكوى المعتقلين المتكررة من حرمانهم من الماء من جانب مصلحة السجون". وأضافت: "تُظهر المحاضر أن جلسات الاستماع عُقدت بتتابع سريع، لدرجة أن أقوال المعتقلين في قاعة محكمة القاضية راشيل شرم كانت شبه متطابقة". وتابعت: "في جلسات عدة، وردت أقوال المعتقلين على النحو التالي: يطلب العودة إلى بلده، يحمل جواز سفر ساري المفعول، يطلب مكالمة هاتفية".
ومن الشكاوى المتكررة أيضاً منع الناشطين المحتجزين من الاستعانة بمحامٍ، وفقاً للصحيفة التي قالت: "تشير المحاضر إلى عدم اليقين بشأن حضور المحامين". وتابعت: "وبينما تُشير سجلات إلى وجود محامين يمثلون المعتقلين، تُشير أخرى إلى أن معتقلين عديدين رفضوا التحدث لحين تمكّنهم من استشارة محاميهم". وبحسب الصحيفة "عُقدت مئات الجلسات خلال عطلة نهاية الأسبوع"، وجرى استعراض 288 محضراً قضائياً تتعلّق بمعتقلي "أسطول الصمود".
ناشط إسباني: "عصبوا أعيننا وقيّدوا أقدامنا وأيدينا"
إلى ذلك، وصلت الأحد إلى مطار مدريد مجموعةٌ أولى تضمّ 21 من بين 49 إسبانياً كانوا على متن أسطول مساعدات غزة الذي اعترضته إسرائيل قبل أيام. وقال رافاييل بوريغو، أحد أفراد الأسطول، للصحافيين، بحسب ما تنقل وكالة فرانس برس، عن احتجازهم في إسرائيل: "تكررت الإيذاءات الجسدية والنفسية طوال هذه الأيام. ضربونا وجرّونا على الأرض وعصبوا أعيننا وقيّدوا أقدامنا وأيدينا".
وأعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أنه من المتوقع إطلاق سراح الناشطين الإسبانيين الثمانية والعشرين الذين ما زالوا محتجزين في إسرائيل وعودتهم إلى إسبانيا الاثنين. وأضاف في حديث لإذاعة كتالونيا: "نعمل على ضمان وصولهم جميعاً إلى إسبانيا في أقرب وقت ممكن"، "وبحسب التوقعات، لن يبقى إسبان مسجونين في إسرائيل اليوم".
نائبة إيطالية: حُرمنا حقوقنا الأساسية أثناء الاحتجاز
من جهتها، قالت عضوة البرلمان الأوروبي، الإيطالية بنيديتا سكوديري، التي شاركت في أسطول الصمود، إنهم حُرموا أثناء احتجازهم من قبل إسرائيل من الوصول إلى الاحتياجات والحقوق الأساسية، وتعرضوا للاعتداء الجسدي. جاء ذلك في كلمة لها، الاثنين، عقب عودتها، خلال جلسة الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، وفق ما نقلت "الأناضول".
وأضافت سكوديري: "أنا وأربعة أعضاء آخرين من هذا البرلمان من ضمن 400 شخص جرى اختطافهم من قبل إسرائيل في المياه الدولية. هذا انتهاك جسيم للقانون الدولي وقانون البحار". وذكرت أنهم أجبروا على الذهاب إلى ميناء أسدود، واحتُجزوا هناك بطريقة غير قانونية، وخضعوا للتفتيش، وحُرموا حقوقهم الأساسية. وتابعت: "حُرمنا من الماء والطعام والنوم والدواء، وفي بعض الحالات تعرّضنا للاعتداء الجسدي". وأوضحت أن جريمتهم الوحيدة كانت نقل مساعدات إنسانية إلى شعب يعاني من الجوع.
وأردفت: "كنا نفعل ما لم تفعله المؤسسات والعديد من الحكومات الأخرى، وهو احترام القانون الدولي وكرامة الإنسان. كانت جريمتنا الوحيدة أننا لم نتمكن من الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الإبادة الجماعية المباشرة وانتهاكات إسرائيل في غزة التي تُبث على الهواء مباشرة. ما عايشناه هو جزء بسيط مما يعيشه الفلسطينيون يومياً". وشددت سكوديري على ضرورة أن يدعم الاتحاد الأوروبي مهمة الأسطول، من أجل تحقيق ادعاءاته ضامناً للديمقراطية وحقوق الإنسان.
ناشطون سويسريون: تعرّضنا لظروف احتجاز غير إنسانية
إلى ذلك، قالت مجموعة تمثّل ناشطين شاركوا في أسطول الصمود إن تسعة من أعضائها عادوا إلى سويسرا بعد أن رحّلتهم إسرائيل، وذكرت أن بعضهم تحدثوا عن ظروف احتجاز غير إنسانية.
وكان 19 مواطناً سويسرياً، من بينهم رئيس بلدية جنيف السابق ريمي باجاني، على متن قوارب ضمن الأسطول. ووفقاً لما نقلت وكالة رويترز عن بيان لمجموعة أسطول "أمواج الحرية"، فقد احتجز الناشطون الأربعاء على يد القوات الإسرائيلية التي اعترضت الأسطول في عرض البحر، قبل أن يُنقلوا إلى سجن النقب الصحراوي. وعاد تسعة من أفراد المجموعة إلى جنيف بعد ظهر أمس الأحد.
وقالت المجموعة في بيان "ندّد المشاركون بظروف الاحتجاز غير الإنسانية وبالمعاملة المهينة والمذِلّة التي تعرضوا لها عند توقيفهم واحتجازهم". وذكر بيان المجموعة أن المعتقلين تحدّثوا عن ظروف الحرمان من النوم ونقص المياه والطعام، فضلاً عن تعرض بعضهم للضرب والركل والحبس في أقفاص. وقالت "أمواج الحرية" إنها تشعر "بقلق عميق" بشأن المواطنين السويسريين العشرة الذين لا يزالون محتجزين لدى إسرائيل. وزارت السفارة السويسرية في تل أبيب أمس الأحد المواطنين السويسريين العشرة المحتجزين في السجن لتوفير الحماية القنصلية لهم. وأضافت في بيان "جميعهم يتمتّعون بصحة جيدة نسبياً بالنظر إلى الظروف"، مضيفة أنها تبذل كل ما في وسعها لضمان عودتهم سريعاً. وقالت "أمواج الحرية" إن بعضهم بدأوا إضراباً عن الطعام ويبدو عليهم الضعف.
وكان الناشط التركي أرسين تشليك الذي كان برفقة الناشطة السويدية غريتا تونبرغ قد قال إنها تعرضت إلى "السحل على الأرض والجرّ من شعرها، قبل نقلها إلى زنزانة صغيرة وإطلاق حشرات البق عليها لمهاجمتها وإخافتها وإمراضها ثم إهانتها والتنكيل بها وإذلالها بإجبارها على تقبيل علم دولة الاحتلال الإسرائيلي".
والأحد، أصدر مركز "عدالة" الحقوقي في الداخل الفلسطيني، الذي يمثل الناشطين المعتقلين بمعظمهم، بياناً يرصد جانباً من الانتهاكات بحقهم. وتحدّث المركز، نقلاً عن شهادات معتقلين، عن تقييد الأيدي لساعات وإجبار المعتقلين على الجلوس أو الركوع تحت أشعة الشمس، والتعرض للركل والضرب، والإساءة اللفظية ذات الدلالات العنصرية. وأردفت: "في كل جلسة، صرّح المشاركون من بلدان مختلفة: أحتاج إلى ماء وفراش. أحتاج إلى ماء وطعام. أنا عطشان". وأضافت أنه "ظهرت شهادات مماثلة (في هذا الشأن) من ناشطين من هولندا وليبيا وبولندا ودول أخرى".