صدرت، مساء اليوم الجمعة، القائمة الرسمية لشهداء وجرحى الثورة التونسية بالجريدة الرسمية، وهي القائمة التي انتظرها التونسيون وعائلات الضحايا لعشرة أعوام كاملة.
وتعيش عائلات الشهداء والجرحى فرحة عارمة، مؤكدين أن في نشر هذه القائمة اعترافاً من الدولة التونسية بنضالات كل من قدموا أرواحهم من أجل تغيير النظام في تونس ونيل الديمقراطية.
وقال جريح الثورة، مسلم قصد الله، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن هذه الخطوة تحسب لتونس ولكل من آمن بالقضية وبأهمية أن يكون لتونس قائمة رسمية بالشهداء والجرحى، مبيناً أن "صوت المظلومين لم يذهب هباء وآلام الجرحى ومعاناتهم لم تخمد رغم مرور 10 أعوام".
وأضاف أن "هناك فرحة عارمة، ولكن المعركة لم تنته فهناك خطوات ما بعد القائمة"، مؤكداً أنه سيتم تعليق الاعتصام الذي يخوضه الجرحى وعائلات الشهداء منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، وستتم مناصرة من لم تنصفهم القائمة.
وأوضح جريح الثورة، أكرم المناعي، أن هذه الخطوة إيجابية وتتزامن مع احتفالات تونس بعيد الاستقلال، مؤكداً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الثورة تنسب لشبابها، والقائمة رد على كل المشككين فيما أنجزه شهداء وجرحى الثورة.
وأضاف أن هذه المرحلة هي خطوة أولى، ولكن المعركة لا تزال مستمرة، مبيناً أن الدولة أنصفتهم أخيراً، ولكن هناك جرحى لم تشملهم القائمة، وهؤلاء سيطالبون الدولة بضرورة الاعتراف بهم، وأن بإمكانهم اللجوء للقضاء، مشيراً إلى أن هناك من لا يزال يحمل آثار الرصاص، وهناك من يعاني شللا نصفياً، وهذا سيظل شاهداً على الجراح. وعبر عن أمله في أن يتم إلحاقهم بالقائمة وتوسيع المعايير.
من جهته، قال الناشط المهتم بملف شهداء وجرحى الثورة عادل بن غازي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن العائلات والجرحى المعتصمين بمقر الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية سيحتفلون الليلة بهذه الخطوة الرمزية التي انتظروها منذ أعوام، مؤكداً أن الفرحة منقوصة لأن القائمة هي نفسها تلك التي نشرت على موقع الهيئة منذ عامين ولم يتم تغييرها، وبالتالي تمت إضاعة الكثير من الوقت على الراغبين في التقاضي.
وأكد أن "الاعتراف بالقائمة مهم، وهو بداية المسار، ولكن لا تزال هناك عدة أهداف للثورة لم تتحقق، وهناك المحاسبة ومعالجة الجرحى والاعتراف بما قاموا به".
يُشار إلى أنّ رئيس الحكومة هشام المشيشي أذن بنشر القائمة الاسمية لشهداء ومصابي الثورة، في 16 مارس/آذار 2021، مؤكداً أن نشر هذه القائمة يعد حدثاً هاماً، وذا رمزية كبيرة خاصة مع تزامنه مع الاحتفال بعيد الاستقلال.
وكانت الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحرّيات الأساسيّة قد نشرت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2019 القائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها على موقعها الإلكتروني، والتي تضمنت 129 شهيداً و634 مصاباً.