نذر انهيار اتفاق استوكهولم بشأن اليمن: تصعيد واسع في مأرب والحديدة

نذر انهيار اتفاق استوكهولم بشأن اليمن: تصعيد واسع في مأرب والحديدة

03 أكتوبر 2020
حذّر الحوثيون من أنّ صبرهم "قد ينفد" حيال الهجمات في الحديدة (Getty)
+ الخط -

شهد عدد من جبهات القتال اليمنية، السبت، تصعيداً عسكرياً واسعاً، بين القوات الحكومية، المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، وجماعة الحوثيين في محافظات مأرب والحديدة والبيضاء، وذلك بعد أيام من هدوء نسبي اقتصرت على مناوشات الكر والفر.

ففي محافظة مأرب، عادت قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة، المعترف بها دولياً، ورجال القبائل لاتخاذ وضعية الهجوم، وذلك بشنّ هجمات مباغتة على مواقع تمركز جماعة الحوثيين بجبهة المخدرة، غربي المدينة النفطية.

وقال وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، اليوم السبت، إنّ القوات الحكومية، تمكنت من استعادة مناطق صفراء آل صعنون وجبل تبين وصفراء آل رقيبان وبيوت آل سمران وقرية النشيفة السفلى وبيوت آل نادر ومحطة البقماء.

واستعادت القوات الحكومية مناطق: الغرايق وقرية آل حمد مدراج وبلاد آل مدراج و أبو لحوم بالزمل، وبلاد آل شيبان وآل جميح وبلاد المقاشدة وقرية آل خرصان، وبلاد آل شرهان وآل دواس في جبهة المخدرة، وفقاً للمسؤول الحكومي.

وزعم الإرياني أنّ جماعة الحوثيين تعيش انهيارات غير مسبوقة في جبهات مأرب والجوف والبيضاء، في ظل تقدم القوات الحكومية بإسناد من طيران التحالف السعودي الإماراتي.

وكشف الجيش الوطني عن أنّ الغارات التي شنها التحالف، السبت، أوقعت خسائر بشرية واسعة في صفوف الحوثيين، ودمّرت 4 دوريات وعربتين ودبابة، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك الأرقام.

وفي المقابل، أقرت وسائل إعلام حوثية بضربات جوية مختلفة للتحالف السعودي استهدفت مواقع مفترضة لهم بمأرب والجوف، فضلاً عن الشريط الحدودي الرابط مع السعودي بمنطقتي حرض وباقم، شمالي غرب اليمن.

وذكرت قناة "المسيرة " الناطقة بلسان الجماعة، أن التحالف السعودي شنّ 7 غارات على مديرية مدغل و3 على مديرية صرواح و2 على مديرية رحبة بمحافظة مأرب النفطية، وهي مناطق يتمركز فيها مقاتلون حوثيون منذ أشهر.

ووفقاً للقناة، شنّ الطيران أيضاً 4 غارات متفرقة على محافظات البيضاء وحجة وصعدة والجوف، دون الكشف عن حصيلة خسائر بشرية أو عسكرية جراء تلك الضربات، التي تستهدف كبح تقدمهم على وجه التحديد صوب منابع النفط بمأرب.

ويبدو أنّ الأوضاع في محافظة الحديدة الساحلية تتجه نحو تصعيد واسع يهدد بانهيار اتفاق استوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة أواخر 2018، بعد اندلاع معارك هي الأعنف منذ دخول الهدنة الأممية الهشة حيّز التنفيذ قبل نحو عامين.

واتهم المتحدث باسم القوات المدعومة إماراتياً بالساحل الغربي، صادق دويد، في تغريدة على "تويتر"، جماعة الحوثيين بنقض اتفاق استوكهولم، كما هي عادته منذ حروب صعدة الستّ، و البدء بتصعيد واسع بجبهات الساحل الغربي، لافتاً إلى أن "ذلك التصعيد لم يحقق سوى رمي المئات من عناصره لمحرقة جديدة بعد المهلكة التي ساقهم إليها في مأرب".

وزعمت القوات المشتركة، في بيان، أنّ الهجمات التي حاول الحوثيون فيها فكّ الحصار عن مجموعة من عناصرهم بمديرية الدريهمي، أدت إلى مقتل 30 عنصراً حوثياً وإصابة 100 آخرين.

وفي المقابل، اتهمت جماعة الحوثيين القوات المدعومة إماراتياً بارتكاب 202 خرق لهدنة الحديدة خلال 24 ساعة الماضية، من بينها تحليق 14 طائرة حربية و16 طائرة تجسسية، و65 خرقاً بالقصف الصاروخي، وفقاً لقناة "المسيرة".

واعتبر القيادي البارز في الجماعة، حسين العزي، أنّ الهجمات التي تشنها القوات المدعومة إماراتياً على مديرية الدريهمي، انتهاك لاتفاق استوكهولم، ودليل على جهلها بالواقع وردود الفعل التي قد تحدث، في تلويح بأنهم قادرون على قلب طاولة المعارك.

وأشار المسؤول الحوثي، في تغريدة على "تويتر"، إلى أن التصعيد الحاصل بالحديدة، "يحدث في ظل صمت أممي واضح"، لافتاً إلى أن صبر الحوثيين "قد ينفد حيال تلك الهجمات".

المساهمون