نجلا عمران خان في واشنطن.. حملة لحشد الدعم لإطلاق سراح والدهم
استمع إلى الملخص
- من المتوقع أن يلتقي نجلا خان بمسؤولين أمريكيين بارزين، ويخططان للعودة إلى باكستان للمشاركة في حملة شعبية، وسط توقعات بتصاعد المعركة السياسية في أغسطس.
- لم تعلق الحكومة الباكستانية رسميًا على الزيارة، بينما شن أنصار الحكومة حملة إعلامية ضد نجلي خان، معتبرين الزيارة غير مهمة.
يزور نجلا رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان سليمان وقاسم خان، هذه الأيام، الولايات المتحدة الأميركية من أجل إطلاق "حملة دولية" وتحريك الساسة في واشنطن للمساهمة في كشف معاناة والدهم، المعتقل في باكستان منذ التاسع من شهر مايو/ أيار عام 2023. وبينما لا توجد أي ردود أفعال رسمية إزاء القضية، إلا أن بعض قادة الحزب الحاكم والموالين له في وسائل الإعلام شنوا حملة معاكسة ضد نجلي خان واصفين إياهما بأنهما يعملان لصالح أجندات أجنبية، وتصرفهما يتيح الفرصة للتدخل الخارجي.
ووفق مصادر في حزب "حركة الإنصاف" الذي يقوده عمران خان لـ"العربي الجديد"، فإن سليمان (28 عاماً) وقاسم (26 عاماً) وصلا إلى الولايات المتحدة الأميركية في الثاني والعشرين من يوليو/ تموز الحالي، والتقيا حتى الآن بكل من عضو مجلس الشيوخ الأميركي براد شيرمان، والمبعوث الأميركي الخاص السابق ريتشارد غرينيل.
وذكرت المصادر أن سليمان وقاسم أكدا خلال لقائهما بالشخصيات الأميركية أن ما يحدث بحق والدهما "ظلم"، وأن وراءه "أسباب سياسية، من هنا، لا بد من سعي حثيث من أجل إطلاق سراحه، ولا بد للولايات المتحدة الأميركية أن تلعب دورها في هذا الخصوص". كما أكدت المصادر أن الشخصيات الأميركية وعدتهما بالعمل معهما من أجل الوصول إلى الهدف، وهو إطلاق سراح عمران خان. و"الأهم حتى الآن هو أن غرينيل نشر صوره معهما بعد الاجتماع، وطلب منهما في منشور عبر منصة إكس أن يبقيا ثابتين على العمل".
كما أكد أحد المصادر في حزب خان لـ"العربي الجديد"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن نجلي خان سيتلقيان، يوم غد الجمعة أو بعد غد السبت، بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وبمسؤولين آخرين، وأن "غرينيل هو الذي يساعد في ترتيب وتنظيم الاجتماعات". وذكر المصدر كذلك، نقلاً عن شقيقة عمران خان عليمة خان، أن نجلي شقيقها "سيعودان إلى باكستان بعد زيارتهما إلى واشنطن، وسيشاركان في الحملة الشعبية التي يتوقع تنظيمها في شهر أغسطس/ آب المقبل".
من جانبه، قال القيادي في حزب عمران خان المرشح السابق للبرلمان الإقليمي في إقليم خيبربختونخوا محمد إقبال شاه، لـ"العربي الجديد"، إن المعركة الفاصلة بين الحكومة، والجيش من ورائها، وبين حزب خان، ستبدأ في شهر أغسطس/ آب المقبل، و"الخطأ الذي ارتكبه حزب خان في الأشهر الماضية (ربما يقصد الوضع السائد والاعتقالات وراءه) هو أنه لم يعمل من أجل تحريك اللوبي في واشنطن، بالتالي فإن اللوبي الموالي للجيش الباكستاني تمكن من تغيير رأي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان من المفترض أن تكون هذه الزيارة في وقت سابق، غير أنها حصلت الآن، ولا بد أن تكون لها آثار" قائلاً: "الحكومة تعرف ذلك".
وأوضح إقبال شاه أن الجيش الباكستاني "يلعب أيضاً كل ما بيده من أوراق، وأصدر أحكاماً بالسجن بحق العشرات من قيادات حزب خان قبل يومين، وسجل دعاوى في المحاكم ضد من ليسوا أصلاً ضالعين في أي عمل احتجاجي منذ البداية، ومن التزموا الصمت، لكنهم موالون لخان أو قياديين في حزبه". وبرأيه أن "كل ذلك يشير إلى أن الحكومة، ومن ورائها الجيش، يعرفان أن الرأي العام الدولي، خاصة الأميركي، حيال عمران خان يتغير، وستكون له آثار وانعكاسات". وقال: "الوضع الحالي لعمران خان ولحزبه ليس مقبولاً لدى الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بشكل عام".
ولم تعلّق الحكومة حتى الآن بشكل رسمي أو غير رسمي على زيارة نجلي خان إلى الولايات المتحدة الأميركية سوى بما قاله مستشار رئيس الوزراء شودري نثار، الذي أكد أن "كل من يشارك في الاحتجاجات في باكستان، سواء نجلا عمران خان أو أخواته، سيجرى التعامل معهم وفق القانون"، إلا أن المقربين من الحكومة وأنصار الحزب الحاكم شنوا حملة إعلامية ضد نجليه، إذ قال الإعلامي الباكستاني أبصار عالم، في حديث لقناة سماء، أن "ما يحدث في واشنطن ليس إلا قصة أطفال خُلقت من أجل إيجاد الشغل لرواد وسائل التواصل الاجتماعي، وهي لا تستحق أصلاً الحديث عنها"، مؤكداً أن مصادر في الحكومة قالت له إن "القضية لا تستحق الاهتمام، وإنها تثبت عجز خان وأنصاره".