نتنياهو يُعيّن نائب رئيس الشاباك "شين" لرئاسة الجهاز مؤقتاً
استمع إلى الملخص
- تراجع نتنياهو عن تعيين إلياهو شارفيت رئيساً للشاباك بعد ضغوط وانتقادات بسبب مشاركته في تظاهرة ضد "الإصلاحات القضائية" وانتقاداته لسياسات ترامب.
- يُعتبر "ميم" الأوفر حظاً لتولي المنصب بفضل خبرته كنائب لبار، لكن القرار النهائي يعتمد على حكم المحكمة العليا بشأن إقالة بار.
أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الأربعاء، في بيان، أن الأخير، سيكلّف "شين" برئاسة جهاز الأمن العام "الشاباك" مؤقتاً بعد إقالة رونين بار. وبحسب البيان، فإنه وفقاً للجدول الزمني الذي حددته الحكومة لنهاية ولاية رونين بار حتى 10 إبريل/ نيسان، "لن تتمكن لجنة غرونيس، (وهي اللجنة الاستشارية لتعيين كبار المسؤولين في الجهاز الأمني)، من تعيين رئيس دائم للشاباك في الموعد المحدد". ولفت البيان إلى أنه في الوقت نفسه، يواصل نتنياهو مقابلة المرشحين لهذا المنصب، بما في ذلك المرشحين الذين سبق أن قابلهم في الماضي.
وأمس الثلاثاء، تراجع نتنياهو، رسمياً عن تعيين قائد سلاح البحر الأسبق، إلياهو (إيلي) شارفيت، رئيساً لجهاز "الشاباك"، خلفاً لبار، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلانه التعيين. وذكر بيان أصدره مكتبه في هذا الشأن، أنّ "نتنياهو التقى مع شارفيت وأبلغه بنيّته تعيينه رئيساً للشاباك، ولكنه عاد وأبلغه في وقتٍ لاحق بأنه ينوي مقابلة مرشحين إضافيين للمنصب".
تراجع نتنياهو، سبقته ضغوط من مقربيه، وانتقادات حادة من وزراء ونوّاب اليمين لتعيينه شارفيت. أمّا سبب هذه الضغوط فعائدٌ إلى مشاركة قائد سلاح البحرية الأسبق في تظاهرة احتجاجية نُظّمت في كابلان بتل أبيب في مارس/ آذار عام 2023، ضد ما وصف بـ"الانقلاب القضائي"، في إشارة إلى "الإصلاحات القضائية" التي قادتها حكومة نتنياهو لتقويض السلطة القضائية.
ووراء الاعتراضات على تعيين شارفيت ثمة سبب آخر، وهو مقالة وقّعها باسمه ونشرت في صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية، وجه خلالها انتقادات حادة إلى سياسات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي انتهجها في ملف المناخ، فضلاً عن دعم شارفيت اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والذي وقّع عليه رئيس الحكومة السابق، يائير لبيد، زعيم المعارضة الصهيونية وأحد خصوم نتنياهو في هذه الأيام.
ولدى مقابلته المرشحين للمنصب اجتمع نتنياهو بسبعة مرشحين، بينهم أربعة اعتبروا ذوي حظوظ كبيرة، وعلى رأسهم "ميم" وهو النائب السابق لبار، مع العلم أن "شين" الذي بات منذ ثلاثة أشهر فقط نائباً لبار لم يُستدعَ لهذه المقابلات، ومع ذلك كلّفه نتنياهو اليوم بهذه المهمة.
وفي الشكل العام، فإن نائب بار السابق، وهو الشخص المُشار إليه بالحرف "ميم" كان أوّل من استدعي لمقابلة نتنياهو، فيما دُعي أيضاً نائب رئيس "الشاباك" سابقاً، يائير سغيا، الذي خسر في منافسة ماضية ضد بار، بالإضافة إلى شالوم بن حنان وهو رئيس قسم سابق في الجهاز ويعمل حالياً محللاً للشؤون الأمنية، والرابع هو أيال تسير كوهين الذي خدم بصفته رئيس قسم في جهاز الاستخبارات "الموساد".
"ميم" الذي نُظر إليه باعتباره الأوفر حظاً، كان حتّى قبل نحو ثلاثة أشهر نائب بار منذ تسلّم الأخير ولايته قبل ثلاث سنوات. وكان يفترض أن ينهي ولايته مع بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولكن بطلب من رئيسي "الشاباك"، والحكومة، مددت ولايته حتى مطلع العام الحالي. و"ميم" رجل مخابرات ميداني، ومستعرب. ينحدر من مستوطنة، وينتمي عقائدياً إلى الصهيونية الدينية، ويُعد ابنا لعائلة ثاكلة (قتل أحد أفرادها).
وبدأ طريقه في "الشاباك" بعمله منسقاً في الضفة الغربية، حتّى صعد تدريجياً إلى رئاسة قطاع الضفة والقدس في الجهاز. وخلال سنواته تنقل في سلسلة من المناصب المهمة في مجالات "إحباط ومكافحة الإرهاب"، وصولاً إلى تعيينه نائباً لبار. ولدى توتر العلاقات بين نتنياهو والأخير، قرر الأول استبدال الثاني في وفد المفاوضات وتعيين "ميم". وهي خطوة قوبلت بترحاب كبير داخل الجهاز ومن رئيسه نفسه.
وحتّى اللحظة لا يُعرف إن كان اختيار نتنياهو النهائي سيقع على "ميم" بعد دخول إقالة بار حيّز التنفيذ كما حددتها الحكومة، خصوصاً أنه لا يُعرف كذلك ما هي طبيعة الحكم الذي ستصدره المحكمة العليا لدى النظر في 8 إبريل/ نيسان، في الاستئنافات المقدمة ضد إقالة بار.