نتنياهو يوجه فريقه لمواصلة التفاوض والمعارضة تتهمه بالتضحية بالأسرى

17 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 17 أبريل 2025 - 12:18 (توقيت القدس)
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، القدس 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وسط ضغوط داخلية تطالبه بإتمام الصفقة حتى لو تطلب الأمر وقف إطلاق النار.
- نشرت "سرايا القدس" مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي روم بارسلافسكي، مما أثار غضبًا شعبيًا ومظاهرات، ودفع المعارضة لاتهام نتنياهو بإفشال صفقات التبادل لأغراض سياسية وانتقاد إقالة رئيس "الشاباك".
- أعلن المتحدث باسم "كتائب القسام" عن فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف إسرائيلي، مما يعقد ملف الأسرى ويزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، أنه وجّه فريق التفاوض بمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وجاء في البيان أن نتنياهو أجرى عبر الهاتف "تقييماً للوضع" مع فريق التفاوض ورؤساء المؤسسة الأمنية، ووجّه بمواصلة "الخطوات للدفع نحو إطلاق سراح مختطفينا".

ورغم هذا التوجه، يواصل نتنياهو إصراره على الحرب الشاملة على غزة، متجاهلاً الضغوط الداخلية المتصاعدة، بما في ذلك عرائض موقعة من عسكريين ومدنيين تطالبه بإتمام صفقة تبادل حتى لو تطلب الأمر وقف إطلاق النار. وتقدّر تل أبيب وجود 59 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، من بينهم 24 فقط على قيد الحياة، في حين يُحتجز أكثر من 9500 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وسط تقارير عن التعذيب والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة عدد منهم.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، عقد نتنياهو اجتماعًا عبر الهاتف بمشاركة رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار ومسؤولين أمنيين بارزين، لبحث مستجدات المفاوضات التي يقودها وسطاء إقليميون.

فيديو جديد لأسير يعيد ملف التبادل إلى الواجهة

وفي توقيت حساس، نشرت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، مقطع فيديو يظهر فيه الأسير الإسرائيلي روم بارسلافسكي وهو على قيد الحياة، موجّهًا نداءً لرئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال بارسلافسكي إن الضغط العسكري الإسرائيلي على القطاع لن يُفضي إلى تحريره، داعيًا إلى خطوات عملية لإتمام الصفقة. كما تساءل عن سبب تراجع ترامب عن وعوده السابقة بالإفراج عن الأسرى ووقف الحرب، مخاطبًا نتنياهو: "كل يوم قنابل لا تتوقف، القنابل القادمة ستسقط على رأسي، ودمي في رقبتك".

الفيديو أثار موجة جديدة من الغضب الشعبي، حيث يواصل أهالي الأسرى مظاهراتهم أمام المقرات الحكومية، مطالبين بإبرام صفقة تبادل فورية حتى لو تطلب ذلك وقف الحرب. ويتهم الأهالي نتنياهو بالتضحية بأبنائهم حفاظًا على بقائه السياسي في مواجهة ضغوط اليمين المتطرف داخل حكومته.

المعارضة: نتنياهو يفسد الصفقات ويضحّي بالأسرى

من جانبها، هاجمت المعارضة الإسرائيلية، ممثلة بقادة حزبي "هناك مستقبل" و"الديمقراطيين"، رئيس الوزراء بشدة، متهمين إياه بإفشال صفقات التبادل من أجل مصلحة سياسية شخصية. وقال يائير غولان إن مقطع الفيديو الأخير للأسير بارسلافسكي "يمزق القلب"، مضيفًا أن نتنياهو "يتخلى عن شعبه من أجل الحكم، ويخوض حرباً بلا هدف ويضحي بأرواح البشر لأجل بقائه".

أما يائير لابيد، زعيم المعارضة، فقال: "تلقّينا اليوم دليل حياة جديد من جحيم غزة، لكن بدلاً من إعادة الأسرى، تحارب الحكومة جهاز الشاباك". وانتقد قرار الحكومة بإقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، وهو القرار الذي تم تجميده من المحكمة العليا بعد التماسات المعارضة، لكنه لا يزال على الطاولة.

في سياق متصل، أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم "كتائب القسام"، فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر، الحامل للجنسية الأميركية، بعد قصف إسرائيلي استهدف مكان تواجدهم. وأوضح أن الاحتلال "يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة".

وبين المماطلة الرسمية، وضغوط العائلات، والمناشدات من داخل غزة، يتعقّد ملف الأسرى، بينما تتعمق أزمة الحكومة الإسرائيلية داخلياً، مع تعالي الأصوات التي تحمّل نتنياهو مسؤولية فشل استعادة الأسرى وتفاقم المعاناة داخل وخارج إسرائيل.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون