استمع إلى الملخص
- أكد رونين بار أنه أبلغ القيادة الإسرائيلية عن الهجوم قبل وقوعه بثلاث ساعات ورفض طلب نتنياهو بإصدار رأي مهني لتأجيل المحاكمة، مشيرًا إلى طلب غير قانوني من نتنياهو للعمل ضد المحتجين.
- يواجه بار ضغوطًا للاستقالة بالتوافق، بينما حذر رئيس المعارضة يئير لبيد من التحريض ضده، مشيرًا إلى مخاطر اغتياله سياسيًا.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن الإفادة التي قدّمها رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إلى المحكمة العليا "مليئة بالأكاذيب"، وتؤكّد أنه "فشل فشلاً ذريعاً" في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. جاء ذلك في بيان أصدره مكتب نتنياهو، بعدما تعهّد، في وقت سابق اليوم، بـ"دحض" إفادة مكتوبة قدّمها بار بعد إقالته من قبل الحكومة، في قرار جمّدت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) تنفيذه.
وفي وقت سابق الاثنين، كشف رئيس الشاباك الإسرائيلي، في إفادة خطيّة للمحكمة، أنه رفض طلب نتنياهو بإصدار رأي مهني يقضي بأنه لا يمكن أمنياً لرئيس الوزراء أن يحضر لفترات طويلة في مكان ثابت يعلمه الجمهور (المحكمة)، وجرت محاولة لدفعه إلى التوقيع على رأي صاغه مقربون من نتنياهو، وذلك في محاولة لتأجيل محاكمة الأخير.
وتعليقاً على ذلك، نشر نتنياهو رده في أربع نقاط تحت عنوان "إفادة رونين بار مليئة بالأكاذيب وتكشف عن إخفاقاته". وقال في البيان: "يصرّح رونين بار بأنه في ليلة السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) نبّه النظام بأكمله. لكنه نسي أن يذكر أنه لم ينبه قادة النظام؛ رئيس الوزراء ووزير الدفاع (يوآف غالانت آنذاك). ولو كان قد فعل ذلك، لكان من الممكن تجنّب المجزرة".
وأضاف: "يصرّح رونين بار بأنه وجّه بإيقاظ السكرتير العسكري لرئيس الوزراء في الساعة 05:15 (بالتوقيت المحلي/ ت.غ +2) في الواقع، اتصل مدير مكتبه بالسكرتير العسكري فقط في الساعة 06:13، أي قبل دقائق قليلة فقط من بدء هجوم حماس، وذلك رغم أن المعلومات عن الشكوك بشأن الهجوم كانت بحوزة بار لأكثر من ثلاث ساعات". واعتبر نتنياهو أن ذلك "يؤكد ما أجمع عليه كل وزراء الحكومة، وهو أن بار فشل فشلاً ذريعاً في السابع من أكتوبر"، مضيفاً: "هذا السبب وحده يكفي لإنهاء منصبه".
وقال مكتب نتنياهو إن بار "يُخفي ما قاله في 4 أكتوبر 2023، أي قبل يومين فقط من هجوم حماس، بأن استئناف التفاهمات بين إسرائيل وحماس على أساس مبدأ الهدوء مقابل التسهيلات، يُظهر إمكانية للحفاظ على الاستقرار في قطاع غزة".
وأكد بار في إفادته أنه أبلغ القيادة الإسرائيلية عن هجوم السابع من أكتوبر قبل حوالي ثلاث ساعات من وقوعه، انطلاقاً من تقييمات غير طبيعية واحتمال وجود نيّات هجومية من قِبل حماس. كذلك قال بار إن نتنياهو طلب أن يعمل الشاباك ضد المحتجين المناهضين لحكومته، وهذا "طلب غير قانوني".
وأوضح أنه طلب منه "تقديم تفاصيل حول هويّات المواطنين ونشطاء الاحتجاجات (...)، مع التركيز خاصةً على مراقبة مموّلي الاحتجاجات". وزاد بأن نتنياهو كان يحاول إثارة هذه المسائل في نهاية الاجتماعات، بعد أن أُمر سكرتيره العسكري وكاتب الاختزال، الذي يُشغّل جهاز تسجيل الاجتماعات، بمغادرة الغرفة، لـ"منع أي تسجيل للمحادثة". ومضى بار قائلاً: "سأُعلن قريباً عن تاريخ انتهاء مهامي"، من دون تفاصيل.
وردّاً على ذلك، قال مكتب نتنياهو في بيانه: "خلافاً للتصريح الكاذب لبار، رئيس الوزراء لم يطلب أبداً تأجيل محاكمته. على العكس، أصرّ على إجراء محاكمته بدون أي تأجيل". وقال البيان إن رئيس الشاباك "فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع التحريض ضد القيادة السياسيّة".
وفي وقت سابق، تعرّض رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار إلى ضغوط كبيرة من قبل ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لعدم تقديم إفادته إلى المحكمة العليا، اليوم الاثنين، في إطار الالتماس المتعلّق بإقالته من منصبه. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أنّ الرسائل الموجّهة من مكتب نتنياهو إلى بار تضمّنت اقتراحات مثل: لا تقدّم الإفادة، استقل بالتوافق، وسنُحدّد تاريخاً متفقاً عليه لإنهاء ولايتك. كذلك اقتُرح أن يشارك بار في اختيار خليفته. وفي حال لم يُتوصّل إلى تسوية، من المتوقّع أن يقدّم رئيس الشاباك إفادته إلى المحكمة العليا اليوم، ضد قرار نتنياهو إقالته. وطلب بار تمديداً لتقديم الإفادة، التي كان من المفترض تقديمها أمس الأحد، مشيراً إلى أن هناك حاجةً إلى تمديد قصير لاستكمال الإفادة.
إلى ذلك، قال رئيس المعارضة يئير لبيد، في حديث لإذاعة "كان ريشت بيت"، في وقت سابق اليوم الاثنين، إنهم في ديوان نتنياهو يخشون مما ستتضمّنه إفادة بار، ما يفسّر رغبتهم في التوصّل إلى تسويةٍ معه. وسبق أن حذّر لبيد أمس من أن استمرار أطراف في الحكومة في التحريض على بار من شأنه أن يتسبّب في اغتياله على خلفيّة سياسية.
وأفاد موقع واينت العبري، في وقت سباق اليوم، بأنه على خلفيّة القلق من تقديم الإفادة من قبل رونين بار، والمسار السريع للحكم في القضية، تُجرى محادثات خلف الكواليس للتوصّل إلى اتفاق للاستقالة بالتوافق من دون تدخّل المحكمة، على أن يتمّ ذلك حتى الساعة 12:00 من ظهر اليوم، وهو الموعد النهائي المحدّد لتقديم الإفادة. وستصبح مسألة التوصّل إلى تسوية أكثر تعقيداً بعد ذلك، إذ لن يتمكّن مكتب نتنياهو من منع تقديم الإفادة، وهي النقطة التي يحاولون في ديوانه تجنّبها الآن.