نتنياهو يتوعّد: المشاهد الصادمة خلال إطلاق المحتجزين لن تمر مرور الكرام

08 فبراير 2025
نتنياهو يدلي بتصريح في مبنى الكابيتول الأميركي، 7 فبراير 2025 (ناثان بوسنر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُطلق سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين من غزة بحالة صحية متدهورة، مما أثار ردود فعل قوية من الحكومة الإسرائيلية وعائلاتهم، حيث أكد نتنياهو التزامه بإعادة جميع المختطفين.
- كتائب القسام سلمت المحتجزين للصليب الأحمر، ووجهوا رسائل لحكومة الاحتلال تطالب بالمفاوضات بدلاً من الضغط العسكري، بينما أطلقت قوات الاحتلال سراح أسرى فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
- الرئيس الإسرائيلي وصف معاناة المحتجزين بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، ودعا لإتمام صفقة المختطفين، بينما طالبت عائلات الأسرى بالإسراع في تنفيذ الاتفاقات.

توعّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنّ ما أسماها بالمشاهد "الصادمة" لإطلاق 3 محتجزين إسرائيليين، من قطاع غزة، اليوم السبت، "لن تمر مرور الكرام"، فيما اعتبرت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين أنها "دليل صارخ" على أن باقي الأسرى لم يعد لديهم وقت.

وسلّمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس اليوم، الصليب الأحمر الدولي ثلاثة محتجزين ظهروا في حالة من الهزال الشديد، وبدا على وجوههم الإعياء، خلال عملية إطلاق سراحهم من وسط دير البلح في قطاع غزة، والذي تعرّض لعدوان إسرائيلي عنيف خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، وسط حصار وتضييق على دخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء إلى القطاع.

وظهر محتجَزان إسرائيليان لدى المقاومة هذه المرة بزي موحّد للمصنفين كِباراً في السّن، أما الثالث فظهر بزيه العسكريّ، فيما لم يكن الوضع الصحي للمفرج عنهم اليوم مشابهاً لبقية المحتجزين الذين أفرج عنهم في المراحل السابقة. والمحتجزون الإسرائيليون الذين تم تسليمهم هم اثنان مصنفان من فئة كبار السن وهما؛ إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور إبراهم ليشها ليفي، بالإضافة إلى المجند والمصنف من فئة الجرحى أوهاد بن عامي. ووجه المحتجزون الثلاثة من على منصة التسليم، رسائل مختلفة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تطالب نتنياهو بالاستمرار في إجراءات الصّفقة، قائلين إنّ "المفاوضات هي الحل لا الضغط العسكري". وشكر المحتجزون كتائب القسام على العناية بهم خلال فترة الحرب.

وقال نتنياهو في بيان لمكتبه: "الحكومة الإسرائيلية تحتضن العائدين الثلاثة، وقد أبلغت عائلاتهم من الجهات المختصة أنهم انضموا إلى قواتنا". وأضاف: "المشاهد الصادمة التي شاهدناها اليوم لن تمرّ مرور الكرام". وتابع "الحكومة الإسرائيلية وكافة الأجهزة الأمنية سترافق الأسرى الثلاثة العائدين وعائلاتهم". وختم نتنياهو بيانه بالقول: "الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بإعادة جميع المختطفين والمفقودين".

في سياق متصل، قالت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في بيان على حسابها بمنصة إكس: "الصور الصعبة التي التقطت أثناء إطلاق سراح أوهاد وإيلي وأور، هي دليل آخر صارخ لا يترك مجالاً للشك على أن المختطفين ليس لديهم وقت". وأضافت العائلات: "يجب علينا إخراج الجميع من هناك الآن، حتى المختطف".

من جانبها، علّقت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير الإسرائيلي ماتان المحتجز في غزة على بيان مكتب نتنياهو، بالقول في مقطع متلفز نشرته صحيفة يسرائيل هيوم العبرية: "ماذا كنت تعتقد أن يحدث عندما واصلت نسف الصفقة تلو الأخرى؟". وأضافت: "إذا لم يخرج ابني من غزة الآن فلن ينجو من هذا الجحيم.. والآن وبينما يبكي الشعب كله على حالتهم تتنزه أنت في واشنطن، وتحاول نسف المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية والتي كان يفترض أن تبدأ قبل 6 أيام".

وتابعت: "أدعو الجمهور الإسرائيلي: اخرجوا إلى الشوارع، لا يوجد وقت، علينا تنفيذ الاتفاق كاملاً وتقصير مدة تنفيذه، علينا إطلاق سراح الجميع وبسرعة". بدوره، قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان على إكس: "صور أوهاد وإيلي وأور الذين عادوا من الأسر بعد 491 يوماً، هي شهادة حية صارخة: يجب أن نعيدهم جميعاً الآن. إن وقتهم ينفد، وكل دقيقة تأخير تشكل تهديداً لحياتهم".

أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فذهب بعيداً معتبراً أن صور المحتجزين الثلاثة "جريمة ضد الإنسانية"، على حدّ وصفه. وقال هرتسوغ على "إكس": "هكذا تبدو الجريمة ضد الإنسانية. يجب على العالم أجمع أن ينظر مباشرة إلى أوهاد وأور وإيلي، الذين عادوا من جحيم 491 يوماً في الأسر، متألمين، نحيفين، متضررين، وتم استغلالهم في مراسم شريرة من قبل قتلة ملعونين. ونحن نشعر بالارتياح إلى حقيقة أنهم يعودون أحياء إلى أحضان أحبائهم"، وفق قوله. وتابع هرتسوغ: "إتمام صفقة المختطفين هو عمل إنساني وأخلاقي ويهودي. من الضروري إعادة جميع أخواتنا وإخواننا من جحيم الأسر في غزة حتى آخر واحد منهم".

وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين الـ183 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، حيث استقبل مئات الفلسطينيين حافلات الأسرى وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بينما نقلت مركبات الإسعاف بعض الأسرى إلى العلاج بعد وصوله إلى المدينة. كما وصل الأسرى المحررون من غزة إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس جنوبي القطاع.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه نقلت سبعة أسرى من داخل حافلات الصليب الأحمر الدولي في رام الله بعد الإفراج عنهم ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين أشارت مصادر صحافية إلى أنّ طواقم طبية نقلت الأسير القيادي في حركة حماس جمال الطويل إلى المستشفى نظراً إلى تردي وضعه الصحي.

(الأناضول، العربي الجديد)