استمع إلى الملخص
- تعيين رون ديرمر لقيادة الجانب السياسي ودافيد برنيع للجانب الأمني، لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والسعودية، والعمل على تحالف جديد في غزة، ومناقشة قضايا إيران والتطبيع مع السعودية.
- تسريع وتيرة المفاوضات وتحرير الأسرى، مع تغييرات محتملة في طاقم المفاوضات الإسرائيلي، حيث سيحل ديرمر محل برنيع كرئيس للوفد.
لمح نتنياهو لاتفاق سياسي واسع "أقدامه في غزة، ورأسه في السعودية"
في هذا السياق يأتي تقديم وزير الشؤون الاستراتيجية في مباحثات غزة
سيقتصر دور رئيس الموساد مستقبلاً على متابعة المسائل الأمنية
حل اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس؛ حيث تبدأ غداً الاثنين المفاوضات حول المرحلة الثانية. وفيما عُهد أن تدار المفاوضات في قطر أو مصر، بصفتهما الوسيطتين الرئيسيتين، فإن الاجتماعات هذه المرّة ستنطلق من واشنطن.
اجتماع "صافرة الانطلاقة" للمرحلة الثانية سيحضره غداً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على أن أهميته تتخطى توقيته ومكانه، والسبب كما أرجعته صحيفة "يسرائيل هيوم" هو حيثيات الاجتماع نفسه، التي تشير إلى أن إسرائيل قد تكون في طريقها نحو اتفاق سياسي واسع "أقدامه في غزة، ورأسه في السعودية".
نتنياهو من جهته ألمح إلى ما تقدّم، قُبيل مغادرته صباح اليوم إلى العاصمة الأميركية واشنطن، عندما تحدث عن "توسيع دائرة السلام". التلميح نفسه أتى متقاطعاً مع خطوة إضافية تمثلت في تقديم نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر على رئيس "الموساد" دافيد برنيع في قيادة الوفد الإسرائيلي للمفاوضات عموماً. ويعني ما سبق أن ديرمر المقرّب من نتنياهو أولاً، والذي يمثل "وزير خارجية خاصاً" مقابل الإدارة الأميركية، سيتولى الجانب السياسي، على أن يتولى برنيع الجانب الأمني في المفاوضات.
دور ديرمر في كل ما يُنسج سيبدأ في الواقع غداً، خلال الاجتماع الذي سيشارك فيه نتنياهو وويتكوف، وهو ما يُشير بحسب الصحيفة إلى أن "ثمة اتفاقاً سياسياً كبيراً على الطاولة"؛ حيث سيتابع ديرمر المحادثات أمام الاميركيين على جملة من الملفات السياسية، وبالتوازي، سيُبعث برنيع لمتابعة مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار "فقط، بعدما تصل التوجيهات من البيت الأبيض".
ووفق الصحيفة، فإن "المحادثات حول المرحلة الثانية لن تدار كما عُهِد حتّى الآن على طاولة مستديرة تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل، وإنما ستدار هذه المرّة من البيت الأبيض". ولفتت إلى أنه خلال الأسبوع، "من المتوقع أن يتحدث ويتكوف مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومسؤولين آخرين مصريين، وبعدئذ، سيُحدد موعد سفر الوفد الإسرائيلي للمحادثات".
التركيز في "المحادثات الحوارية" بقيادة مبعوثي الرئيس الأميركي ترامب سيكون على مواضيع سياسية-أمنية بكل ما يتصل بمسألة الترتيبات الأمنية في غزة، والتي ستتضمن "إنهاء حكم حماس في قطاع غزة". وبحسب الصحيفة، "ثمة دعم واسع لنتنياهو للشروع في المحادثات حول المرحلة الثانية من الصفقة التي ستتضمن اتفاقات دائمة"، مشيرةً إلى أنه "حتّى أصحاب المواقف المتشددة والمتمسكين بالحرب بكل ثمن، بدوا في نهاية الأسبوع وقد خفّت شدّة مواقفهم، ما سيسمح للإدارة الأميركية باستعراض صيغة لإنهاء الحرب من دون استئناف القتال".
وفي دائرة أوسع، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تنظران نحو السعودية وموقعها في المرحلة المقبلة، وهي التي شددت أكثر من مرّة على أن تطبيع العلاقات مرهون بإقامة كيان سياسي فلسطيني تصر إسرائيل على رفضه. ومن هنا تنبع أهمية تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لقيادة المفاوضات في مرحلتها الثانية.
وعلى الرغم من نفي مكتب نتنياهو هذا التعيين، فإن الأخير "ضرورة حاسمة للمرحلة المقبلة"، وفق ما نقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين أمنيين. السبب وراء ذلك هو أن الوزير سيقود الجانب السياسي من المحادثات بشكل خاص مقابل البيت الأبيض، وهي محادثات لن تقتصر وفق "معاريف" على وقف إطلاق النار، وإنما "حول إقامة تحالف قوى سيتسلّم الحكم مكان حماس في غزة. إلى جانب محادثات في مسالة إيران والتطبيع مع المملكة العربية السعودية". أمّا بالنسبة إلى برنيع ورئيس "الشاباك" رونين بار ومسؤول ملف الأسرى والمفقودين الجنرال نيتسان ألون، فستقتصر مهمة هؤلاء على الجانب الأمني كما اُتبع حتى الآن، وسيقود هؤلاء المحادثات مقابل مصر وقطر.
وفي سياق ذي صلة، نقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات، بينهم مسؤولون في واشنطن، تقديرهم أنه "بالإمكان تحريك المفاوضات بوتيرة متسارعة وكذلك وتيرة تحرير المحتجزين"، وبحسب هذه التقديرات، فإن حماس أيضاً لن ترفض إمكانية تقليص الدفعات لتحرير جميع الأسرى.
طبقاً لهؤلاء المسؤولين، فإنه "لا توجد لإسرائيل أي أفضلية في زيادة وتيرة الدفعات وإطالة أمدها، وخلافاً لخشية إسرائيل، ستكون هناك صيغة تمنع وقف الصفقة في النقطة الانتقالية بين تحرير المختطفين الرجال والجنود. حيث النية هي إيجاد صيغة تسمح بتقدم سريع أكثر وتمنع انهيار المفاوضات".
وبالعودة إلى دخول ديرمر على الخط، لفتت القناة إلى أنه في الجانب الإسرائيلي، "من المتوقع أن يعبر طاقم المفاوضات تغييرات خصوصاً في نقطة زمنية مفصلية استعداداً للمرحلة الثانية. حيث سيبدل نتنياهو برنيع بديرمر ليكون الأخير رئيس الوفد". وذلك على الرغم من تحذيرات مسؤولين مطلعين على المفاوضات عدّوا أن تغييراً كهذا "من شأنه أن يضر بالمباحثات".