نتنياهو وجيش الاحتلال يعلنان بدء التوغل البري في مدينة غزة

16 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 11:20 (توقيت القدس)
آليات الاحتلال في قطاع غزة، 16 سبتمبر 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن نتنياهو بدء عملية احتلال غزة تحت مسمى "المرحلة البرية من مركبات جدعون 2"، مع تدمير البنية التحتية لحماس وتعبئة 130 ألف جندي، مما أدى إلى نزوح الآلاف جنوباً.
- تزامن الهجوم مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي أكد دعم إدارة ترامب للعملية بشرط تنفيذها بسرعة، محذراً حماس من استخدام المحتجزين كدروع بشرية.
- ردت حماس على تصريحات ترامب ونتنياهو، معتبرةً أنها انحياز للدعاية الصهيونية، بينما اتهمت هيئة عائلات المحتجزين نتنياهو بالتضحية بهم لأسباب سياسية.

أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بدء عملية احتلال غزة بعد ليلة دامية شهدتها المدينة جرّاء غارات جوية عنيفة استهدفت منازل وأحياء سكنية، وسط مساعٍ إسرائيلية لدفع أكثر من مليون فلسطيني على النزوح جنوباً. وأكد نتنياهو قبيل تقديمه شهاداته في المحكمة بقضايا الفساد المتهم فيها بدء "المرحلة البرية من مركبات جدعون 2"، وهي التسمية الإسرائيلية لعملية احتلال مدينة غزة.

وأضاف "شرعنا في عملية كبيرة في غزة"، وتابع "لم أطلب من المحكمة أن تُعقد جلسة المحاكمة خلف الأبواب الموصدة تأكيداً للّحظة الحاسمة التي فيها دولة إسرائيل". من جانبه، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي "بدء تدمير البنية التحتية لحماس"، في إشارة إلى العملية البرية. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن الفرقتَين النظاميّتَين اللتين تقودان العملية البرية في غرب مدينة غزة هما الفرقة 162 و98، على أن تنضم في الأيام القريبة إليهما الفرق 36، و99 وفرقة غزة.

وفي الأثناء، يحضر رئيس الأركان إيال زامير، وقائد القيادة الجنوبية يانيف عاسور، في الجبهة مع المقاتلين على الأرض، حسب الصحيفة التي أشارت إلى أن 130 ألف جندياً قد تجنّدوا بموجب "الأمر 8"، وسط نسب امتثال تتراوح بين 75% و85% وفقاً للجيش.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي بدأ أمس الاثنين هجومه البري لاحتلال مدينة غزة. وبالتوازي مع بدء الهجوم، عاش أهالي مدينة غزة ليلة من الجحيم جرّاء الغارات الإسرائيلية، إذ اضطر عشرات الآلاف منهم للنزوح تحت القذائف في حلكة الليل نحو الجنوب. وشهد طريق الرشيد البحري ازدحاماً بالفلسطينيين المرعوبين الذين حملوا ما تيسر من أغراضٍ وما تبقى من أفراد عائلاتهم، أملاً بالنجاة.

وشهد حي الشيخ رضوان الواقع شمالي غرب مدينة غزة الحصة الأكبر من الرعب، إذ أطلقت الدبابات الإسرائيلية قذائفها على البيوت المتداعية والخيم التي غطت كل مساحة فارغة في المدينة، وسط أحزمة نارية من الطائرات سُمع دوّيها حتّى وسط إسرائيل، فيما أفيد عن قصف شنّته طائرات الاحتلال بالتوازي على مدينة دير البلح ومناطق أخرى وسط قطاع غزة. وبموازاة الغارات الجوية التي بلغت 37 غارة وشُنّت في 20 دقيقة على مناطق شمالي القطاع، فجّر جيش الاحتلال روبوتات مخففة في أحياء الشيخ رضوان، الكرامة، وشاطئ تل الهوا، وسط تقدّم الدبابات الإسرائيلية في شارع الجلاء.

ليلة عنيفة على غزة الاحتلال يدمر الأبراج السكنية ويقتل المئات

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري على مدينة غزة بعد ساعات فقط من الاجتماع الذي عقده نتنياهو في ديوانه مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وفريقه. وشدّد روبيو على أهمية عودة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وعلى أن "وجود حماس ككيان مسلح يجب أن ينتهي"، مشيراً إلى أن ذلك هو موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما اعتبر نتنياهو أن زيارة روبيو تمثّل دعماً واضحا لإسرائيل. وقال نتنياهو مخاطباً روبيو: "وجودك هنا اليوم هو أيضاً رسالة موجّهة إلى الحكومات الضعيفة التي تمارس علينا ضغوطاً، لأنها تنهار تحت ضغط أقليات إسلاموية وحملات التشويه ضدنا".

وقال روبيو إن على إسرائيل أن تقضي على حماس، وبحسب قوله: "كنت سأكون سعيداً لو أن حماس استسلمت، لكن الأمور عادة لا تسير بهذه الطريقة مع المتشددين الدينيين"، وأشار رداً على سؤال إلى أنه يعتقد أن "الجميع كانوا سيفضلون اتفاقاً يتم التوصل إليه عبر المفاوضات، توافق فيه حماس على إلقاء السلاح وإطلاق سراح المحتجزين"، لكنه أضاف: "يجب أن نستعد لاحتمال أن ذلك لن يحدث".

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن روبيو أخبر نتنياهو بأنّ إدارة ترامب تدعم الهجوم البري لكنها تريد أن يتم تنفيذه بسرعة وإنهاؤه في أقرب وقت ممكن. وقال مسؤول إسرائيلي كبير "روبيو لم يستعمل أي مكابح بخصوص العملية البرية"، فيما أضاف مسؤول أميركي متحدثاً للموقع أن "إدارة ترامب لن توقف إسرائيل وستسمح لها باتخاذ قراراتها الخاصة في ما يتعلق بالحرب في غزة". وتابع "إنها ليست حرب ترامب، إنها حرب نتنياهو، وسيقع على عاتقه ما سيحدث في المستقبل".

وذكر "أكسيوس" أنه بينما كانت الدبابات الإسرائيلية تتوجه للدخول إلى مدينة، حذر ترامب حركة حماس من مغبة التسبب في أي أذى للمحتجزين الإسرائيليين الأحياء لديها، وأوضح أن ترامب اعتمد في تهديده على ما نشرته هيئة البت الإسرائيلي "كان" من ادعاءات بأن حماس نقلت المحتجزين إلى خارج الأنفاق لاستخدامهم "دروعاً بشرية" في وجه الهجوم البري الإسرائيلي.

ورداً على ذلك، قالت حركة حماس إن تصريحات ترامب بشأن هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة وحالة المحتجزين الإسرائيليين "هي انحياز سافر للدعاية الصهيونية، وتجسيد صارخ لازدواجية المعايير، التي تتغاضى عن جريمة التطهير العرقي، واستشهاد نحو 65 ألفاً من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال"، وذكرت في بيان أن الإدارة الأميركية تعلم أن نتنياهو "يعمل على تدمير كل فرص الوصول إلى اتفاق يُفضي إلى الإفراج عن الأسرى ووقف حرب الإبادة الوحشية على القطاع، وآخرها الهجوم الإجرامي على دولة قطر، ومحاولة اغتيال الوفد المفاوض أثناء مناقشة ورقة ترامب الأخيرة".

وأشارت إلى أن "مصير أسرى جيش الاحتلال في قطاع غزة تُحَدِّده حكومة الإرهابي نتنياهو، وإن ما تتعرض له مدينة غزة من تدمير ممنهج وحملة إبادة فاشية، إنما تهدّد أيضاً حياة الجنود الأسرى الصهاينة". وتابعت "يتحمّل مجرم الحرب نتنياهو كامل المسؤولية عن حياة أسراه في قطاع غزة، كما تتحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مباشرة عن تصعيد حرب الإبادة الوحشية في القطاع، بفعل الدعم وسياسة التضليل التي تنتهجها، للتغطية على جرائم حرب الاحتلال التي يشهدها العالم منذ قرابة العامين".

على المقلب الآخر، اتهمت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين، نتنياهو، بأنه "اختار التضحية بالمحتجزين على مذبح الاعتبارات السياسية، من خلال تجاهله التام لموقف رئيس الاركان، أيال زامير، والمسؤولين الأمنيين". وأضافت الهيئة في بيان لها: "هذه الليلة الـ710، وقد تكون الليلة الأخيرة في حياة المحتجزين الذين صمدوا بصعوبة حتّى الآن، وقد تكون هذه الليلة الأخيرة في إمكانية العثور على رفات المحتجزين القتلى لجلبهم للدفن اللائق".

وفي وقتٍ لاحق من ليلة أمس، باتت بعض عائلات المحتجزين أمام منزل نتنياهو في شارع غزة بمدينة القدس المحتلة، وفيما منعتهم الشرطة من الاقتراب من مقر إقامته، هددت عيناف تسنغاؤوكير، والدة الجندي الأسير متان تسنغاؤوكير بجلب خيام ونصبها في الشارع متوعدة بالقول: "إن لم يعد متان فلا يوجد لدّي ما أخسره.. نتنياهو هرب مثل جبان حتّى لا يسمعنا، ولكننا سنلاحقه إلى كل مكان". وتوجهت إلى زوجته سارة قائلةً: "أخرجي من بيتك واشرحي كيف كذبتِ عليّ، فقد قلت إنكم ذاهبون لعقد صفقة وأعادة المختطفين وحتّى الآن لم يحصل ذلك".

المساهمون