- إسرائيل أكدت عدم تقديم تنازلات مقابل الإفراج عن ألكسندر، مشيرة إلى أن الإفراج جاء نتيجة للضغط العسكري والسياسي بدعم من الرئيس الأميركي ترامب، مع استمرار المفاوضات تحت النار.
- تزامن الإفراج مع تعليق العمليات الإسرائيلية في غزة، حيث تم تسليم ألكسندر للصليب الأحمر، وأكدت حماس على دور الوسطاء من قطر ومصر وتركيا، بينما أبدى ترامب دعمه لإيصال المساعدات إلى غزة.
أكدت حماس جاهزيتها للشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل
جرى تسليم عيدان ألكسندر للصليب الأحمر شمال مدينة خانيونس
"فرانس برس": عملية التسليم للصليب الأحمر تولتها وحدة الظل للقسام
أكّدت حركة حماس أن جناحها العسكري "كتائب القسام" أفرجت، مساء اليوم الاثنين، عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية المحتجز لديها عيدان ألكسندر، بينما علق الاحتلال عملياته في قطاع غزة، وأشارت حماس في بيان إلى أن ذلك جاء "بعد الاتصالات مع الإدارة الأميركية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وشدّد البيان على أن "هذه الخطوة تأتي بعد اتصالات مهمة أبدت فيها حركة حماس إيجابية ومرونة عالية"، مؤكدة أن "المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في الإفراج عن الأسرى.. أما مواصلة العدوان فإنه يطيل معاناتهم وقد يقتلهم"، وأكدت حركة حماس جاهزيتها للشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق نار مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزّة، كما حثّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "مواصلة جهودها لإنهاء هذه الحرب الوحشية التي يشنّها مجرم الحرب نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في قطاع غزة".
لقطات حصرية لـ"التلفزيون العربي" توثّق عملية تسلّم الصليب الأحمر للجندي الإسرائيلي الذي يملك الجنسية الأميركية #عيدان_ألكسندر@AlarabyTV pic.twitter.com/SDamcnVD5D
— العربي الجديد (@alaraby_ar) May 12, 2025
وفي وقت سابق قال الناطق العسكري باسم الكتائب أبو عبيدة، في منشور عبر "تليغرام": "قررت كتائب الشهيد عز الدين القسام الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأميركية الأسير عيدان ألكسندر، وذلك اليوم الاثنين".
في غضون ذلك، قالت هيئة البثّ الإسرائيلية إنه جرى تسليم المحتجز الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر للصليب الأحمر شمال مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وهو في طريقه إلى قاعدة ريعيم. من جانبها، قالت قناة "كان" العبرية إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف توجه إلى معسكر "ريعيم" بغلاف غزة لاستقبال ألكسندر قبيل إفراج حماس عنه باتفاقٍ مع الولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنّ مروحية عسكرية نقلت عائلة عيدان ألكسندر من مطار بن غوريون باتجاه قاعدة ريعيم، تمهيداً للإفراج عن نجلها، بعد أن كانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن وصول والده مع المبعوث الرئاسي الأميركي آدم بولر إلى إسرائيل في وقت سابق من اليوم.
كما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مطّلع على مفاوضات وقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، أن عملية التسليم للصليب الأحمر "تتولاها وحدة الظلّ في كتائب القسام وهي الوحدة المسؤولة عن تأمين وحراسة الأسرى، وتجري وفق إجراءات معقدة وسرية من دون أي مراسم شعبية أو عسكرية".
وسبق أن أكدت ذات الوكالة نقلاً مصدر مقرب من حركة حماس إبلاغَ الحركة بتعليق العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة تمهيداً لعملية التسليم، وذلك بعد ساعات من قول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، إن تل أبيب لن توقف إطلاق النار، ولن تطلق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن ألكسندر. وشدّد نتنياهو، في بيان لمكتبه، على أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق محتمل لضمان الإفراج عن جميع المحتجزين في غزة ستتواصل "تحت النار، تزامناً مع التحضيرات لتصعيد القتال"، وأكّد أن "إسرائيل لم تقدم أي تنازلات مقابل هذه الخطوة، ولم تلتزم بوقف لإطلاق النار أو الإفراج عن أسرى فلسطينيين"، مشيراً إلى أن "ما جرى الاتفاق عليه يقتصر على توفير ممر آمن يسمح بالإفراج عن الجندي عيدان".
وزعم البيان أن عملية الإفراج المتوقعة عن ألكسندر "تُعدّ ثمرة للسياسة الهجومية التي تنتهجها الحكومة، بدعم مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبفعل الضغط العسكري المتواصل الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي على حماس في قطاع غزة"، وأضاف البيان: "نحن في أيام حرجة وحاسمة، إذ تواجه (حماس) حالياً صفقة مطروحة تتيح إمكانية الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. ومن هذا المنطلق، ستستمر المفاوضات مع الحركة رغم استمرار إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، يجري التحضير لتوسيع العمليات العسكرية إذا تطلّب الأمر".
وفي إشارة إلى محاولات بعض الدول الأجنبية عقد صفقات مع "حماس"، بعيداً عن التنسيق مع إسرائيل، اعتبر نتنياهو أن هذه الخطوات "تحمل رسالة خاطئة للمجتمع الإسرائيلي وتضعف الجبهة الداخلية"، مؤكداً أن أيّ اتفاق يعقد خارج الإطار الإسرائيلي الرسمي، "يمسّ بمصداقية الدولة ويقوّض وحدتها السياسية"، ولفت البيان إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستواصل العمل على تحرير جميع المحتجزين الإسرائيليين، وأنها متمسّكة بسياستها القائمة على الضغط العسكري والمفاوضات الحذرة، دون تقديم تنازلات تُعتبر مكافأة لـ"حماس"، وفق البيان.
في السياق، أفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن الاحتلال سيوقف حركته الجوية فوق غزة لجمع المعلومات الاستخباراتية أو أي حاجات عملياتية أخرى للسماح بـ"مرور آمن" مع تحرير المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، مشيرة إلى أن الجيش والمستشفيات يستعدان لعملية مماثلة لتلك التي جرت في عمليات الإفراج السابقة.
وأعلنت "حماس"، الأحد، أنها ستفرج عن المحتجز الإسرائيلي الأميركي ألكسندر في إطار اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أشاد به ترامب، وقالت "حماس"، في بيان، إنها "أبدت إيجابية عالية، وأخذت هذا القرار ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة"، وأكدت "حماس" استعدادها "للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى على نحوٍ متّفق عليه، وإدارة قطاع غزة من جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار"، وثمنت الحركة الجهود الحثيثة التي بذلها الوسطاء في قطر ومصر، وأيضاً في تركيا، طوال المرحلة الماضية.
وكانت الولايات المتحدة قد أجرت سابقاً مناقشات مع حماس بشأن تأمين إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في غزة. وأخيراً، أكد ترامب تعهده بالمساعدة في إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة. ويأتي هذا بينما يبدأ ترامب، يوم غد الثلاثاء، جولة خليجية تقوده إلى السعودية والإمارات وقطر وتستمر حتى 15 مايو/ أيار الحالي.
وتصاعد التوتر في الأيام الأخيرة في علاقة نتنياهو مع الإدارة الأميركية، إذ ذكرت صحيفة معاريف، أمس الأحد، نقلاً عن مصادر مطلعة، أنّ "نتنياهو أدلى بتصريحات خلال جلسة صاخبة للجنة الخارجية والأمن في وقت سابق من أمس الأحد، أعلن فيها عن رغبته في الفطام والتخلي التدريجي عن المساعدات الأميركية الأمنية". ويأتي هذا فيما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الخميس، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومصادر دبلوماسية عربية قولهم إنّ ترامب يدرس إعلان حل شامل لقطاع غزة، يتضمن طرح صفقة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام، وتشمل ترتيبات سياسية وأمنية جديدة في القطاع.
(رويترز، العربي الجديد)